تلقى قطاع غزة على المستوى الشعبي والفصائلي خبر وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي بصدمة كبيرة وشعور كبير بالحزن، لما مثلته فترة حكمه من انفراجة غير مسبوقة في ملف الحصار المفروض على القطاع.
وإلى جانب بيانات النعي التي صدرت عن فصائل فلسطينية بارزة كحماس والجهاد الإسلامي، عبرت هيئات شعبية ولجان محلية عن حزنها لوفاة مرسي، فيما هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس زوجته معزيا.
وفي خبر صحفي صادر عنها -وصل "عربي21" نسخنه منه، قالت الحركة إن هنية هاتف ظهر اليوم "حرم الرئيس المصري السابق محمد مرسي حيث قدم لها وللأسرة وللشعب المصري والأمة العربية والإسلامية التعازي الحارة بوفاته".
ولفتت الحركة إلى أن هنية "استعرض مواقف الرئيس الراحل تجاه القضية الفلسطينية والقدس وغزة في مختلف محطات جهوده في العمل العام سواءً نائبًا في البرلمان أو رئيسًا لجمهورية مصر العربية".
وأشار القيادي الفلسطيني "إلى موقفه المحوري من العدوان الإسرائيلي ضد غزة في العام 2012 والاتصالات اليومية التي كان يجريها معه آنذاك ومتابعته اللحظية رحمه الله من أجل وقف ذلك العدوان وكبح جماح الاحتلال والجهود السياسية والدبلوماسية من أجل القضية الفلسطينية في مختلف المحافل والمواقع ودوره في إسناد ودعم الشعب الفلسطيني".
ويحضر الرئيس مرسي في أذهان أبناء القطاع من خلال خطابه الشهير أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2012، وتوجيه نقده للمجتمع الدولي عن صمته تجاه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان القطاع.
كما استحضر أبناء القطاع التسهيلات الإنسانية غير المسبوقة على معبر رفح البري إبان فترة حكم الرئيس محمد مرسي، والسماح لسكان القطاع بحرية الحركة والتنقل من وإلى العالم الخارجي دون أي مضايقات.
مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بغزة أيضا نعى الرئيس محمد مرسي، في حين تستعد روابط المساجد في القطاع لأداء صلاة الغائب على روح الرئيس مرسي بعد صلاة العصر لهذا اليوم.
كما بادرت بعض العائلات لافتتاح خيمة العزاء في الساعات الأولى لورود أنباء وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي.
مواقف لا تنسى
ويفسر أستاذ علم الاجتماع في جامعة القدس المفتوحة، فضل النمس، أسباب تعاطف أهل غزة مع الرئيس مرسي بالقول، "إن أهالي غزة عاشوا ويلات الحصار منذ اثني عشر عاما، وعاشوا عاما واحدا تحت حكم الرئيس مرسي الذي منحهم تسهيلات اقتصادية ومعيشية ومنع عدوانا إسرائيليا كاد يفتك بالمئات منهم لولا تدخله في اللحظات الأولى لوقفه".
وأكد أستاذ علم الاجتماع لـ"عربي21" "أن أهالي غزة لا ينسون من مد يده لمساندتهم، إضافة إلى الإدراك السائد بأن قوة غزة تستمد من استقرار الجارة مصر، وهذا الافتراض يدعمه تأثر الطرفين بأي حالة عدم استقرار أمني تشهدها المنطقة الحدودية في سيناء".
وشدد النمس على أن "خطأ نظام السيسي هو محاكمة الرئيس مرسي بتهمة التخابر مع حركة حماس، وهو تنظيم يعد الأكبر في الساحة الفلسطينية، وهو ما كان دافعا لدى أطياف واسعة من الشارع لتأييد الرئيس مرسي".
ظلم ذوي القربى
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبد الستار قاسم، فيرى أن "تعاطف الشارع الفلسطيني مع الرئيس مرسي نابع من مشاطرة الأخر بالظلم من ذوي القربى، حيث أن حالة الرئيس مرسي تشبه مأساة الشارع الفلسطيني بوقوعه تحت حصار وظلم عربي قبل أن يكون من دولة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف قاسم لـ"عربي21": "لا يمكن لفلسطين أن تنسى ما فعله الرئيس مرسي بوقوفه ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، كما لا يمكن إنكار ما منحه من تسهيلات للأذرع العسكرية ببناء قدراتها القتالية عبر غضه الطرف عن تهريب الصواريخ والمعدات القتالية من خلال الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة".
ضباط إسرائيليون: ترددنا بمواجهة حماس فتح شهيتها لاستنزافنا
مبعوث أممي يجري مباحثات مع هنية قبيل انطلاق مسيرات العودة
طائرات الاحتلال تقصف هدفا للمقاومة جنوب قطاع غزة