نشر موقع "لوبلوغ" مقالا للصحافي الاستقصائي والمتخصص في نظريات الأنظمة، نافذ أحمد، يقول فيه إن الارتفاع في عنف القوميين البيض يثبت أن تهديد الفاشية لا يستهدف مجموعة بذاتها، بل يهدد المجموعات كلها، البيض والسود والمسلمين واليهود وغيرهم.
ويشير أحمد في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مجموعة حوادث إطلاق النار العشوائي في نهاية تموز/ يوليو، أتت بعد حالة وبائية من العنف المسلح عاشتها أمريكا، لافتا إلى أنه منذ بداية العام كان هناك ما لا يقل عن 257 حالة إطلاق نار عشوائي على مجموعات تسببت بمقتل 9080 شخصا.
ويفيد الكاتب بأن هذا تقريبا يشكل ثلاثة أضعاف عدد الذين قتلوا في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر الإرهابية التي بررت للحروب التي قادتها أمريكا، وتسببت بمقتل ما لا يقل عن مليون شخص، مشيرا إلى أنه على مدى العقد الأخير، ارتبطت حوالي ثلاثة أرباع الهجمات الإرهابية على الأراضي الأمريكية بالمتطرفين اليمينيين المحليين، وربعها فقط بالإسلاميين، فيما كان ضحايا الإرهاب في عام 2018 كلهم مرتبطين باليمين المتطرف.
ويقول أحمد إن "أيديولوجية القومية البيضاء المتطرفة أصبحت تشكل تهديدا أكبر للأمن القومي الأمريكي، وتتسبب بالموت أكثر من الإرهاب والهجرة، ومع ذلك فإن أدمغة ملايين الأمريكيين البيض غسلت ليعتقدوا بعكس ذلك تماما".
ويتساءل الكاتب قائلا: "كيف يمكن لهذا أن يحدث؟"، مشيرا إلى أن "هناك خط نقل واضحا بين الآراء الاستعلائية البيضاء التي ساعدت على وقوع هجمات كاليفورنيا والباسو، وهستيريا كراهية المسلمين المتزايدة في أنحاء العالم والنازية الجديدة المعادية للسامية تقليديا، التي ترتبط عادة باليمين المتطرف، لكن العلاقة بين الإسلاموفوبيا وعداء السامية ليست مفهومة بشكل جيد".
تحول التحريض الرقمي إلى عنف شامل
ويلفت أحمد إلى أن مرتكب إطلاق النار العشوائي في الباسو، باتريك كروسياس، نشر بيانه على الإنترنت، فلم يكن فقط ضد "غزو تكساس من ذوي الأصول الإسبانية" بل إنه أثنى أيضا على مذبحة مسجد كرايست تشيرتش، مشيرا إلى أن حملة ترامب الانتخابية 2199 دعمت منذ كانون الثاني/ يناير إعلانات على "فيسبوك"، تشبه الهجرة بـ"الغزو"، وقد شاهد تلك الإعلانات مليون شخص على الأقل، وقد يصل عدد المشاهدين إلى 5.6 مليون شخص.
ويفيد الكاتب بأن "هناك الآن أبحاث مهمة تشير إلى وجود علاقة بين الإعلام الاجتماعي والارتفاع المفاجئ في العنف العنصري، فقد وجدت دراسة مشتركة قام بها أكاديميون من جامعتي برينستون وواريك (نمطا واضحا) في المعطيات يربط بين تغريدات ترامب ضد المسلمين وزيادة عدد الهاشتاغات المعادية للمسلمين على (تويتر) وزيادة الجرائم الحقيقية ضد المسلمين".
وينوه أحمد إلى أن الدراسة وجدت أنه بداية حملة ترامب الانتخابية سبقت تحولا في مشاعر الكراهية ضد المسلمين في حسابات "تويتر" المؤيدة لترامب وزيادة في معدل جرائم الكراهية، مشيرا إلى أن ترامب قام شخصيا عن عمد بتضخيم أعداد المسلمين التي ينشرها اليمين المتطرف، وقام خلال الأشهر القليلة الماضية بإعادة نشر تغريدات المعلقة البريطانية كيتي هوبكينز، التي لها سجل حافل في ازدراء السود والمسلمين والمهاجرين واليهود.
