من المهم جدا أن يشرب الانسان الماء وذلك لحاجة الجسم لها، فهي عنصر أساسي في تكوينه، ويوصي خبراء الصحة الناس بشرب لترين يوميا للمحافظة على صحة الجسم بشكل عام وللعناية بالكلى بشكل خاص، فالماء يساعدها في عملها في تطهير الجسم من السموم.
وكما هو مهم اختيار مصدر الماء الصحي، أيضا من المهم اختيار العبوة المناسبة صحيا لتعبئتها بالماء، وكثيرا ما نصح الخبراء باستخدام عبوات غير بلاستيكية لما فيها من ضرر على صحة الانسان.
وفي ذات السياق، نشر موقع "بولد سكاي" تقريرًا أشار فيه إلى بعض المخاطر التي يمكن أن تحدث للإنسان نتيجة لاستخدام عبوات بلاستيكية للماء.
وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن معظم البلاستيك المستخدم في هذه العبوات يأتي من سلاسل طويلة من الهيدروكربونات، ويضاف إليها بعض المواد الكيميائية لتحسين مرونة وحتى لون الزجاجات، وهي كلها مواد ضارة على المدى القريب والبعيد.
ووفقا للموقع تختلف سلامة الزجاجات البلاستيكية حسب نوع البلاستيك المستخدم، ولفت إلى أن المنتجات منخفضة الجودة قد تسبب مشاكل صحية منها السرطان.
وهذه بعض المخاطر والأضرار المحتملة نتيجة لاستخدام عبوات بلاستيكية:
الاستخدام المتكرر
أوضح التقرير بأن معظم الزجاجات البلاستيكية المتوفرة في السوق مخصصة للاستخدام الفردي ولمرة واحدة، ولكن من الشائع جدًا أن يعيد الناس استخدامها لتخزين المياه، وهي في الغالب مصنوعة من البولي إيثيلين تيريفثالات التي قد تسبب ضررًا لجسم الانسان.
اقرأ أيضا: حيل سهلة تساعدك بشرب المزيد من المياه.. تعرف عليها
وبصرف النظر عن التلوث البيئي الناجم عن هذه الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، فإن استخدامها بشكل متكرر وأيضا تعرضها للحرارة أو أشعة الشمس يمكن أن يؤدي لتحلل بعض المواد الكيميائية وبالتالي الاختلاط بالماء، مما يضر بصحة الانسان.
مضاعفات الحمل
ثبت أن BPA "ثنائي الفينول A" من "النوع 7" والمستخدم في زجاجات المياه البلاستيكية يسبب مضاعفات صحية خطيرة للحوامل والجنين، فهو يحاكي ويضاهي هرمون الاستروجين، وهذا الأمر قد يؤدي إلى تشوهات الكروموسومات، مما يؤدي إلى عيوب خلقية.
البلوغ المبكر أو المتأخر
إن التعرض للمواد الكيميائية التي تحاكي الهرمونات مثل الإستروجين سيغير توقيت البلوغ، ويؤثر عليه أيضا، ويمكن أن يقلل أيضا الخصوبة، ويزيد الدهون في الجسم ويؤثر على الجهاز العصبي، وأيضا فإن الخاصية التي تشبه الاستروجين في BPA يمكن أن تكون ضارة للغاية على الأطفال خصوصا في مراحل النمو المبكرة.
الالتهابات
يمكن الشرب من زجاجات بلاستيكية رخيصة الجودة أن يؤثر سلبًا على نظام المناعة لديك، حيث يؤثر BPA على الجهاز المناعي ويضعفه، وبالتالي يعرض جسمك للالتهابات والعدوى المختلفة.
ولفت التقرير إلى أنه بالنظر إلى الآثار الجانبية المحتملة الناجمة عن مياه الشرب المعبأة بعبوات بلاستيكية، هناك وسائل يمكنك تبنيها للابتعاد عن الضرر الناتج عن ذلك، وهي كما يلي:
استخدم بدائل للبلاستيك، مثل الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ "ستانلس ستيل"، واحرص على تعبئة عبوة زجاجية الماء حينما تنوي الخروج من المنزل لفترات طويلة تجنبا للحاجة لشراء عبوة بلاستيكية.
اقرأ أيضا: 5 بدائل تغنيك عن استخدام منتجات البلاستيك الضارة (إنفوغراف)
تجنب الزجاجات التي تحتوي على رموز إعادة التدوير من 3 أو 7، وإذا لم يكن هناك خيارات أخرى وكنت مضطرًا لاستخدام البلاستيك فاختر زجاجات مع رموز إعادة التدوير 2 و 4 و 5، واحرص على أن تكون خالية من BPA.
من جهته قال اختصاصي الكيمياء التطبيقية مأمون العبد: "إضافة للنقاط التي ذكرها التقرير، لا بد من الإشارة وتنبيه الناس إلى أن تاريخ الصلاحية المطبوع على العبوة، هو لتحديد مدة صلاحيتها هي وليس الماء، لذلك يجب اختيار عبوات تكون منتجة حديثا".
وتابع العبد في حديثه لـ"عربي21": "السبب في أهمية حداثة انتاج العبوة، هو أنها حينما تكون قديمة ومخزنة في مستودعات درجة حرارتها عالية أو حتى بنفس درجة حرارة الغرفة لفترات طويلة، تصبح احتمالية تشكل مواد مسرطنة أكبر".
لافتا إلى أن "الشركات أصبحت الآن تصنع خزانات المياه من طبقتين معللا ذلك بالقول: "بحيث لو تحللت الطبقة الخارجية تبقى الداخلية كما هي، ولا تتضرر من حرارة الشمس، وبالتالي حمايتها من التحلل واختلاط موادها الكيميائية بالمياه".
وأكد الخبير الكيميائي مأمون العبد، على أن "الكثير من الدراسات حذرت من استخدام مادة BPA، لأن لها تأثيرا سلبيا على صحة الانسان، فهي تؤثر على الخصوبة وقد تؤدي لمشاكل صحية أخرى أو على الأقل تفاقمها، منها السكري وأمراض القلب".