نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للباحثين مايكل ويز ومصطفى عياد، يقولان فيه إنه في عام 2006 تمت إعادة إبراهيم سليمان الربيش إلى السعودية من سجن غوانتانامو، بعد أن قضى أكثر من خمس سنوات فيه، لكونه مقاتلا تدرب مع تنظيم القاعدة وقاتل إلى جانب حركة طالبان في أفغانستان ضد أمريكا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن إطلاق سراحه جاء كجزء من خطة إدارة أوباما لإغلاق السجن، لافتا إلى أن الربيش أدخل إلى برنامج "التخلص من التشدد" الفاتر.
ويلفت الباحثان إلى أنه هرب بعد ذلك من البرنامج ومن السعودية مع 11 جهاديا آخر وفي 2009، وكلهم ظهروا في اليمن، وظهر الربيش بعد فترة قريبة بصفته مفتيا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث قضى ست سنوات بعدها يظهر في أشرطة فيديو دعائية من مصدر الحركة الإعلامي "الملاحم"، بالإضافة إلى إصدار عدد من الفتاوى والمقالات لمصادر إعلامية أخرى لتنظيم القاعدة مثل مجلة (إنسباير) الإنجليزية.
ويذكر الموقع أن الربيش قتل في غارة من طائرة أمريكية مسيرة في اليمن عام 2015، مستدركا بأن أفكاره وإرثه عاش من خلال خطبه التي لا تزال منشورة على "فيسبوك" و"يوتيوب".
وينوه التقرير إلى أن الربيش انضم عن طريق الحفظ الرقمي إلى نجوم الدعوة الجهادية والتجنيد في الحيز الافتراضي، مثل الاستراتيجي الذي يقف خلف تمدد تنظيم القاعدة في اليمن أبي مصعب السوري، الذي ساعد في اختراع ما يعرف اليوم بهجوم "الذئب المنفرد" الإرهابي، وقائد تنظيم القاعدة وثاني شخص في هرم التنظيم بعد أيمن الظواهري، ناصر الوحيشي، ورجل الدين الرئيسي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أنور العولقي، الذي يعده خبراء مكافحة الإرهاب، حتى وهو من القبر، القوة المحركة الرئيسية لهجمات الذئب المنفرد.
ويفيد الكاتبان بأن هناك ما مجموعه 105 فيديوهات للربيش والسوري والوحيشي والعولقي على منصات التواصل الاجتماعي، بالرغم من ادعاءات الشركات التي تقف خلف تلك المنصات بأن هذا النوع من المواد أصبح شيئا من الماضي، و"مع ذلك عثرنا على هذه الفيديوهات من خلال بحث باللغة العربية بمجرد استخدام أسماء أولئك الجهاديين".
ويجد الموقع أن هذا يعني أن شركات وادي السيليكون وصلت إلى أقصى ما تستطيع من منع المواد التحريضية باستخدام البرمجيات والرصد البشري باللغات غير اللغة الإنجليزية.
ويشير التقرير إلى أن الفيديوهات التي تم اكتشفها الباحثان هي عبارة عن خطب للربيش والسوري والوحيشي والعولقي على مدى عدة سنوات، كلها تتحدث عن الاستراتيجية والعقيدة الجهادية، لافتا إلى أن تلك الفيديوهات مجتمعة حصلت على أكثر من 190 ألف مشاهدة، ومن رباعي تنظيم القاعدة هؤلاء هناك واحد فقط له صفحة "فيسبوك" وعليها 46 فيديو للمشاهدة العامة.
ويقول الباحثان: "عندما اتصلنا بـ(فيسبوك) قالوا إنهم سينظرون في تلك الفيديوهات، أما (يوتيوب) فلم يجيبوا قبل نشر هذا التقرير".
ويلفت الموقع إلى أن السوري قام بتسجيل فيديوهاته في أوائل العقد الأول من هذا القرن، وركز على نقاط رئيسية من كتابه "الدعوة العالمية للمقاومة الإسلامية"، وتصل في مجموعها إلى خمس ساعات و45 دقيقة، فيما لا تزال صفحته على "فيسبوك" موجودة، مشيرا إلى أن أكثر الفيديوهات مشاهدة فيديو من نصف ساعة يتحدث عن الاحتلال والظلم الذي تعرض له العالم الإسلامي، ويبدو أنه سجله في أوروبا، حيث يتحدث عن "العالم المسيحي هنا في أوروبا".