ويذكر الكاتب أن ترامب قام الشهر الماضي بإعادة نشر تغريدات هوبكينز عدة مرات، بما في ذلك هجومها على عمدة لندن المسلم صديق خان، بخصوص جرائم الطعن في العاصمة، وتأييدها لصرخات مؤيدي ترامب "ارسلوها إلى بلدها"، فيما يتعلق بعضوة الكونغرس المسلمة، ووصفها مدينة بلتمور ذات الغالبية السوداء بأنها "منطقة مقرفة مليئة بالجرذان.. حيث لا يريد أي إنسان أن يعيش".
ويجد أحمد أنه "مع أن ترامب لا يتابع هوبكينز، ولا هي تتابعه على أي قائمة لـ(تويتر)، إلا أنه دائما يجد تغريداتها العنصرية، ويقوم بتضخيمها، ما يشير إلى أن تضخيم هذه التغريدات هو أبعد ما يكون عن كونه مجرد حادث لشخصية ترامب، وأن تضخيم هذه التغريدات هو استراتيجية متعمدة لفريقه الإعلامي في البيت الأبيض.
الأيديولوجية المشتركة للقوميين البيض
وينوه الكاتب إلى أنه في إحدى تلك التغريدات أيدت هوبكينز بشكل مفتوح صعود السياسيين القوميين في أنحاء العالم، بمن فيهم الرئيس البرازيلي جائر بلسونارو، ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، والرئيس المجري فيكتور أوربان، ورئيس حزب القانون والعدالة البولندي جاروسلو كاكزينسكي.
ويعلق أحمد قائلا إن هؤلاء السياسيين كلهم يؤيدون سياسات مثيرة للخلاف، وتنطوي على رهاب الأجانب، فوعد بلسونارو بالقضاء على الأقليات التي لا تخضع للأكثرية، ودعا سالفيني لإغلاق المتاجر الإثنية في الساعة التاسعة؛ لأن أجانب يديرونها، وهدد بتجريف بيت امرأة سماها "غجرية قذرة"، لافتا إلى أن أوربان ينشر نظرية المؤامرة المعادية للسامية التي تفيد بأن جورج سوروس يقف خلف هجرة ملايين المسلمين لأوروبا، وأعلن انه لا يريد أن يختلط "لوننا بألوان الآخرين".
ويفيد الكاتب بأن كاكزينسكي ادعى أن المهاجرين من الشرق الأوسط قد يتسببون بانتشار "أوبئة" في أوروبا، ويتهمه اليهود البولنديون بأنه فشل في التعامل مع العدوانية المتزايدة تجاه الأقليات واليهود في بلده، بل إنه يمنحها غطاء، بالإضافة إلى أن حزبه الحاكم منحاز إلى حركة النازيين الجدد في بولندا.
ويرى أحمد أنه بتضخيمه تغريدات هوبكينز حول هؤلاء السياسيين الذين يرأسون حركات شبه فاشية في أوروبا وأمريكا الجنوبية، فإن ترامب يؤكد حبه لهم، وأنه جزء من شبكة عالمية لليمين المتطرف تلتقي في الأهداف وتحمل أيديولجية مشتركة.
صناعة أسطورة "الإحلال العظيم"
ويقول الكاتب: "من المعروف الآن على نطاق واسع أن في قلب هذه الأيدولوجية المشتركة لليمين المتطرف تكمن نظرية ما يسمى بـ(الإحلال العظيم)، التي تقول بأن إبادة العرق الأبيض تتم من خلال استبدالهم بالمهاجرين، ومعظمهم من الدول المسلمة (أو في أمريكا من دول أمريكا اللاتينية)".
ويفيد أحمد بأنه "من خلال أجنداتهم المعادية للغرباء يبين هؤلاء السياسيون كيف تؤدي معاداة السامية الكامنة دورا مهما في هذه الحركة، التي تتخفى تحت غطاء مشاعر العداء للمهاجرين والمسلمين، كونها وسيلة للوصول إلى التيار العام الرئيسي".
