رفع الاحتلال الإسرائيلي حدة تصعيده على الجبهة الشمالية مع لبنان، عقب إقدامه على تنفيذ هجومين منفصلين في لبنان للمرة الأولى منذ سنوات.
واستهدف أحد الهجومين مواقع في الضاحية الجنوبية لم تعرف ماهيتها بعد، فيما استهدف آخر موقعا للجبهة الشعبية القيادة العامة في البقاع اللبناني، بعيد ساعات من تهديد أطلقه أمين عام حزب الله حسن نصر الله بالرد على أي خروقات إسرائيلية.
ويضع هذا التصعيد أسئلة حول أسبابه، وتوقيته، وكيفية رد حزب الله عليه، وإمكانية تطوره وصولا إلى مواجهة مفتوحة مع الحزب؟
الرئيس اللبناني ميشال عون قال، إن الاعتداء "بمثابة إعلان حرب يتيح لنا اللجوء إلى حقنا بالدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا".
وأضاف أن الاعتداءين على الضاحية الجنوبية ومنطقة قوسايا يخالفان القرار 1701، وما يسري على لبنان يجب أن ينطبق على إسرائيل.
وفي السياق، قالت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله: إن إسرائيل، بـ"انتظار عقاب حتمي" بعد عمليتيها ضد حزب الله اللبناني في دمشق والضاحية الجنوبية.
رد محدود
وأشارت الصحيفة إلى أن ما جرى في الضاحية، كان "عملية ما" لكنها "فاشلة"، وجاءت بعد ساعات من "عملية دموية" ضد عناصر للحزب في دمشق.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وصف الاثنين، ما جرى في الضاحية الجنوبية بـ"أول عمل عدواني منذ 14 آب/ أغسطس 2006".
اقرأ أيضا: صحيفة بريطانية: الحرب بين إسرائيل وحزب الله باتت وشيكة
المتخصص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات قال، إن احتمال حدوث تصعيد بين حزب الله وإسرائيل "كبير جدا"، خاصة عقب خطاب أمين عام الحزب الأمس.
وشدد في حديث لـ"عربي21" أن الدخول في تصعيد وتطوره إلى مواجهة مفتوحة، مرتبط برد حزب الله على الخروقات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن "إسرائيل تتوقع أن يقدم حزب الله على رد محدود".
وتابع: "إسرائيل لن تبدأ أي مواجهة مع حزب الله، وهي قلقة جدا من خطاب نصر الله، وتأمل في رد محدود لا يجر إلى مواجهة مفتوحة".
وأردف: "هي تهيئ نفسها لتقبل رد حزب الله، ولذلك منعت جنودها من الوصول إلى المنطقة الحدودية، ووضعت حواجز على طول الطرق المؤدية للمنطقة، تحول دون الوصول للمنطقة في محاولة للتقليل من أضرار رد الحزب حال أقدم على أي هجوم".
أسباب التصعيد
وعن أسباب التصعيد الإسرائيلي قال بشارات: "نتنياهو يصعد في هذه التوقيت بالذات لدواعي انتخابية، فهو يريد حصد المزيد من المقاعد في الانتخابات القادمة بأي ثمن، حتى لو دخل مغامرة، لكنه في الوقت ذلك لا يضمن أن تسير الدفة وفق ما يريده، فقد تنقلب الأمور في أي لحظة".
المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير، قال إن رسالة حزب الله كانت واضحة، وإن هناك تحضيرا على ما يبدو لرد إزاء ما قامت به إسرائيل في لبنان، خلال الساعات القليلة الماضية.
اقرأ أيضا: نصر الله: ما حدث في لبنان خطير جدا.. ويتوعد بالرد (شاهد)
ورأى قصير في حديث لقناة الجزيرة تابعته "عربي21"، أن آلية، وطبيعة، وتوقيت رد حزب الله غير واضحة إلى الآن، لكن الأيام القليلة المقبلة ستشهد ربما عملية له.
رد غير تقليدي
وشدد على أن حزب الله لا يستطيع السكوت على استهداف قواعده وكوراده، سواء في لبنان، أو سوريا، وهو يريد أن يثبّت قواعد الاشتباك التي حصلت بعد حرب 2006.
وعن شكل الرد الإسرائيلي المتوقع قال قصير: "عادة ما يتم الرد على اعتداءات إسرائيل عبر عبوات ناسفة تطال جنود إسرائيليين على الحدود"، لكن هذه المرة أتوقع أن يكون الرد غير تقليدي، وربما يكون مستوحى مما قامت به إسرائيل بالضاحية، أي عبر طائرات مسيرة، أو عبر استهداف شخصية رفيعة في الجيش الاسرائيلي.
على غير العادة.. ما دوافع إسرائيل لتبني "هجوم دمشق" الآن؟
لماذا تصمت بغداد على الهجمات الأخيرة رغم دلائل ضلوع إسرائيل؟
هل سيرد حزب الله على سقوط طائرتين إسرائيليتين ببيروت؟