على
غرار قانون الخدمة المدنية المثير للجدل، الذي أقرته الحكومة
المصرية في عام 2016،
وافقت الحكومة على
قانون المعاشات والتأمينات الجديد الخاص بأصحاب المعاشات.
وأثارت
موافقة الحكومة المصرية على مشروع قانون "إصلاح نظام التأمينات الاجتماعية والمعاشات"
وإحالته لمجلس النواب تمهيدا لإقراره، انتقادات واسعة لما يشوبه من عوار ومساوئ،
على حد قول المنتقدين.
ويقول
منتقدو القانون في تصريحات لـ"
عربي21"، إنه يهدف إلى استبعاد بعض الفئات من
منظومة المعاشات؛ بهدف تقليص ما تتحمله خزانة الدولة فيما يتعلق ببند المعاشات والتأمينات.
كما
انتقدوا ربط دفع اشتراكات التأمينات بالدخل المتغير للعامل -لا الأجر الأساسي-، الأمر
الذي يفتح الباب أمام أصحاب الأعمال لخفض الأجور أو عدد العاملين في الشركات والمصانع
والمؤسسات.
ويقضي
مشروع القانون برفع سن المعاش من 60 عاما إلى 65 عاما.
وكذلك
احتساب المعاش عن كل سنوات الخدمة، بخلاف القانون الحالي الذي يكون متوسط الأجر فيه
عن آخر سنتين فقط، ما يعني تخفيض المعاش.
"قانون
كارثة"
ووصف
القيادي في حزب المحافظين والمحامي والناشط صبري عبده جاد، القانون الجديد
بـ"الكارثة"، قائلا، إن"القانون كارثة ويشوبه عوار شديد، ويحرم بعض الطبقات
من حقوقها رغم ادعاء الحكومة أنه يتضمن وضع حد أدنى للمعاشات، وربط زيادة المعاشات
بنسبة التضخم سنويّا، وتقدير التأمينات على الأجر الحقيقي للموظفين، وإنشاء صندوق
للرعاية الاجتماعية لأصحاب المعاشات، كما يتضمن الاتفاق على آلية استثمار أموال التأمينات".
وعدد
في حديثه لـ"
عربي21" مساوئ القانون قائلا: "لن يفيد أصحاب المعاشات،
وسيوجه لهم ضربات اجتماعية قاسية كحرمان الابنة من معاش والدها عند بلوغها الـ24 عاما
حتى إذا كانت غير متزوجة، أو عاملة، واحتساب المعاش عن كل سنوات الخدمة، وبهذا الشكل
سيتعرض أصحاب المعاشات لتخفيض المعاش، بخلاف القانون الحالي الذى يكون متوسط الأجر
فيه عن آخر سنتين فقط".
وأضاف:
"فضلا عن كارثة أخرى بشأن رجال الأعمال تكمن في دفع الاشتراكات بحسب قيمة الدخل
الذي يحصل عليه العامل وليس الأجر الأساسي؛ ما يضطرهم إلى تخفيض الأجور، أو تسريح عدد
من العاملين لديهم، كما اعتمدت وزيرة التضامن في صياغة القانون على معايير خارجية لا
تتناسب مع المعايير الداخلية".
وطالب
جاد بالتدخل لمنع ما أسماه "بالكارثة من أن تقع، وهو دور السلطة التشريعية المتمثلة
في
مجلس النواب، على الرغم من أنه لم ينصف مطلقا المواطنين، ومرر جميع مشروعات قوانين
الحكومة على غرار قانون الخدمة المدنية، وغيره من القوانين".
"التملص
من الحقوق"
من
جهته؛ قال الناشط العمالي السابق سيد حماد لـ"
عربي21"، إن القانون الجديد "يهدف إلى تقليص أموال أصحاب المعاشات
الذين يحصلون عليها من أموالهم التي تم استقطاعها من رواتبهم بنسبة 40%، طوال فترة عملهم
حتى سن المعاش".
وأكد
أن الدولة "تسعى إلى تقليل نفقاتها على أصحاب المعاشات من جهة، ورفعت عن كاهل
أصحاب الأعمال عبء تحمل المزيد من الأموال، والحكومة لا تقف إلى جانب الموظفين والعمال
بل ضدهم على طول الخط"، مشيرا إلى أن "أموال التأمينات والمعاشات تبلغ
841 مليار جنيه ( 50 مليار دولار) وعدد المؤمن عليهم 9.5 مليون موظف، ويتم استثمارها
من خلال بنك الاستثمار القومي".
واعتبر
أن "مد سن المعاش من سنة60 إلى 65 سنة
يشعر الشباب باليأس، ويغلق الباب أمام أي تعيينات جديدة، ويزيد من أعداد البطالة في
مصر، ويحرمهم من فرصتهم في العمل، ولدينا مثال في الدول الأوروبية التي تعاني من الشيخوخة
وتستجلب مهاجرين لعلاج هذه الأزمة، في حين نسير نحن عكس التيار".
وأشار
حماد إلى أن "من ضمن المساوئ أيضا، ربط نسبة العلاوة السنوية بنسبة التضخم بالموزانة
العامة، وفي الأصل أنه ينفق على أصحاب المعاشات من أموالهم فما علاقتهم بنسبة التضخم
التي تتحكم بها الحكومة، مع العلم أن الفترة القادمة ستشهد زيادات في المواد البترولية
التي سوف تؤثر على جميع السلع، وستزيد من الأعباء على أصحاب المعاشات".