ويقول الكاتب: "باختصار فإن التركيز على (الغزو الإسلامي) من خلال مزيج من الهجرة ومعدلات التكاثر سمحت لمجموعات اليمين المتطرف التي يلهمها الفكر النازي بأن تعيد تأهيل نفسها وإخفاء جذورها التقليدية المعادية للسامية".
ويرى الكاتب أنه "ليس مدهشا إذن أن نرى الكثير من المجوعات التي أدت أكبر دور في نشر مبادئ أسطورة (الإحلال العظيم) من خلال الحديث عن شبح مؤامرة إسلامية عالمية تتحالف في الوقت ذاته مع حركات القوميين البيض".
ويشير أحمد إلى أن من بين أكثر الروايات التي تشترك فيها المجموعات اليمينية المختلفة ترسخا هي أن المواطنين المسلمين والمجتمع المدني في الغرب يمثل "جبهة" للإخوان المسلمين، لافتا إلى أن كثيرا من مراكز الفكر اليمينية المتطرفة التي نشرت أطروحة إبادة البيض، والتي ألهمت الهجمات الإرهابية الأخيرة بدأت أصلا في اتهام المسلمين بأنهم متطرفون ويحاولون الاستيلاء على المجتمعات الغربية من الداخل.
ويذكر الكاتب أن في أمريكا مجموعات، مثل معهد غيتستون، "التي كان يرأسها سابقا مستشار ترامب للأمن القومي، جون بولتون"، ومركز فرانك غافني للسياسة الأمنية، ومركز روبرت سبنسر لمراقبة الجهاد، ومركز الحرية لديفيد هورويتز، ومنتدى الشرق الأوسط لدانيال بايبس، ومشروع استقصاء الإرهاب لستيف أميرسون، ومشروع كلاريون لرفائيل شور، كلها تتهم شبكات المجتع المدني المسلم البارزة في الغرب على أنها بؤر للتطرف تتآمر لغزو الغرب سرا.
ويورد أحمد نقلا عن مقال صادر عن غيتستون، قوله: "مع هجرة أعداد ضخمة من المسلمين لأوروبا، كان الإخوان المسلمون -من تاريخهم وتنظيمهم وكوادرهم وأيديولوجيتهم الواضحة وعلاقاتهم الدولية- في الموقع الصحيح لتطبيق فكرهم والتنافس على قيادتهم.. واستطاع الإخوان المسلمون على مدى العقود الماضية أن يزرعوا أنفسهم بنجاح في الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن ذلك المقال يخلص إلى القول: "في الواقع فإن معظم المنظمات الإسلامية البارزة في أمريكا لها جذور في الإخوان المسلمين".
ويلفت الكاتب إلى أن إحدى المنظمات التي كانت في مرمى النار من مثل هذه الدعاية اليمينية المتطرفة هو المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وهو أكبر المنظمات الإسلامية الخيرية في أمريكا، وتم انشاؤه في 1981، مشيرا إلى أنه كغيره من مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية العادية، مثل اتحاد الطلبة المسلمين والجمعية الإسلامية لشمال أمريكا، صور على أنه ليس سوى مؤامرة إسلامية لاختراق امريكا وفرض "الشريعة".
ويستدرك أحمد بأن دليل "الأخبار الكاذبة" المستخدم لرسم هذه الصورة يكشف عن أن هذا الادعاء مبني على اللمز والاستنتاجات غير المنطقية والتعميمات الخاطئة ليس أكثر.
توسيع الشبكة
وينوه الكاتب إلى أن الحكومة الأمريكية أطلقت بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر اسم "عملية التحقيق الخضراء"، التي أوكلت إلى عدة مؤسسات حكومية، وهدفت إلى الكشف عن المنظمات الخيرية التي تعمل "واجهات" للإرهاب، مشيرا إلى أن المشكلة هي أن هيئات الحكومة، مثل وزارة الخزانة ومكتب التحقيقات الفيدرالي وغيرها، كان لديها فهم ضبابي ضعيف للعالم الإسلامي، ما أدى بالمحققين إلى رؤية علاقات وروابط لم تكن موجودة، وإلى قراءة معاني المؤامرة في كل علاقة قد تربط الأشخاص والمنظمات بالتطرف مهما كان ضعيفا.
