نشرت مجلة "أميركان كونسيرفاتيف" الأمريكية مقال رأي للكاتب كيرت ميلز تحدّث فيه عن الجدل الذي أثاره الخروج المحتمل لمستشار الأمن القومي جون بولتون.
وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن جون بولتون كان على مدار سنة ونصف صاحب المهام الصعبة خلال فترة ولاية دونالد ترامب.
وخلال زيارة مفاجئة للقوات الأمريكية في العراق، قال ترامب خلال ندوة صحفية: "بالمناسبة أنا وجون موافقان على كلّ هذا"، حيث كان الرئيس قد أعلن للتو عن انسحاب القوات الأمريكية المُفاجئ من سوريا، وهو قرار يساهم في تنفيذه مدير وكالة الأمن القومي.
وأورد الكاتب أنه في حين أن الرئيس ترامب هو القائد الأعلى الأكثر تشكيكا في دور الولايات المتحدة في الخارج منذ جيل على الأقل، فإن خبير مانهاتن السابق لطالما كان قلقًا بشأن الظهور في حالة ضعف.
وبالنظر إلى المقابلات التي أجراها مع مسؤولي الإدارة الحاليين والسابقين، فإن هذين الشخصين لم يكونا مقرّبين.
وذكر الكاتب أنه لم يستنكر أي سياسي أمريكي من قبل، ولا حتى باراك أوباما، حرب العراق بشراسة كما فعل ترامب خلال الانتخابات التمهيدية، حيث قام بذلك أمام سليل من عائلة بوش وبالتحديد في ولاية كارولاينا الجنوبية.
ومع ذلك، تمكن ترامب من الفوز في الانتخابات التمهيدية، والترشيح الجمهوري، وفي الرئاسة من خلال هذه الرسالة المناهضة للحرب.
في ذلك الوقت، كان بولتون مرشحًا لوزارة الخارجية، وهو أمر وقع تأجيله إلى حدّ كبير بسبب معارضة السناتور الجمهوري راند بول من ولاية كنتاكي.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر من تلك السنة، كتب الصحفي والمحرر المشارك في تأسيس مجلة "تاك" سكوت ماكونيل قائلا: "لقد تراجع معظم مسؤولي المستوى الأعلى الذين خططوا لحرب العراق بهدوء إلى حياتهم الخاصة، في حين حافظ بولتون على حماسه بشأنها".
اقرا أيضا : بولتون: سنواصل الضغط على إيران حتى تتخلى عن طموحاتها النووية
بعد ذلك، نُقل بولتون لمنصب نائب ريكس تيلرسون. وعندما غادر مايكل فلين البيت الأبيض في شباط/ فبراير، اختار ترامب جنرالا لم يكن يعرفه على الإطلاق، وهو هربرت مكماستر، ليحلّ محله.
وأوضح الكاتب أن بولتون كان يحاول العودة مرة أخرى إلى منصبه منذ أواخر 2006، بعد فشله في الاستمرار على رأس وظيفته كسفير للأمم المتحدة.
وحتى في الأيام الأولى لإدارة ترامب، كان بولتون في الجوار ومن السهل الوصول إليه. وقد اقترن اسم بولتون بأسماء جمعيات معروفة على غرار "معهد غايتستون"، وهي خلية تفكير يمينية معادية للإسلام، مرتبطة بأثرياء شركة "ميرسر" ذات النفوذ.
وذكر الكاتب أن بولتون أقام تحالفًا شرسًا مع مركز سياسة الأمن، بقيادة فرانك جافني سيئ السمعة، كما وجّه ملاحظات لاذعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ومنظمة مجاهدي الشعب الإيرانية أو مجاهدي خلق.
وقد تشبّعت المنظمتان الأخيرتان بروح وفكر البيت الأبيض، حيث أصبح جافني الآن أحد أكثر السياسيين قوة في واشنطن، فضلا عن أن نظام رابطة مجاهدي خلق "السلمي" لم يُغيّر شعاره باستثناء الخط الرسمي للإدارة.
وأشار الكاتب إلى أن بولتن استفاد أيضا من عدّة أمور أخرى بالإضافة إلى هاتين المنظمتين، التي مكنّته من الانضمام إلى إدارة ترامب، من بينها قربه من المستشار السابق لترامب ستيف بانون.
ولفهم سياسة الإدارة الأمريكية تجاه إيران في عهد بولتون، لا تنظر إلى أبعد من التقرير الذي نشرته مجلة "ناشيونال ريفيو" المحافظة في آب/ أغسطس 2017، بعنوان: "كيف يمكن الخروج من اتفاق إيران"، الذي كتبه بعد أيام من مغادرة بانون البيت الأبيض.
في هذا التقرير، قال بولتون: "يجب أن نوّضح التهديد الخطير الذي يداهم الولايات المتحدة وحلفاءنا، خاصة إسرائيل".
مشيرا إلى أن "طريقة طرح [الاتفاق الإيراني] الغامضة والضبابية؛ واختلال التوازن الواضح تجاه إيران؛ وانتهاكات إيران العظيمة؛ وسلوكها المستمر غير المقبول على المستوى الاستراتيجي دولياً يُظهر بشكل مقنع أن [صفقة إيران] ليست من أولويات قضايا الأمن القومي للولايات المتحدة".
وأورد الكاتب أن بولتون شرع في ضخّ حملة الوسائط الإعلامية لجعل رئيس التلفزيون فخورا بهم. بحلول "يوم ماي" من السنة المقبلة، كان ليكون لديه وظيفة، وظيفة كبيرة إلى الحدّ الذي لا يستطيع فيه السناتور الجمهوري راند بول إنكارها: إنه منصب مستشار الأمن القومي.
لم تكن هذه القصة كاملة بالطبع. كان شلدون أديلسون ورقة بولتون الرابحة، وهو ملياردير ساعد في دفع سياسة ترامب تجاه إسرائيل.
فهل تحرك ترامب أخيرًا ضد بولتون؟ إذا اتخذ ترامب هذا القرار فذلك سيكون بسبب فشل أديلسون في الاعتراض بقوة.
في الختام، خلص الكاتب إلى أنه يبدو أن بولتون يتبع المسار القديم لنواب ترامب الفاشلين. فعلى سبيل المثال، أصبح جيف سيشنز، وهو نسخة مصغرّة من ترامب وأول سناتور يؤيده، محاميًا عامًا ومتبنيّا لأيديولوجيات جدول أعمال اليمين الجديد فقط ليصبح شخصًا غير مرغوب فيه في الإدارة، ليتم تعيينه فيما بعد رسميا.
NYT: هكذا رتب ترامب اجتماعا سريا مع طالبان وهكذا انهار
واشنطن بوست: هؤلاء من سيعارضون لقاء ترامب مع روحاني
بلومبيرغ: ما مدى قلق الرياض من تغير موقف ترامب تجاه إيران؟