نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا للكاتبة فيفيان نيريم، تتساءل فيه عما إذا كان بإمكان المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي تحسين صورة السعودية.
وتبدأ نيريم تقريرها بالقول إن "آجي لال، الشقراء التي حرقتها الشمس، وعادة ما تظهر بزي السباحة، والمدونة المقيمة في لوس أنجلوس، ربما لم تكن الشخص المناسب للحديث عن مزايا الحياة في السعودية، إلا أنها قامت هذا الربيع بنشر صورها ومشاركة 80 ألف شخص بها وهي تقوم باستكشاف الآثار القديمة في السعودية، وهي تمرح في الصحراء هناك".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بالنسبة للال فإنها كانت فرصة نادرة لزيارة السعودية، خاصة ان كلفة السفر كانت مدفوعة، وكانت منفعة إضافية شاركت فيها الكثيرين الذين يعرفون بـ"المؤثرين" (إنفلونسرز) ممن يتكسبون بسبب المعجبين الكثيرين لهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويلفت الموقع إلى أن لال وغيرها كانوا بالنسبة للسعودية هدية جاءت في وقتها بعد الشجب الدولي الذي عانت منه بسبب جريمة مقتل جمال خاشقجي، في العام الماضي.
وتنوه الكاتبة إلى ما كان يقوم به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتطوير البلاد وفتحها قبل مقتل خاشقجي، مشيرة إلى أنه في ضوء محاولة المملكة اليوم التغلب على حملة الشجب الدولي، فإن ولي العهد والمسؤولين باتوا يرحبون بمؤثرين "إنفلوسرز" مثل لال.
ويذكر التقرير أن رحلتها رتبت عبر برنامج "غيتوي كي أس إي" أو "بوابة المملكة العربية السعودية"، وبدأت رحلات إلى المملكة قبل عامين وتدعمها شركات سعودية، ويستضيفها مدير المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، الذي عمل ولفترة قصيرة سفيرا للسعودية في الولايات المتحدة بعد هجمات أيلول/ سبتمبر 2001.
ويشير الموقع إلى أن الأمير محمد قام بتخفيف القيود الاجتماعية، وشجع المناسبات الفنية، بما فيها حفلة موسيقية للدي جي الفرنسي ديفيد غويتا، وسباق للسيارات حضره عدد من "المؤثرين"، لافتا إلى أن السعودية ستنظم مباراة للملاكمة نهاية العام الحالي، وتخطط لمنح تأشيرات سياحية ولأول مرة نهاية الشهر الحالي.
وتستدرك نيريم بأن ولي العهد وإن خفف القيود الاجتماعية فإنه قام بقمع المعارضين وسجنهم، وصعد الحرب في اليمن التي شوهت سمعة البلد التي كونتها بهدوء منذ هجمات 11/ 9، بصفتها حليفا يمكن التنبؤ بتحركاته.
ويورد التقرير نقلا عن الأمير تركي، قوله لضيوف "بوابة المملكة العربية السعودية": "ما نعرضه لهؤلاء الشباب هو صورة أخرى لقصة السعودية التي يقرأونها في الإعلام"، واعترف تركي بأن المملكة لديها الكثير لعمله من أجل "التأثير على مواقف الآخرين".
وينقل الموقع عن مدير مبادرة الشفافية للتأثير الدولي في مركز السياسات الدولية في واشنطن بن فريمان، قوله إن الجهود "تظهر أن السعوديين ينظرون أبعد من جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة للحصول على تأثير في الغرب"، ويضيف أن الجهود الأولى التي حاولت من خلالها السعودية تقديم نفسها قد توقفت بسبب مقتل خاشقجي، "ومن المنطق أن يبحثوا عن طرق للتأثير كهذه".
ويقول فريمان إنه منذ مقتل خاشقجي وتقطيعه في القنصلية السعودية في إسطنبول، فإن شركات العلاقات العامة أصبحت تحمل وصمة عار، وقطع العديد من مديري الشركات الاستثمارية العلاقات مع السعودية، وألغوا زياراتهم بعد الجريمة، مع أن بعضهم عاد الآن.
وتقول نيريم إن برنامجا مثل "بوابة السعودية" لم يكن في دائرة التفكير قبل خمسة أعوام، عندما كانت الشرطة الدينية تجوب الشوارع والأسواق، وتطلب من النساء تغطية وجوههن، مشيرة إلى أن السعودية تحاول الآن تلطيف صورتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويؤكد التقرير أن "ما يقدمه برنامج (بوابة السعودية) وما يسمح به أمر مدهش إن تم الأخذ في عين الاعتبار القيود التي تفرضها السعودية على تصرفات مواطنيها، ففي بلد يعتقل فيه الرجل والمرأة اللذان لا تربطهما علاقة شرعية، فإنه كان من بين المشاركين، واحدة شاركت في البرنامج التلفزيوني الأمريكي (ذا باتشلر) أحضرت صديقها وقضيا معا وقتا يراقبان النجوم في الليل، والتقطت لال صورة في الصحراء مع رجل غطى وجهه ولم يكن يرتدي قميصا".
ويشير الموقع إلى أن برنامج "بوابة السعودية" بدأ بعدما زارت المدونة المؤثرة الهولندية الأسترالية نيليك فان زاندفورت غويسبل السعودية في رحلة عمل، ووجدت الفرصة لتطرح فكرة إظهار الجانب الآخر من السعودية، واقترحتها على الأمير تركي الفيصل عندما قابلته في مناسبة عقدتها جامعة جورج تاون.
وتفيد الكاتبة بأنه تم تنظيم أول رحلة لوفد من طلاب جامعة هارفارد عام 2018، وزار السعودية من خلال البرنامج أكثر من 200 شخص، فكان الزوار من الطلاب الجامعين والمدونين المؤثرين، وتمت تغطية كلفة الزيارة مع أنهم لم يحصلوا على أجور أخرى، مشيرة إلى أن البرنامج تدعمه شركات مثل "سعودي تيلكوم" ومؤسسة الصناعات الأساسية السعودية والخطوط الجوية السعودية.
وينقل التقرير عن غويسبل، قولها: "هذا لا يعني أنني مؤيدة للسعودية أو لدي أجندة سياسية.. لكن الطريقة التي نقدم فيها البلد هي لطيفة وعادلة"، وهو ما يتناسب مع رؤية المملكة التي تحاول تأهيل صورتها بصفتها قوة ناعمة منافسة لتركيا.
ويجد الموقع أنه في الوقت الذي ضغط فيه المسؤولون على الفنانين السعوديين، وأنفقوا الملايين على السياسيين وحفلات الموسيقى، إلا أن المدونين المؤثرين يؤدون دورا مهما، مشيرا إلى أن بعض المتابعين الذين يتابعون لال هاجموها واتهموها بالدعاية للسعودية، فيما قرأ آخرون ما كتبته عن رحلتها وكيف دخلت القسم المخصص للرجال في مقهى ستاربكس، وما قاله سعوديون عن مقتل خاشقجي، وبأنهم ليسوا فخورين بما فعلته حكومتهم.
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أن لال دافعت عن موقفها في مقابلة مع الموقع، وقالت إن ما كتبته يهم الكثيرين.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: ما سر الاهتمام السعودي المفاجئ بالرياضة؟
نيوزويك: هل ينجح استقبال المباريات بتبييض صفحة الرياض؟
بلومبيرغ: لماذا لم تنجح حملات التخويف السعودية من تركيا؟