في 17 من شهر حزيران/ يونيو الماضي، صدم خبر وفاة الرئيس
مرسي أول رئيس منتخب بمصر؛
المصريين، بل العالم كله إلا المشاركين في قتله.
وفاة د. مرسي الصادمة لكل الأوساط، سواء المطالبة بعودته للرئاسة أو المعترضة عليها، جاءت مباشرة، وبعد أيام قلائل من تمرير التعديلات الدستورية التي تعزز من سيطرة
السيسي والمؤسسة العسكرية بشقيها "الجيش والشرطة". وبالطبع، وحتى لا يلتبس الأمر، نؤكد أننا نقصد جنرالات ولواءات الجيش والشرطة، أما الرتب الدنيا فهم خارج الصورة، ممن يستفيدون من السلطة والمال، ويمكن ألا يختلف حالهم عن باقي فئات الشعب المصري كثيرا.
بالطبع، التصريحات التي خرجت عن السلطات المصرية غلبت عليها الأكاذيب، وغيّبت مصداقيتها أكثر من ست سنوات من التعذيب والتنكيل الممنهج الذي ارتكبته بحق د. مرسي، وزادها ما أقدمت عليه السلطات المصرية من إجراءات تعسفية وحصار لا يبرره إلا الخوف؛ نال عائلة د. مرسي بعد إجراءات الدفن والعزاء التي تمت بسرية، فقط من خلال عائلة د. مرسي ممثلة بأولاده وزوجته.
عنونت معظم الصحف العالمية العربية والأجنبية الكثير من الأسئلة عن قتل مرسي، وذهبت كلها إلى نتائج مفادها أن القاتل معروف؛ هو السيسي وأجنحته الأمنية. وأما مواقع التواصل الاجتماعي فقد ذهبت إلى الاتهام مباشرة، وكذلك انضمت الجمعيات الحقوقية الدولية والمدنية، مطالبة بلجنة تقصي حقائق مستقلة وشفافة للكشف عن ملابسات الوفاة ومعرفة الأسباب الحقيقية لها، بخاصة بعد ثبوت كذب الرواية المصرية وعدم إمكانية حدوثها علميا كما صرح بعض الأطباء.
على المستوي الدولي الرسمي لم يمتلك الشجاعة، بل الإنسانية، إلا تركيا وقطر، وقدمتا التعازي رسميا في وفاة د. مرسي، في حين عمت مظاهرات ومسيرات التأبين الدكتور مرسي كل أنحاء العالم وبمشاركة شعبية واسعة، في رد مغلف على صمت الحكومات على سجن وتعذيب ثم قتل الرئيس مرسي.
اليوم، بعد مرور أكثر من أربعين يوما على قتل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، تسقط الأقنعة والحجة الواهية بين فرقاء الثورة المصرية، وتبدأ المساءلة:
ها قد مات مرسي؛ نقطة الخلاف الوحيدة واليتيمة بينكم، فماذا أنتم فاعلون؟ هل سيتم البحث في أرشيف حججكم الواهية؟ أم أنكم ستقفون وقفة يسجلها التاريخ لكم؟
هل تستطيعون عبور النفق المظلم، وتنتصرون لقضية وطن جمعتنا ميادينه فانتصرنا على فاشية جنرالاته التي انبرت تزرع خلافات ما أنزل الله بها من سلطان بيننا، وتستقطب كل فصيل، واستطاعت هزيمتنا بامتياز؟
نعم فشلت المجموعة الوطنية بامتياز، فتناثرت وتناثر معها الوطن وعادت الدولة الفاشية بوجهها القبيح، ومات الرئيس المنتخب، فماذا بقي حتى نرى كل المصريين يلتفون حول حوار وطني يولد من عباءته مشروع وطني يحمله أناس مخلصون، يزرعون الأمل وينتزعون اليأس والإحباط، ويقفون في وجه فاشية العسكر التي أوشكت أن تدمر مصر خارجيا وداخليا بل ومجتمعيا؟
أيها الفرقاء سقطت الحجة، فأين أنتم؟