ويشير أحمد إلى أنه بحسب اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، فإنه تم نشر شبكة الاشتباه لتغطي تقريبا المجتمع المسلم كاملا في أمريكا، لافتا إلى أن المعهد العالمي للفكر الإسلامي هو أكبر تلك المؤسسات الذي وجد نفسه هدفا للتحقيق.
وينقل الكاتب عن الاتحاد، قوله إنه تم تجميد أموال المؤسسات الخيرية المسلمة الرئيسية كلها، و"تمت عمليات مداهمة للبيوت وأماكن العمل في أنحاء البلاد دون أي شكل من المساءلة أو الاستدراك.. وعندما تتم الإشارة إلى وجود علاقة لأي شركة أو مؤسسة خيرية أو شخص مع (الإرهاب) -بغض النظر عن مدى ضعفها- يتم باقي التحقيق بالسر، ولا يعطي المنظمة فرصة للدفاع عن نفسها".
ويورد أحمد نقلا عن مايك إسيكوف، قوله في تقاريره لـ"نيوزويك" في أواخر عام 2003، إن أكثر عمليات التحقيق شهرة، والمتمثلة في مداهمة مكاتب شبكة مؤسسات خيرية مسلمة في آذار/ مارس 2002، لم ينتج عنها توجيه تهم ولا محاكم بتهم تمويل الإرهاب، وحتى في عدد من التهم الناجحة يشير إسيكوف إلى أنه "ليس من الواضح إن كانت هذه العلاقات هي لتمويل الإرهاب، أم أنها شبكات من المهاجرين من الشرق الأوسط يحاولون بعث أموال لأقاربهم".
ويبين الكاتب أنه "حتى في قضية المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وبعد أن تعاون أكبر مسؤوليه مع المحققين الأمريكيين، تمت تبرئتهم تماما، وتبين أنه لا يوجد أي دليل يعتمد عليه بأن المعهد نظم أو سهل تمويل الإرهاب بأي شكل من الأشكال، وكل ما تتناقله المجموعات اليمينية من (أدلة) على تورط المعهد في مؤامرة إخوانية إرهابية يقوم على اختيار بعض الوثائق التي كشفت خلال التحقيق، من بينها وثائق يزعم أنها تعود للإخوان المسلمين".
اختراق اليمين المتطرف لمكتب التحقيقات الفيدرالي
ويجد أحمد أن جزءا من المشكلة في الواقع هو أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يعاني من الإسلاموفوبيا المؤسساتية، لافتا إلى أن كراسات التدريب التي حصل عليها سبنسر إكرمان لمجلةWired بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر تشير إلى أن المكتب كان يعلم أفراده في مقاومة الإرهاب أن المسلمين العاديين في أمريكا قد يكونون متعاطفين مع الإرهابيين، وأن النبي محمد كان "زعيم طائفة دينية"، وأن الصدقة لدى المسلمين ليست سوى "آلية للقتال"، وأن القتال قد يشمل عدة أساليب، بما في ذلك "الهجرة" و"القضايا في المحاكم"، ولذلك فإن أي مسلم يهاجر لأمريكا أو يرفع قضية على مكتب التحقيقات الفيدرالية بسبب مضايقته له ليس إلا عنصرا جهاديا.
ويكشف الكاتب عن أن إحدى كراسات التدريب لمكتب التحقيقات الفيدرالية تعلم عملاء المكتب بإن الإسلام "يحول ثقافة البلد إلى الطرق العربية في القرن السابع.. ومن طبيعة العقل العربي أن يتأثر بالكلمات أكثر من الأفكار، وبالأفكار أكثر من الحقائق".
ويقول أحمد إن "الأكثر غرابة هو أن كثير من إيجازات مكتب التحقيقات المعادية للمسمين مستلهمة من العلاقة اليمينية المتطرفة ذاتها التي تروج لنظريات المؤامرة حول الإخوان المسلمين، ومؤخرا بعض عناصر نظرية (الإحلال العظيم)، فمثلا من بين الكتيبات المنصوح بها بصفتها مادة قراءة ضرورية، كتابان لروبرت سبنسر، الذي يصور موقعه (جهاد ووتش) المعهد العالمي للفكر الإسلامي وغيره من المؤسسات الإسلامية في أمريكا على أنها واجهات للإخوان المسلمين تدعم الإرهاب".
