يتذكر الفلسطينيون هذه الأيام أولى الثورات التي اندلعت من أجل المسجد الأقصى بعد وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني مطلع القرن العشرين.
واندلعت ثورة البراق في 15/ 8/ 1929م، بعد زعم اليهود أن الأقصى يقوم مكان هيكلهم، وادعائهم بملكية الحائط الغربي للمسجد.
بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، فتحت أبواب الهجرة أمام اليهود، الذين تركزوا في منطقة يافا (تل أبيب تحديدا)؛ كونها الميناء الذي يدخلون منه إلى فلسطين، بالإضافة لتوجه قسم منهم للسكن في القدس؛ لأهمية المدينة الدينية.
وحاول المستوطنون استغلال تزايد أعدادهم وانحياز الاحتلال البريطاني لهم إلى تعزيز تواجدهم في منطقة حائط البراق، ووضع الطاولات والستائر في المكان. إلى أن كانت الشرارة في 15/ 8/ 1929، حيث كان احتفال المسلمين بالمولد النبوي، واحتفال اليهود بذكرى خراب الهيكل.
ففي ذلك اليوم، خرج مستوطنون أعضاء في حركة بيتار اليمينية بمسيرة، وهي تنظيم شبابي شبه مسلح أسس على غرار شبيبة هتلر.
وكان المستوطنون يهتفون "كوتيل كوتيلنو"، أي حائط البراق لنا، كما كانوا يهتفون بشتائم ضد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
وفي اليوم التالي، وكان يوم جمعة، نظمت الأوقاف الإسلامية احتفالا في منطقة حائط البراق، ما اعتبره الصهاينة استفزازا لهم.
وفي الجمعة التي تلتها 23/ 8، تدفق مئات الفلسطينيين من القرى المجاورة، وأدوا صلاة الجمعة في الأقصى، وتطورت الأحداث بعد الصلاة في البلدة القديمة، ثم امتدت لباقي المدينة.
استشهد في أحداث البراق 116 فلسطينيا، غالبيتهم برصاص الجيش البريطاني، الذي تدخل بقوة إلى جانب الصهاينة، وقسم آخر استشهدوا باعتداءات المستوطنين، فيما قتل 133 صهيونيا.
شكل البريطانيون لجنة تحقيق، ورفعت توصياتها إلى الأمم المتحدة، وأهم نتائجها كانت أن حائط البراق هو ملكية إسلامية صرفة.
واعتقل البريطانيون 900 فلسطيني، وحكموا بالإعدام على 27 منهم، ونفذ حكم الإعدام في ثلاثة وهم: محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير.
سياسيون أردنيون لـ"عربي21": الموقف من صفقة القرن لم يتغير
دبلوماسي إسرائيلي: كوشنير وغرينبلات منفصلان عن الواقع
خبير إسرائيلي: تل أبيب تقصف العراق وترسل له رسائل ودية