نشر موقع اليوم 24 تقريرا طبيا "يبرئ" فيه صحافية وخطيبها، اعتقلتهما الشرطة المغربية ووجهت لهما النيابة العامة تهمتي "الفساد" و"الإجهاض"، كما أوقفت السلطات طبيبا واثنين من مساعديه في ذات القضية.
وكانت الصحافية هاجر الريسوني، العاملة بيومية "أخبار اليوم"، قد اعتقلت عشية يوم السبت الماضي من طرف الشرطة المغربية، رفقة خطيبها وطبيب نساء وعدد من مساعديه.
وثيقة البراءة
ونشر موقع "اليوم 24"، "نسخة من الخبرة الطبية التي أجريت للصحافية هاجر الريسوني، بطلب من النيابة العامة، في المستشفى الجامعي ابن سينا (الرباط)، بعد اعتقالها، والذي يثبت عدم تعرضها لأي عملية إجهاض".
وزاد الموقع: "التقرير الذي حصل (اليوم 24) على نسخة منه، وترجم للخبرة الطبية، التي أثبتت أنه لا يوجد أي أثر للملقط الطبي الخاص بالإجهاض، على رحمها، وهو الملقط الذي يستحيل إجراء عملية إجهاض دون استعماله".
وأوضح ذات الموقع، "أن هاجر كانت تعاني من نزيف في باطن عنق الرحم. وهو ما يتناغم مع التصريحات التي أدلت بها هاجر، منذ اعتقالها، وأكده أيضا الطبيب صاحب العيادة".
من جهته كشف أحد محامي الصحافية، طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح مقتضب لـ"عربي21"، أن "الأمر بناء على ما عاينته في الوثيقة، لا يتعلق بإجهاض بقدر ما يتعلق بتخثر للدم على مستوى عنق الرحم، اضطر معه الطبيب للتدخل العاجل".
الاعتقال
وقال موقع "اليوم24" الذي تعمل فيه الصحافية، إن قصة الصحافية، هاجر الريسوني، تفجرت عشية السبت الماضي، عندما تلقت صديقتها المقربة اتصالا هاتفيا، في حدود الساعة السابعة و20 دقيقة مساء، يخبرها أن هاجر في ضيافة أمن العاصمة الرباط.
وتابعت: "في هذا السياق، قالت هيئة دفاع هاجر، إنها بقيت أمام مقر ولاية الأمن لساعات، وتم منعها من مقابلة موكلتها. وكل ما تسرب، خلال فترة الحراسة النظرية، أنه سيتم تقديمها أمام وكيل الملك، صبيحة الاثنين 2 سبتمبر/ أيلول الجاري".
وزاد: "تم تقديم الصحافية هاجر الريسوني، في حالة اعتقال، أمام وكيل الملك، برفقة خطيبها، رفعت الآمين، وهو أستاذ جامعي، سوداني الجنسية، والذي تقدم لخطبتها، منذ شهور، وكان مقررا عقد قرانهما يوم 14 من الشهر الجاري".
وتابع: "كان من ضمن المعتقلين، طبيب متخصص في أمراض النساء، والتوليد، وكاتبته، ومساعد طبي، مثلوا جميعهم في حالة اعتقال أمام وكيل الملك، الذي أحالهم جميعا على جلسة في اليوم نفسه، في حالة اعتقال دائما".
وفي حدود الساعة الثالثة والنصف، مثلت الصحافية هاجر الريسوني، رفقة خطيبها، والطبيب، وكاتبته، ومساعده أمام المحكمة، حيث أعلن القاضي لائحة التهم، وهي (الفساد، والإجهاض، والمشاركة في الإجهاض)".
رواية الطبيب
ونشر الموقع كلمة الطبيب في المحكمة: "قضيت 40 سنة من حياتي أزاول مهنة الطب، ولم تسجل في تاريخي المهني أي مخالفة ضدي، واليوم أجدني وأنا في أرذل العمر معتقلا بتهمة لم أقترفها".
