يعود
القوميون العرب للاجتماع مجددا في مؤتمرهم القومي في بيروت في 5 و6 تموز/ يوليو القادم.
يجتمع القوميون العرب و"حال الأمة"
ليس على ما يرام، ورحيل الرئيس المصري السابق الدكتور محمد مرسي على منصة المحكمة
قبل يومين، بعد معاناة كبيرة في السجن، آخر تجليات هذا المشهد القاسي، في حين أن
طبول الحرب تقرع مجددا في الخليج في ظل التهديدات المتبادلة أمريكيا وإيرانيا،
والعرب يتفرجون على ما يجري، وبعضهم يشجع على الحرب، وإذا حصلت الحرب، رغم أن كل
التقديرات تستبعدها، سيكون العرب والإيرانيون وقودها الأساسي.
وأما الصورة العامة للواقع العربي فتختصر بما
يلي: دول مدمرة، ودول على طريق الدمار، ودول تعاني من الأزمات، وملايين العرب إما
مشردون في بقاع الأرض أو يعانون من الجوع والظلم والقهر، والثروات العربية تهدر في
شراء الأسلحة أو في الحروب غير المفيدة، وعرب يحاصرون عربا، فيما السجون مليئة
بالمعتقلين، والآلاف مفقودون أو منسيون ولا أحد يعرف عنهم شيء، وإلى كل ذلك مؤامرة
تصفية القضية الفلسطينية مستمرة، إما باسم ورشة البحرين الاقتصادية أو من خلال
صفقة القرن المؤجلة لما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وإن كانت بنودها بدأت تنفذ من
قبل الإدارة الأمريكية منذ حوالي العام وحتى اليوم.
دول مدمرة، ودول على طريق الدمار، ودول تعاني من الأزمات، وملايين العرب إما مشردون في بقاع الأرض أو يعانون من الجوع والظلم والقهر، والثروات العربية تهدر في شراء الاسلحة أو في الحروب غير المفيدة، وعرب يحاصرون عربا، فيما السجون مليئة بالمعتقلين
المهمة الآن المطلوبة للإنسان العربي: العيش بكرامة واحترام وأمان وتأمين لقمة العيش، ووقف انهيار الدول والمجتمعات، ومن بعد ذلك نفكر بالهموم الكبرى ومواجهة التحديات المتسارعة
إذن، المهمة أمام القوميين العرب
صعبة وشاقة وشائكة، ولم يعد الطموح الوحدة العربية والتنمية والنهوض والتطور
وحماية حقوق الإنسان والديمقراطية، بل أصبح الحد الأقصى اليوم حماية الدول ومنع
تفتيتها، ووقف الحروب الأهلية، وإعادة اللاجئين والنازحين إلى أوطانهم، ووقف
الحملات العنصرية ضد اللاجئين في بعض الدول، ومنع التطبيع مع العدو الصهيوني، وإطلاق
سراح المعتقلين والمسجونين من سجون الدول العربية، وتأمين لقمة العيش للمهجرين
داخل بلدانهم، أو للمواطنين الذين يعانون من الجوع والحصار.
وباختصار، المهمة الآن المطلوبة للإنسان العربي:
العيش بكرامة واحترام وأمان وتأمين لقمة العيش، ووقف انهيار الدول والمجتمعات، ومن
بعد ذلك نفكر بالهموم الكبرى ومواجهة التحديات المتسارعة عالميا ودوليا وإقليميا،
وفي العالم العربي والإسلامي.
هذه الصورة السوداوية لا تعني أن
الأبواب مقفلة، وأن لا نقاط ضوء في المشهد المظلم، فقوى المقاومة لا تزال فاعلة،
والشعب الفلسطيني يقاوم وأهل القدس يقاومون. وهناك قوى عربية فاعلة، والمبادرات
كثيرة لإعادة تجميع القوى، لكن المهم أن يكون القوميون العرب صادقين مع أنفسهم ومع
الآخرين، وأن لا يتخلوا عن الأهداف التي وضعوها لأنفسهم قبل ثلاثين سنة (عند
انطلاق المؤتمر القومي العربي)، أو رفعتها الأحزاب العربية القومية واليسارية
والناصرية والليبرالية والإسلامية قبل عشرات السنين، من مواجهة للمشروع الصهيوني وحماية
الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية ورفض التجزئة، فتأكيد
البديهيات وحمايتها أصبح المهمة الأولى للقوميين العرب في هذا الزمن الصعب،
ومواجهة الديكتاتوريات والظلم وحماية الديمقراطية من أولى البديهيات كي نحفظ دولنا
ومجتمعاتنا.
الأفارقة أكثر ديمقراطية من العرب
صفقة القرن والسلطة الفلسطينية.. هل يكفي إعلان الرفض؟!
آفاق الانتقال الديمقراطي في مصر