نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالانتفاخ بعد تناول الطعام، وفقا لما أكدته الدراسات العلمية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي
ترجمته "عربي21"، إن أي نوع من الأغذية يمكن أن يتسبّب في اضطرابات
المعدة على غرار الانتفاخ، فما علينا إلا أن نتبيّن مقدار الكربوهيدرات التي تهاجم
المعدة وتشعرنا بالانزعاج، أو ما يسمى "فودماب". وتعتبر فودماب سلسلة
قصيرة من الكربوهيدرات التي تشمل بوليميرات السكاريد قليلة السكريات والسكريات
الأحادية والبوليولات القابلة للتخمر، وهي مكونات يصعب امتصاصها وينتهي بها المطاف
إلى التحلل.
ونقلت المجلة تصريح إدواردو أرانز،
طبيب علم المناعة بمعهد البيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة بأن "المكونات التي
يشملها فودماب تبقى لفترة من الوقت في الأمعاء، أولا في الأمعاء الدقيقة ثم في
القولون إذا لم يتم هضمها، وتعمل على جلب المياه إلى الأمعاء مما يؤدى إلى زيادة
في الحجم". تعزز الفودماب الميكروبات البشرية التي بالإضافة إلى الماء، تشكّل
الغازات في الأمعاء. بناء عليه، يشعر الإنسان بالكثير من الانزعاج في الأمعاء،
خاصة الانتفاخ.
وأوردت المجلة أن الحل يكمن في تجنب
تناول الأطعمة التي قد تحتوي على هذا الأنواع من الكربوهيدرات. أما فيما يخص
الجانب العملي، توجد هذه الكربوهيدرات في
جميع المجموعات الغذائية تقريبا على غرار الحبوب والخضروات والبقوليات، فضلا عن
الحليب ومنتجات الألبان الغنية بالسكاريد بما في ذلك السكروز، المالتوز واللاكتوز.
في المقابل، لا تحتوي اللحوم والأسماك والبيض على هذا النوع من الكربوهيدرات،
لكننا بطبيعة الحال عاجزون عن الاكتفاء بهذه الأغذية.
وأردفت الصحيفة أن جملة من الباحثين
في جامعة موناش الأسترالية قد عملوا سنة 2008 على التوصل إلى نظام غذائي يحتوي على
أغذية تساعد على حل هذه المشكلة. وتجدر الإشارة إلى هؤلاء العلماء لم يفكروا في
الأشخاص الأصحاء حين ابتكار هذه النمط الغذائي، ولكنهم صمموه خصيصا للأشخاص الذين
يعانون من متلازمة القولون العصبي الذي تتراوح نسبتهم بين 10 و15 بالمئة من سكان
أوروبا والولايات المتحدة وفقا للمنظمة الدولية لأمراض الجهاز الهضمي.
اقرأ أيضا: تجنب استهلاك هذه الأطعمة إذا كنت ترغب بالحصول على بطن مسطحة
وبيّنت الصحيفة أنه من الصعب اتباع
مثل هذا النمط الغذائي بشكل منضبط وصحيح، حيث عملت فرناندا ليما سينتو سي، اخصائية
التغذية وعضو في الأكاديمية الإسبانية للتغذية، على تحديد ثلاث مراحل يجب اتباعها بدقة للحصول على النتائج المنتظرة.
أولا، أفادت فرناندا أن "اتباع هذا النظام يستمر ما بين أسبوعين وثمانية
أسابيع حسب حدّة الأعراض، خلال هذه الفترة
يكف الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات المعوية عن تناول بعض الأطعمة مؤقتًا
بينما يتم التحكم في الكمية الأخرى. وتهدف هذه الخطوة إلى الحد من الالتهابات
المعوية وتحسين الميكروبات البشرية".
وذكرت الصحيفة أن المرحلة الثانية
والتي تعد أكثر أهمية من السابقة تكمن في إعادة تناول الأغذية الغنية
بالكربوهيدرات أو ما يعرف بمسمى فودماب بشكل تدريجي، حيث نختار في كل مرة غذاء من
مجموعة غذائية مختلفة لأن الكائنات الحية
تهضمها بشكل مختلف. وأوردت فرناندو أن: " هذه الأغذية ينبغي تناولها عند
الظهيرة ويجب أن تكون بقية المواد
الغذائية التي يتم تناولها تحتوي على نسبة ضئيلة جدا من الكربوهيدرات مع ضرورة
معرفة أي أكثر الأغذية التي تسبب الانتفاخ".
وأشارت الصحيفة إلى أن المرحلة
الثالثة تكمن في إعداد خطة مخصصة بالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات صعبة الامتصاص في
الأمعاء الدقيقة والتي من الممكن أن تختلف من شخص إلى آخر. لتسهيل مراقبة هذا
النظام الغذائي، أنشأت جامعة موناش أدلة وتطبيقات تساعد المرضى، والتي تستقطب
المزيد من المتابعين في كل مرة. أضافت فرناندا أن أسباب المواظبة على هذا النظام
الغذائي متعدد لعل أبرزها " الحد من اضطرابات الجهاز الهضمي، كما أن حدة الانتفاخ في البطن
والإسهال والإمساك تقل بنسبة 70 بالمئة
لدى المرضى".
ختاما، نقلت الصحيفة عن دراسة
برتغالية أشارت إلى أن هذا النظام الغذائي يمكن أن يخفف من أعراض الألم العضلي
الليفي ، لكنه لن يعالجه. وبما أن فودماب تعتبر نظاما غذائيا علاجيا، لا ينصح به
للأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي.
إليك بعض الحلول لمشكلة التعرق في فصل الصيف
طرق سهلة للحد من الالتهابات في فترة وجيزة