كشف الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي"، عن أن صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، تدخل "شخصيا" في محاولة لمنع السعودية من الشروع في موجة جديدة من عمليات الإعدام، في وقت تحاول فيه واشنطن بناء تحالف ضد إيران.
وينقل هيرست في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، عن مصدرين سعوديين، قولهما إن كوشنر اتصل بولي العهد محمد بن سلمان في وقت سابق من هذا الشهر، وبعد أيام قليلة من بث شبكة "سي أن أن" لقطات حصرية للفتى مرتجى عبد الله قريريص، الذي ينتظر تنفيذ حكم الإعدام، الذي اعتقل عندما كان في سن العاشرة بعد مشاركته في تظاهرات أثناء الربيع العربي عام 2011.
ويشير الكاتب إلى ما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤول سعودي، قوله إن الفتى مرتجى لن يحكم عليه بالإعدام، وقد خففت عنه العقوبة إلى السجن 12 عاما، وأضاف المسؤول: "لن يعدم".
ويقول هيرست إنه لا توجد لديه معلومات عن مصير ثلاثة فتيان آخرين، وهم علي النمر وداود المرهون وعبد الله الزاهر، ولم ترد أنباء عن مصير ثلاثة من العلماء البارزين (سلمان العودة، عوض القرني، علي العمري)، الذين لم يتم تقديمهم للمحاكمة بعد.
ويكشف الكاتب عن أن كوشنر حذر في المحادثة الهاتفية من أن موجة جديدة من عمليات الإعدام ستضر بصورة الرياض في الكونغرس، في وقت يحاول فيه البيت الأبيض حشد الدعم للعمل ضد إيران، لافتا إلى أن المملكة قد أعدمت في نيسان/ أبريل 37 شخصا بتهم "الإرهاب"، فيما نظر إليها على أنها محاولة لفحص رد الفعل الدولي.
ويورد هيرست نقلا عن مصدر سعودي، قوله لـ"ميدل إيست آي"، إن كوشنر أخبر ولي العهد أن الفضيحة التي نجمت عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي في تشرين الأول/ أكتوبر قد خفتت في واشنطن، وأنه "وليس هذا هو الوقت المناسب لتنفيذ عمليات إعدام جديدة قد تدمر صورة السعودية من جديد".
ويفيد الكاتب بأن صهر ترامب أثار قضية الناشطات المعتقلات في السجون، مشيرا إلى أن عائلة الناشطة لجين الهذلول، التي طالبت بحق المرأة في قيادة السيارة، قالت إنها تعرضت للتعذيب والإيهام بالغرق والتهديد بالقتل والاغتصاب.
ويقول هيرست إن المحادثة بين كوشنر وابن سلمان تشير إلى أن البيت الأبيض يسعى إلى دفن الفضيحة التي نجمت عن مقتل خاشقجي، بدلا من السعي وراء المساءلة.
وينقل الكاتب عن مصدر، قوله إن ابن سلمان استمع بصمت إلى كوشنر، وقال إنه "لم يجادل، لكنه لم يعد بشيء"، إلا أن الحاكم الفعلي للمملكة كان منزعجا بشكل واضح من الضغط الذي تمارسه واشنطن.
ويلفت هيرست إلى أن محمد بن سلمان بدأ منزعجا في المقابلة التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" في لندن يوم الأحد، حيث أكد ولي العهد الضغط الدولي عليه بقوله "بالنسبة للحملات الإعلامية أو بعض المواقف في الولايات المتحدة، فهي بالتأكيد لا تخدم المصالح المشتركة لبلداننا".
وأضاف: "واجهنا في السابق مثل هذه الحملات التي غالبا ما تكون متحيزة ولا تستند إلى معلومات دقيقة"، وحذر أي حليف من "التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده".
وينوه الكاتب إلى أن المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) توصلت إلى أن محمد بن سلمان هو الذي أمر بقتل الصحافي، ومع ذلك قال وزير الخارجية مايك بومبيو في آذار/ مارس إن الولايات المتحدة تواصل العمل لتحديد المسؤولين عن الجريمة ومحاسبتهم.
ويذكر هيرست أن الحكومة النمساوية قالت إنها ستغلق مركزا ثقافيا ممولا من السعودية، حيث حث النواب الذين صوتوا لإغلاقه السعودية على الإفراج عن قريريص.
وبحسب الكاتب، فإن المكالمة التي أجراها كوشنر مع ابن سلمان رافقتها رسائل مشابهة من خلال القنوات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن متحدثا باسم الخارجية الأمريكية لم يعلق على المحادثة التي قال إنها خاصة.
ويختم هيرست مقاله بالإشارة إلى قول المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "نواصل حث الحكومة السعودية والحكومات كلها على حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والتأكد من ضمان المحاكمة العادلة والشفافية، والحرية من الاعتقال التعسفي والاعتقال خارج القانون، وحرية الاعتقاد والدين".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
FP: ابن سلمان يقود حملة وهمية ضد التطرف.. هذه حقيقتها
إيكونوميست: علماء الغرب المسلمون ينهضون دفاعا عن العودة وزميليه
صحفي أمريكي: كوشنر هاجم خاشقجي وهكذا وصفه