ويلفت الكاتب إلى أن المحلل الاستخباري ويليام غاوثروب كتب العديد من كتيبات مكتب التحقيقات، وقال في مقابلة مع وورلد نت ديلي WND إن "عقلية (النبي) محمد" هي "مصدر للإرهاب"، ودعا لتركيز جهود مكافحة الإرهاب على جعل المسلمين يتخلون عن القرآن، مشيرا إلى أن موقع WND يعد موقعا لليمين المتطرف، ويروج للعديد من نظريات المؤامرة مثل نظرية “birther” التي تنكر أن باراك أوباما لديه جنسية أمريكية.
ويقول أحمد: "ليس مفاجئا إذن أن يكون المكتب استخدم هذه المجموعات اليمينية المتطرفة لتبرير ادعاءاته خطأ، واتهم مؤسسي المعهد العالمي للفكر الإسلامي بانتمائهم للإخوان المسلمين، الأمر الذي لم يكن صحيحا".
ويضيف الكاتب: "الآن، تحت إدارة ترامب، وصلت الإسلاموفوبيا داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى مستويات قياسية، وحتى عملاء المكتب من المسلمين، الذين هم مهمون لمكافحة (الإرهاب الإسلامي) يتم التمييز ضدهم ويعاملون معاملة سيئة بسبب دينهم وخلفيتهم الإثنية".
قمع الإسلام الأمريكي
ويفيد أحمد بأنه بتشويهها لمنظمات مثل المعهد العالمي للفكر الإسلامي، فإن مجموعات اليمين المتطرف تقوم بإضعاف القوى المعتدلة بين المسلمين الغربيين، الذين هم في الصف الأول في الحرب ضد التطرف "الإسلامي"، فعلى مدى السنوات قام المعهد العالمي للفكر الإسلامي بأبحاث هدفت إلى تحسين المجتمعات المسلمة، وبناء الجيل القادم من قيادات المسلمين الأمريكيين، وتضمن ذلك نشر دراسات دينية تقوض روايات المتطرفين الإسلاميين.
التحالف بين الكارهين للإسلام والمعادين للسامية
وينوه الكاتب إلى أن اليمين المتطرف يستخدم رواية "غزو المسلمين" أساسا لهدف شرعنة أجندة معاداة الأجانب المتجذرة تاريخيا في الحركات المعادية للسامية، التي تصطف إلى جانب النازية الجديدة، و"لذلك فإن كثيرا من المجموعات التي تروج للأساطير الداعية للإسلاموفوبيا تؤدي دورا رياديا في تضخيم مفاهيم القومية البيضاء".
ويقول أحمد: "فمثلا غيتستون، التي كان يرأسها بولتون، نشرت مادة تدعي أن العرق الأبيض عرضة للانقراض بسبب معدلات الولادة لدى المسلمين وبسبب الهجرة الجماعية، وردد مشروع كلاريون أقوال السياسيين اليمينيين المتطرفين مثل غيرت وايلدرز، الذي يعتقد أنه يجب طرد المسلمين جميعهم من أوروبا، ودعا مركز غافني إلى تجريد المسلمين الأمريكيين الذين يمارسون شعائر دينهم من الجنسية وترحيلهم".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "عادة ما تنشئ هذه المجموعات علاقات مع المعادين للسامية، ففي 2016 طلبت مني جمعية (تيل ماما) الخيرية في لندن، التي تعمل ضد جرائم الكراهية، أن أحقق في شبكات عابرة للأطلسي خلف صعود اليمين المتطرف بصفته حركة عالمية، وكانت أكثر النتائج إثارة في تقريرنا (عودة الرايخ) هي أن المجموعات المعادية للإسلام لها في العادة جذور في الحركات السياسية المعادية للسامية تقليديا، وأنها في أحيان كثيرة عملت سرا مع الحركات النازية الجديدة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
NYT: لماذا خاف ترامب ونتنياهو من عمر وطليب؟
FT: كيف كشفت سياسة الهند بكشمير عن فوضى النظام العالمي؟
صحيفة فرنسية: ترامب لن يهاجم إيران في المستقبل القريب