تعرضت مدينة "مرزق" في الجنوب الليبي لعدة هجمات واشتباكات خلال الشهر الجاري، وسط تبادل الاتهامات بين قوات الوفاق الليبية وقوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر حول السبب في تدهور الأوضاع هناك، ما طرح تساؤلات عن الطرف المسيطر فعليا على الجنوب الليبي.
وشهدت المدينة عدة اشتباكات وقصفا من قبل الطيران التابع لحفتر أودى بحياة ما يقارب 40 شخصا مدنيا، وسط تأكيدات من قبل الأخير بأن القصف استهدف عصابات تشادية، وهو ما نفته عدة مصادر من مرزق.
ووفق آخر إحصاءات للأمم المتحدة، فإن قتلى الاشتباكات في مرزق وصل منذ تجددها مطلع الشهر الجاري لأكثر من 90 شخصا، فيما نزح أكثر من 1285 أسرة من داخل مرزق إلى المناطق المجاورة.
اقرأ أيضا: مسلحون من قوات حفتر يستسلمون لقوات الوفاق جنوب طرابلس
وفي حين تقول قوات "حفتر" سيطرتها على الجنوب الليبي ومنه مدينة "مرزق" وأنها تحارب العصابات القادمة من تشاد وغيرها، تؤكد حكومة الوفاق أن أغلب الجنوب الليبي يخضع لسيطرتها وأن القوات المتواجدة في مرزق ومنها قوة الجنوب تتبع الحكومة الشرعية، ما يطرح تساؤلا حول المسيطر فعليا على الجنوب.
"حفتر" يستهدف "التبو"
من جهته، أكد رئيس اللجنة التسييرية للتجمع الوطني التباوي (مؤسسة في الجنوب الليبي)، حسين شكي، أن "مدينة "مرزق" لا تستغل من قبل أطراف الصراع كما يقال بل ما يحدث هناك هو عملية استهداف كاملة من "حفتر" لمكون "التبو" ليس إلا، وأن الزعم بمحاربة عصابات تشادية ما هو إلا شماعة وفقط"، حسب وصفه.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الجنوب جزء من سبها وما بعده يسيطر عليه قوات تابعة للتبو عدا حقل الشرارة الذي تسيطر عليه قوات من "المقارحة" وحقل الفيل الذي تسيطر عليه كتيبة سلفية من التبو تتبع "حفتر" وقواته، أما سياسيا فكل ساسة الجنوب فاشلون قسمتهم أطراف الصراع ونسوا الجنوب ومشاكله"، كما قال.
"مرتزقة ومخابرات أجنبية"
لكن عضو البرلمان الليبي والمؤيد لـ"حفتر"، جبريل أوحيدة أشار إلى أن "التبو ومن يدعمهم يميلون للعنف وأنهم استغلوا الظروف الأمنية والسياسية الراهنة في البلاد ومارسوا جميع أشكال الجرائم المسلحة من قتل وسطو وحرابة وجلب المرتزقة وتكوين مليشيات تناصر الأطراف المتحاربة مقابل الأموال"، حسب كلامه.
اقرأ أيضا: "الغارديان" تهاجم "الحرب الدرونز" التي يشنها حفتر في ليبيا
وأضاف لـ"عربي21": "إن من أهداف هؤلاء إحداث تغيير ديمغرافي في الجنوب الليبي بهدف الهيمنة عليه إن لم يتحقق لهم إقامة دولة "التبو" هناك، وهم على علاقة بمخابرات ودول إقليمية وأجنبية تدعمهم، وما حدث في مرزق شبيه بما حاولوا تنفيذه في مدينة الكفرة عندما تحالفوا مع قوات "الكرامة" (حفتر) وبحصولهم على الدعم حاولوا احتلال الكفرة وفشلوا، والآن تحالفوا مع حكومة "طرابلس" وتلقوا الدعم ونفذوا جزءا من مشروعهم في مدينة "مرزق"، كما زعم.
"صراع عرقي"
الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش رأى بدوره أن "الصراع في مرزق أساسه صرا ع عرقي، بين قبيلة التبو وبعض القبائل العربية المقيمة هناك، وكل من الطرفين لديه امتداد قبلي يصل إلى تشاد والنيجر وكلاهم يتم الاستعانة بهم من قبل أطراف الصراع بهدف دحر هجوم الآخر".
وأشار إلى أن "هذه الصراعات كانت مكبوتة حقبة القذافي، وما يحدث الآن هو تصفية حسابات بين هذه القبائل، وبخصوص السيطرة هناك فكل الأطراف المتنازعة تدعي أنها تسيطر على الجنوب الليبي سياسيا وعسكريا فترة السلم، وحين يشتد القتال فيه الكل يتنصل من مسؤوليته ويلقي بها تجاه الطرف الآخر"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".
لماذا قصف طيران "حفتر" الجنوب الليبي؟ وما علاقة "طرابلس"؟
"الوفاق" الليبية تصر على اقتحام قاعدة الجفرة وحفتر يستميت
ماذا وراء زيارة حفتر الأخيرة للقاهرة ولقائه السيسي؟