وينوه التقرير إلى أن السوري يحمل جنسية إسبانية، وعاش بين عامي 1994 و1996 في منطقة نيزدن في لندن، وأصدر بعد تفجيرات لندن في عام 2005 بيانا مدح فيه اختيار الأهداف، قائلا إنها أهداف سهلة مشروعة.
ويفيد الكاتبان بأن "السوري يعد من أهم المنظرين لدى تنظيم القاعدة، وشجع السوري أي شخص يستطيع القيام بأعمال إرهابية بأن يفعل ذلك لتكون هناك ردة فعل سلبية ضد المسلمين في أوروبا، ما سيدفعهم إلى حضن الحركات الجهادية، وقد نجحت هذه الاستراتيجية أكثر مما كان السوري يتوقع".
ويذكر الموقع أنه بعد أن تم اعتقاله من السلطات الباكستانية، سجن في سجن أمريكي سري قبل تسليمه لسوريا، مشيرا إلى أن هناك شائعة بأنه تم إطلاق سراحه عام 2012 من نظام الأسد، ومكانه يبقى غير معلوم.
ويورد التقرير نقلا عن "فيسبوك"، قولها العام الماضي بأنها حذفت 99% من "المحتوى الإرهابي"، قبل أن يتم الإخبار عنه من طرف ثالث، فيما قالت "يوتيوب" إنها حذفت 89968 فيديو في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019؛ بسبب محتواها المتطرف العنيف.
ويبين الباحثان أنه "كان من أهم فوائد تلك الحملة مسح مادة العولقي باللغتين العربية والإنجليزية، فقد استخدم اسم شيخ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لتحقيق 40 ألف مشاهدة على (يوتيوب)، واليوم استطاعت (فيسبوك) و(يوتيوب) حذف معظمها من منصتيهما باللغة العربية، أحدها فيه وصف رقيق للحياة بعد الموت، الذي يمجد وجود العولقي على الأرض وموته في غارة طائرة أمريكية مسيرة في اليمن في عام 2011، والذي شوهد 4400 مرة".
ويشير الموقع إلى أن العولقي ولد في نيو مكسيكو، وصور من السلطات الأمريكية على أنه مثال للإسلام المعتدل، إلا أن رسالة العولقي بشكل أساسي تفيد بأنه لا يمكن تطبيق الإسلام الحقيقي في أمريكا، وهذا يبرر الحرب ضدها وضد مصالحها، لافتا إلى أنه تمت مشاركة الفيديو 23 مرة عبر المنصة، والتعليقات عليه بشكل عام مؤيدة، "وكان من الصعب القضاء على فيديوهات العولقي باللغة الإنجليزية، فعلى مدى العامين الماضيين قام عدد من حسابات (يوتيوب) بنشر محاضراته بلغته الأم، والمؤلفة من 174 فيديو، وتقول هذه القوائم إنها محظورة على (يوتيوب) للحصول على اهتمام إضافي، الأمر الذي يبدو أنه كان فعالا: فقد وصل عدد مشاهداتها معا إلى 300 ألف مرة).
ويجد التقرير أن محاضرات العولقي كانت فعالة في دفع عمر فاروق عبد المطلب، الذي زار الشيخ في اليمن عندما كان طالب هندسة في جامعة لندن، لمحاولة تفجير قنبلة كانت في ملابسه الداخلية على متن طائرة متوجهة إلى ديترويت عام 2009، بالإضافة إلى أنه تم ربط السوري بتفجيرات القطار في مدريد عام 2004.
ويفيد الباحثان بأن عمله شجع تنظيم الدولة على الدعوة للقيام بهجمات "الذئب الوحيد"، في الغرب، مشيرين إلى أن الربيش حث على قتل كل من يسيء إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فيما ادعى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بعدها القيام بعملية "تشارلي إبدو" في باريس.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالقول إن "هذا هو السبب الذي جعل كلا من (فيسبوك) و(يوتيوب) تستسلمان لضغط الحكومات وتنظف مواقعهما، لكن من الواضح أن الأسهل أن تجد المواد المخلة باللغة الانجليزية وليس باللغة العربية، التي هي لغة الجهاديين، فإن كانت شركات الإعلام الاجتماعي تريد النجاح فإن عليها تطوير أنظمتها بنهج أشمل وبعدة لغات".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
مجلة فرنسية: إسرائيل والسلام مع الخليج.. دون فلسطين
فورين بوليسي: كيف تسلم أوروبا أعضاء تنظيم الدولة للعراق؟
لوس أنجلوس تايمز: الليبيون يتقاتلون ميدانيا وفي فيسبوك