خفتت أصداء تواطؤ الرئيس الأميركي مع رئيس حكومة العدو الصهيوني بمنع نائِبتيْن «أميركِيتين» وخصوصاً مُسلمتين وعربِيَّتيْن من زيارة فلسطين التاريخية، بِشقَّيها.. الأولّ الذي يحمل اسم «دولة إسرائيل»، والمُحتلّ الآخر الذي في عُرف المُستعمِرين الأميركيين والصهايِنة أراضٍ «مُتنازَع» عليها، بل أبعد من ذلك إصرارهما على أنها «أرض إسرائيل الكامِلة»، وبالتالي حق اليهود في استيطانها، وِفق الوعد «الإلهي» الذي زعمَته الأُسطورة التوراتيّة المُزيّفة.وقام عليها قانون «يهودية الدولة العُنصرِيّ».
أصوات خجولة على الساحة الأميركيّة ما تزال ترى في الصفعة الصهيونية للكونغرس الأميركي بمجلسيه، وخصوصاً أن «مُهندِسها» ترامب نفسه، مُجرّد «خدش» للديمقراطية الإسرائيلية، وتتمنع عن إدانة هذا التصرّف غير الـديمقراطي، بإفتراض أن أحداً يأخذ الديمقراطية الصهيونية المزعومة على محمل الجد، فيما هناك (أميرِكيّاً) مَن «عَتِب» على ترامب كونه «ألّبَ» حكومة أجنبية على نواب في الكونغرس، ودائماً لاذت الأغلبية الجمهورية (بل ومعظم الديمقراطية) بالصمت، حتى لا تُتّهم بأنها معادية للسامية كون انتقاد سياسات إسرائيل، بات يندرج تحت بند معاداة السامية في معظم دُول «العالم الحُرّ» المزعوم.
داخل دولة العدو الصهيوني، ثمّة أقلام «استغلّت» قرار نتنياهو منع النائبتين الأميركيتين لتصفية حساباتها مع رئيس الحكومة الذي يُكافحِ على مُستقبلِه السياسي، بعد أن بات مُرجّحا أن سيناريو انتخابات التاسع من نيسان الماضي، مرشح للتكرار في انتخابات السابع عشر من أيلول الوشيك، الأمر الذي قد يضطّر قادة الليكود لاستبداله، وعدم الذهاب «مرة ثالثة» لانتخابات مبكرة في حال بقي افغيدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» يُشكّل بيضة القبّان. ولم يوافقه نتنياهو الرأي في تشكيل حكومة وحدة وطنية، يقول قادة حزب الجنرالات أزرق - أبيض: أنهم لن يسيروا في هذا الاتجاه مع وجود نتنياهو على رأس الليكود.
تقول أسرة تحرير «هآرتس» في افتتاحيتها: «..إن فظاظة الروح التي أظهرَتها حكومة إسرائيل برئاسة نتنياهو تجاه النائبتين الأميركيتين رشيدة وإلهان، لا تُماثِل إلاّ الضرر الذي ألحقته بعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، مُضيفَة: نتنياهو يُعرِّض للخطر علاقات إسرائيل مع حليفتها المركزية.
فيما تقول أورلي أوزلاي في صحيفة «يديعوت احرونوت»: إنه في رفضِه عُضوَتيّ الكونغرس، فقدَت إسرائيل مكانَتها كمن تُوجَد فوق السياسة الحِزبيّة الأميركيّة، مُعتبرِة.. أن الضرَر الذي كان سيلحَق بإسرائيل لو أنها سمحَت لعضوتي الكونغرس بزيارة الضفّة الغربيّة، كان سيكون طفيفاً مُقارَنة بالخراب الشامل الذي لحِق بها جرّاء رفضِها، النابع من الإستسلام لنزوة تغريدية من الرئيس». مُستطرِدة: 140 حرفاً في التويتر أصبح قرار نتنياهو، وبعد أن وافَقَ على دخولهما حَظَرهَ، هكذا بدأت السخافة.
جدعون ليفي في «هآرتس كان أكثر «لَذْعاً» وقُدرة على توصيف قرار نتنياهو عندما قال: «عَرْض إسرائيل المُخجِل على طليب، هو من أنماط عمل الكولونيالِيّة... عدم تسييس الموضوع الفِلسطيني، تحويل القضِية الفلسطينية من مسألة قومية إلى موضوع إنساني، وبعد ذلك–يُضيف ليفي–عَرْض المُحتّل على أنه..رحيم وحنون».
عن جريدة الرأي الأردنية