وأضاف الطبيب نفسه: "السيدة هاجر حضرت لدي في حالة صحية خطيرة، فقد كانت تعاني نزيفا حادا، وتكبد في الدم، وكان لزاما أن أجري لها تدخلا جراحيا مستعجلا لوقف النزيف".
وأكد: "لم نقم بأي إجهاض.. أجريت التدخل المستعجل، وغادرت عيادتي".
حكاية الصحافية
ونشر الموقع رواية الصحافية التي قالت: "أحسست بألم في بطني مع نزيف، وبعد أن ازداد الألم، قصدت الطبيب لإجراء فحص، فإذا به يخبرني بأنني أعاني من نزيف حاد يستلزم تدخلا في الحين".
وشددت: "أنا امرأة متزوجة، ورفعت الآمين هو زوجي، بحيث تمت قراءة الفاتحة ببيت أسرتي، وكنا نرتب الإجراءات لتوثيق الزواج، ووضعنا ملفنا لدى سفارة السودان، بحكم أن الأمر يتعلق بزواج مختلط".
وزادت هاجر: "وأنا لم أجر أي عملية إجهاض".
الشارع أم العيادة
وسجل "اليوم24" أن الصحافية أفادت لدفاعها، "أنه لم يتم اعتقالها في عيادة الطبيب، وإنما في الشارع، وقالت إن ستة عناصر بزي مدني، قاموا بمحاصرتها أمام بناية في حي أكدال، مضيفة أن هؤلاء كانوا يحملون كاميرات يصورون بها".
واستطرد: "فإن هذه العناصر بدأت تسألها عن أسباب وجودها في المكان، وما إذا كانت في زيارة لطبيب نساء يوجد في البناية ذاتها، قبل أن يخاطبوها قائلين: كنتي عند الطبيب ياك..كنتي كديري إجهاض!!!، قبل أن ترد عليهم بأنها كانت في العيادة من أجل فحص عادي للغاية، قائلة: واش اللي دايرة إجهاض تدخل وتخرج على رجليها هكذا؟!".
وشدد: "قالت الريسوني إن هؤلاء حاصروها، وقاموا بإدخالها بالقوة إلى العمارة، ومنها إلى عيادة الطبيب".
وزاد الموقع: "حسب المعطيات، التي أدلى بها دفاع هاجر الريسوني، فإن عناصر الأمن، وفق ما صرحت له به هاجر، وما أكده الطبيب النسائي، أمس، أمام المحكمة، دخلوا إلى العيادة، وطلبوا من الكاتبة الاتصال بالطبيب، الذي كان خارج العيادة!".
وأفاد: "أكد الطبيب أن كاتبته اتصلت به عبر الهاتف، وأخبرته أن رجال الأمن في العيادة، ويريدون رؤيته، وأضاف، عدت إلى العيادة على وجه السرعة، وتم اعتقالي!".
وتابع دفاع هاجر الريسوني أن موكلته اقتيدت إلى مقر ولاية الأمن في حي حسان بالرباط، برفقة خطيبها، والطبيب، وكاتبته، ومساعد طبي، مؤكدا: “لم تكن هناك أي حالة تلبس، ولا أي شيء.. هاجر كانت في الشارع العام، والطبيب كان خارج عيادته”.
وكانت مواقع محسوبة على الأجهزة في المغرب قد نشرت ليل الاثنين، أخبار اعتقال الصحافية واتهمتها بالإجهاض والفساد.
وأطلق عدد من زملاء الصحافية هاجر الريسوني وسما (هاشتاغ) باسم #الحرية_لهاجر يدعون فيه لإطلاق سراحها.
شارك بمسيرات الجمعة.. الجزائر توقف مسؤولا بـ"رايتس ووتش"
45 انتهاكا ضد الصحافة والإعلام بمصر خلال الشهر الماضي