لم يكن الأوروبيون يوما على وفاق مع إدارة ترامب في أي من المواضيع المهمّة والحسّاسة المتعلقة بالعلاقات الثنائية أو تلك التي تحمل طابعا دولياً، لكنّ هذا الواقع قد يتغيّر قريباً، والمفارقة أنّه إذا ما حصل فعلاً فسيكون بفضل السلوك الإيراني المتهوّر وغير المسؤول. بالرغم من إنكار المسؤولين الإيرانيين لفعالية العقوبات الأمريكية المفروضة عليهم مؤخراً، يضغظ هؤلاء على نظرائهم الأوروبيين للإبقاء على تدفقاتهم المالية قائمة في محاولة للإبقاء على الاقتصاد الإيراني حيّاً.
ضغط إيراني على الأوروبيين
يحاول الأوروبيون منع الاتفاق النووي من الانهيار ومساعدة إيران على ذلك من خلال الآلية الاقتصادية التي تمّ التوصل إليها مؤخراً (إنستكس)، لكن في نهاية المطاف مصالحهم الاقتصادية مع الجانب الأمريكي أكبر بكثير من مصالحهم مع إيران، ولذلك فمن الصعب على مثل هذه الآلية أن تعوّض إيران عن كل الخسائر الناجمة عن العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية. المسؤولون الإيرانيون يعتقدون أنّه باستطاعة أوروبا فعل المزيد، لذلك يصعّدون الضغوطات ضدّهم، مرّة بالتهديد ومرّة بالوعيد.
الأوروبيون يحثّون إيران على الالتزام بما ينص عليه الإتفاق النووي، وهم مستعدون لبذل الجهود لإبقاء الإتفاق حيًاً
مهلة لإيران
هناك مهلة تمتد لحوالي شهرين سيحثّ الأوروبيون خلالها طهران على الوفاء بالتزاماتها، فإذا نجحوا في ذلك فقد يتمكنون حينها من إقناع الإدارة الأمريكية بتأمين بعض التسهيلات للجانب الإيراني ليحفظ بها ماء وجهه داخلياً ويتّخذ قرار التفاوض، لكن إذا لم تقم إيران بالوفاء بالتزاماتها وطبّقت التهديدات التي أعلنتها بخصوص الاتفاق النووي عندها فستكون إيران قد عزلت نفسها تماماً. إيران الآن تقوم بعمليات استهداف للسفن وناقلات النفط والبنى التحتية النفطية في المنطقة.
المجتمع الدولي يدرك أنّ إيران ترفع من حجم المخاطر في المنطقة وعلى الملاحة البحرية الدولية وعلى قطاع النفط العالمي وذلك للتملّص من العقوبات الأمريكية. سيكون من الصعب الدفاع عن إيران عندما تزيد من سلوكها السلبي في هذه القطاعات، وتخرق التزاماتها النووية. الأوروبيون سيضطرون في هذه الحالة إلى الانكفاء واتّباع سياسة ترامب في زيادة العقوبات وذلك لمنعها من تسريع برنامجها النووي، وليس مستبعداً في هذه الحال أن يقوم الاتحاد الأوروبي أيضا بتطبيق عقوباته الخاصة إلى جانب العقوبات الأمريكية.
المجتمع الدولي يدرك أنّ إيران ترفع من حجم المخاطر في المنطقة وعلى الملاحة البحرية الدولية
الأرض بتتكلم فارسي.. البحر والجو أيضا
الحرب المحتملة في الخليج.. وموقع المقاومة الفلسطينية منها