مع بداية كل موسم سياحي في تركيا، وتحديدا في
العطلة الصيفية تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغات (وسوم)، تدعو لمقاطعة
السياحة هناك، وتحذر من انفلات أمني وجرائم، وسرقات ترتكب بحق السياح.
ويغلب على تلك الهاشتاغات مشاركات سعودية،
واللافت أنها تستشهد بمقاطع مصورة لحوادث وقعت في تركيا، وتزعم أنها وقعت إما مع
سياح عرب خليجيين، أو مع صحفيين أتراك.
ولعل أحدث تلك المقاطع، الزعم أن قوات الأمن
التركية اقتحمت حافلة، وقامت بسحل صحفية تدعى قادريت تشافوس، من شعرها أمام الركاب
ودون رادع وقامت باعتقالها.
وتبين بعد البحث عن هذا المقطع أنه يعود لإشكال
عائلي لفتاة تركية، طلبت الطلاق من زوجها وهربت من أهلها ولاحقوها في الحافلة التي
استقلتها وأوقفوها بوسط الطريق حتى تمكنوا من أخذها بعنف، ولاحقا قامت الشرطة
باعتقال المتسبيين بالواقعة وتبين أنه لا وجود لصحفية تركية بهذا الاسم.
ورغم الكم الكبير من التغريدات، التي تطلق
للتحذير من السياحة في تركيا، إلا أن الملاحظ وجود تغريدات سعودية، تنصح بالتوجه
لتركيا وعدم الاكتراث لـ"الإشاعات التي تطلق هنا وهناك".
الصحفي والكاتب التركي إسماعيل ياشا، قال: إن هذه الحملات التي تخرج
كل صيف "ما هي إلا محاولات لضرب السياحة التركية، وإلحاق ما يمكنها من خسائر
بها".
وأوضح ياشا لـ"عربي21" أن "الحكومتين السعودية
والإماراتية، لا يمكنهما الدعوة بشكل رسمي لمقاطعة السياحة بتركيا، ومنع السفر لها،
خوفا من ردة الفعل المقابلة، من أنقرة لكن هي ضربات تحت الحزام".
وشدد على أن هذه الحملات، رغم أنها من حسابات تويتر شخصية، إلا أنها
تكتسب طابعا شبه رسمي، ولا تتم إلا بضوء أخضر، إن لم تكن مدفوعة من الحكومات، ولك
أن تتخيل لو أن أحدا قام بحملة ضد السياحة في مصر، لتم اعتقاله على الفور.
إقرأ أيضا: السعودية تدعو مواطنيها للبحث عن بديل سياحي لتركيا
ورأى ياشا أن الحملات "مفيدة، وتكشف مدى استجابة السياح لها"
وخاصة مع الإحصائيات التي ترد عن أعداد السياح كل عام والتي تقدر بمئات الآلاف،
وفق قوله.
وقال: إن الشعب السعودي والخليجيين والعرب بشكل عام مسلمون، وأغلبهم
يفضلون تركيا بسبب الروابط المشتركة من تاريخ ودين، وكثير منهم يحجمون عن الذهاب
لأوروبا للأسباب السابقة، وحتى أن الكثير منهم يمتلك عقارات في تركيا، ويأتون
لهدفين اقتصادي وسياحي.
ارتباطات
من جانبها قالت مشرفة على شركة سياحية في إسطنبول، إن الموسم السياحي
الحالي بدأ "باردا بعض الشيء بسبب اعتبارات تتعلق بالموسم الدراسي، في بعض
الدول العربية من مدارس وجامعات".
وقالت المشرفة لـ"عربي21" مفضلة عدم ذكر اسمها: إن
الانتخابات البلدية لإسطنبول خصوصا "ربما أثرت قليلا على بداية الرحلات
السياحية، لكن التوقعات أن تنشط خلال الأسابيع المقبلة".
ولفتت إلى وجود صفحات عديدة تحذر من السياحة في تركيا، لكنها في الوقت
ذاته، أشارت إلى نشاط العديد من الصفحات في دحض الإشاعات، والتأكيد على الوضع
الأمني المريح، والذي يهم أي سائح بالدرجة الأولى.
ولم تستبعد المشرفة السياحية، أن تؤثر الإشاعات على عدد من السياح،
وتدفعهم للإحجام عن زيارة تركيا، لكنها أكدت أنها ليست الحالة العامة، ومن الصعب
الحكم على الموسم السياحي من الآن، بسبب الاعتبارات المذكورة آنفا.
محلل سعودي يدعو إلى حصار تركيا.. وسخرية (شاهد)
صحيفة سعودية تدعو لعدم زيارة تركيا.. وردود عاصفة (شاهد)