نشر موقع إنترستنغ إنجنيرينغ الأمريكي تقريرا، سلط من خلاله الضوء على مخططات وكالة ناسا الدولية لإرسال نبات الفلفل الإسباني الحار إلى خارج غلافنا الجوي؛ تمهيدا لزراعته على سطح كوكب المريخ في المستقبل.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن وكالات الفضاء لن ترسل الرواد فقط إلى خارج كوكب الأرض، بل إن البعثات الاستكشافية والاعتيادية القادمة ستشمل الفلفل الإسباني الحار، ليكون بذلك أول نبتة يزرعها الأمريكيون في الفضاء.
وتسعى ناسا بذلك إلى معرفة أنواع النباتات القادرة على النجاة في الظروف القاسية؛ لتضمينها في الرحلة القادمة المتجهة إلى المريخ.
أما بالنسبة إلى اختيار الفلفل الإسباني من بين العديد من الخيارات المتاحة، فذكر الموقع أن زراعة النباتات في مثل هذه الظروف ليست بالأمر السهل، لا سيما أن ذلك يتطلب نباتات يمكنها التكاثر بسهولة وسرعة، فضلا عن إمكانية النجاة داخل بيئة تحتوي على كميات كبرى من ثاني أكسيد الكربون. وقد وجد العلماء أن الفلفل الإسباني قادر على الإيفاء بهذه الشروط.
الجدير بالذكر أن الفلفل الإسباني يستطيع النمو في بيئات تحتوي على كميات قليلة من الأكسجين، ويمتلك فترات نمو أقصر، وهو ما سيكون مفيدا للغاية في الفضاء.
وحيال هذا الشأن، قال عالم فيزيولوجيا النبات في وكالة ناسا، راي ويلر: "كنا نبحث عن أصناف لا تستغرق وقتا طويلا لتنمو، لكنها تكون منتجة للغاية في البيئات الخاضعة للرقابة التي سنستخدمها في الفضاء".
وتطرق الموقع إلى الفوائد الصحية للفلفل الحار، لا سيما أنه يحتوي على كميات كبرى من الفيتامين "سي" ويمكن استخدامه لتعزيز مناعة رواد الفضاء.
وفقا لعالِم البستنة التابع لناسا، جاكوب توريس، يتسبب انعدام الجاذبية بإرسال معظم سوائل الجسم إلى الدماغ، ما يجعل رواد الفضاء يشعرون بأنهم عرضة لنزلة برد مستمرة.
اقرأ أيضا: لماذا يريد الجميع العودة إلى القمر؟
عقب الإشراف على عمليات زراعة الفلفل الحار، وتطبيق ظروف مشابهة لتلك الموجودة في المركبات الفضائية، واستخدام التكنولوجيا ذاتها، تتوقع وكالة ناسا إرسال العينات المراد زراعتها إلى محطة الفضاء الدولية في فترة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 وكانون الثاني/ يناير 2020.
وأشار الموقع إلى السبب الذي قد يدفع ناسا إلى زراعة النباتات في الفضاء، حيث إن رواد الفضاء سيكونون ممتنين لتناول فلفل حار وطازج بعد قضائهم فترة تزيد على تسعة أشهر قوامها تناول الطعام المعلب في علب كرتونية.
وسيرحب الرواد بتواجد بعض التوابل في طعامهم، التي ستنعش براعم التذوق لديهم، فنحن جميعا بشر بعد كل شيء.
نقل الموقع عن توريس قوله إن "رواد الفضاء سيكونون قادرين على ملء بطونهم، لكنهم لن يحصلوا على المغذيات الكافية للقيام بعملهم".
ومن شأن امتلاك القدرة على زراعة نباتات صالحة للأكل في الفضاء مساعدة الرواد عقليا وجسديا في الوقت ذاته.
وبالنظر إلى خطة ناسا الطموحة لإرسال البشر إلى المريخ، وهي رحلة قد تستغرق ما بين ستة أشهر إلى سنتين، لن يكون خلالها إرسال المواد الغذائية من الأرض سهلا.
وخلص الموقع إلى نقل تصريح توريس إزاء هذا الشأن، الذي ورد فيه أنه: "يمكننا بناء جميع الصواريخ التي نريد الذهاب بها إلى المريخ، لكنها لن تعمل إلا إذا كان لدينا طعام نأكله. نحن بحاجة إلى زراعة ما يكفي لاستكمال النظام الغذائي. وكما هو الحال هنا على الأرض، لا يمكننا العيش على تناول الطعام ذاته يوميا".