دعت كل من نقابة الصحفيين في تونس ونظيرتها بالمغرب، أمس الجمعة، الإعلاميين في البلدين إلى التهدئة والتعقل، بعد الجدل الذي رافق إعلان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سحب لقب البطولة الأفريقية من فريق الترجي، وإعادة المباراة التي جمعته مع فريق الودادي المغربي.
جاء ذلك في بيان مشترك موقع من النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، اطلعت عليه "عربي21".
وأعربت النقابتان عن قلقهما البالغ من "التجاذبات الإعلامية الخطيرة في بعض المنابر، ومن طرف بعض الزملاء الصحافيين ونشطاء التواصل الاجتماعي في تونس والمغرب على خلفية القرار الأخير للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم بخصوص مقابلة الترجي والوداد في نهائي أبطال أفريقيا".
كما عبرت النقابتان في البلدين عن استهجانهما "لمحاولات تسييس مباراة عادية في كرة القدم جمعت بين ناديين رياضيين عريقين في البلدين الشقيقين".
ودعت النقابتان إعلامييها إلى "التهدئة والتعقل، والتسلّح بالشروط المهنية النبيلة التي تقتضي التجرد، ومراعاة العلاقات الأخوية المتينة بين الشعبين الشقيقين"، ونبهتا "إلى الخطورة البالغة التي تكتسيها محاولات كيل التهم والقذف وإطلاق العنان للتهم المجانية من هذا الطرف أو ذاك" .
كما دعتا وسائل الإعلام في البلدين إلى العمل على التصدي لهذه الانحرافات وغيرها حسب ما تقتضيه أخلاقيات العمل الصحفي، و حسب ما يستوجبه التاريخ المشترك وعلاقات الأخوة والوحدة والتضامن بين الشعبين.
ودخل رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، وحافظ السبسي، نجل الرئيس التونسي قايد السبسي، على خط الصراع، حيث وصفا قرار "الكاف" بـ"المهزلة والفضيحة الكبرى"، فيما التزمت الحكومة المغربية الصمت.
وقال الشاهد في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك": "إثر مهزلة الكاف.. تحية لقواتنا الأمنية مثال يحتذى به في العالم، ومن يشكك في أمن تونس يتحمل مسؤوليته"، في إشارة منه إلى تعليل "الكاف" قراره بإعادة المباراة استند إلى اعتبارات أمنية، مؤكدا أن حكومته "لن تسلم في حق الترجي".
فيما اعتبر حافظ السبسي قرار "الكاف" بأنه "قرار سياسي"، واصفا إياه بـ"الفضيحة الكبرى الجديدة التي تضاف إلى سجل المكتب التنفيذي للكاف".
وقال السبسي، في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك" إن قرار الكاف يشكل "إهانة صريحة لتونس".
والأربعاء، قال نادي الترجي التونسي، في بيان، إنه لن يتنازل عن حقه الذي سيدافع عنه بكل الطرق القانونية.
وأضاف الترجي أنه "سيعقد خلال الأيام القادمة اجتماعا طارئا؛ للطعن في هذا القرار لدى الجهات الدولية المختصة، واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن حق الفريق بكل الطرق القانونية."
وخلف قرار "الكاف" جدلا بين النشطاء المغاربة والتونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا مغاربة إلى عدم نقل الصراع من الملعب إلى خارجه بتبادل الاتهامات بين الشعبين الشقيقين.
اقرأ أيضا: بعد سحب لقب الترجي.. الشاهد يصف قرار "الكاف" بـالمهزلة
رئيس "المنتدى المغربي للصحافيين الشباب"، سامي المودني، قال في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك"، إن "ما يجمعنا مع الأشقاء في تونس وحدة المصير والدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية، وهي القضايا التي ستظل تجمعنا مع مناضلات ومناضلي الشعب التونسي".
من جانبه، قال الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي، إن "ما يقع من تدافع ينبغي أن يبقى بين فريقين رياضيين وليس شعبين، وأن يحل الخلاف بقوانين المستطيل الأخضر وأعرافه وليس ببنود اتفاقية فيينا للعمل الدبلوماسي والتصريحات غير المسؤولة".
وأضاف، في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك": "بكل اختصار، لا ضير أن نخسر كأسا أو بطولة، لكن الأصعب أن نخسر حبنا لأهل تونس، وأن يخسروا هم حبنا بسبب كرة من ريح".
وأصدر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، مساء الأربعاء الماضي، بيانا دعا فيه الترجي لإعادة كأس البطولة والميداليات الذهبية إلى الاتحاد، بعد قرار له بإعادة المباراة، موضحا القرار بأنه "ليس بسبب تعطل تقنية الفيديو (الفار)، أو مشاكل تحكيمية من الحكم الغامبي بكاري جاساما، ولكن اتخذ القرار لغياب الحالة الأمنية في الملعب الأولمبي برادس".
بعد سحب لقب الترجي.. الشاهد يصف قرار "الكاف" بـالمهزلة
تونس تفرج مؤقتا عن خبير أممي اتهم بالتجسس