المتابع للسوشيال ميديا في
الأيام القليلة الماضية يجد أن هناك نجما جديدا بدأ يبزغ في سماء السوشيال ميديا؛
صعودا إلى الترند بشكل متكرر، منذ أول فيديو تكلم فيه ونشره يوم 2 أيلول/ سبتمبر، والذي
حكى فيه تجربته الشخصية في التعامل مع المؤسسات "المدنية" للجيش، متمثلة
في الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. حتى إن بعض المغردين أصبحوا يتحدثون عن
فيديوهاته وكأنهم أدمنوها ولا يستطيعون الاستغناء عنها، في إطار ساخر..
وبالرغم من حديث الكثيرين
من قبل عن إمبراطورية الجيش الاقتصادية وطريقة إدارة المؤسسة العسكرية لمشروعاتها،
وتشكيك أغلب المحللين في جدوى مشاريع الجيش وخدمتها الحقيقية للمواطن
المصري، إلا أن
حديث محمد علي كان مختلفا في وقعه وتأثيره وتناوله عن العشرات الذين تحدثوا في هذا
الملف.
وهنا يبرز التساؤل المهم: لماذا أخذت فيديوهات محمد علي كل هذا الزخم رغم وجود عشرات
الساعات من الفيديوهات التي تتحدث في نفس الموضوع، ونفس السياق من القنوات المناوئة
للنظام المصري الحالي وغيرهم، ورغم كتابة العديد من الكتاب في نفس السياق؟ هذا ما
نحاول رصده ومناقشته في هذه السطور.
أول هذه الأسباب، من وجهة
نظري، التجربة الطويلة لهذا الرجل مع المؤسسة العسكرية؛ التي تصل إلى 15 سنة، شهد
فيها تطور المؤسسة من عهد مبارك وحتى وقتنا الحالي. فهو يتحدث عن مواقف حدثت معه
شخصيا، وأشخاص بأسمائهم وصفاتهم داخل المؤسسة، بل ويتحدث عن تفاصيل الإسناد وتفاصيل
الدفع. والجمهور عادة ما يفضل صاحب التجربة على صاحب الدراسة النظرية.
السبب الثاني، هو اللغة
التي يتحدث بها محمد علي، وأقصد باللغة أسلوب الكلام والعبارات المستخدمة، وحتى
لغة الجسد التي يستخدمها في حديثه، فهي لغة أقرب إلى المواطن البسيط من النخبة، وخطابه
الشعبوي (وليس النخبوي) كان عاملا كبيرا في تحفيز أغلب الجمهور على استماعه، بل وانتظار
الجديد من فيديوهاته.
السبب الثالث، التدرج
المثير في فيديوهاته، فهو لا يرمي كافة أوراقه ومعلوماته دفعة واحدة، بل يتحدث
بشكل سلس ومتدرج. وكل فيديو يسلم ما بعده، وكل فيديو فيه جديد. إذ إنه بدأ من
تجربته الشخصية، وظل يتدرج في الحديث عن النظام وممارساته، حتى وصل إلى رأس النظام
وإهانته بشكل واضح ومباشر.
ربما هناك أسباب أخرى قد
يرصدها غيري، ولكن لا ينكر أحد نجاح هذا الرجل في فرض نفسه على الساحة حتى بالجدل
الدائر حول شخصه، وحول جدوى ما يقول في زعزعة النظام.. وهذا حديث ربما نقف معه في
مقال آخر.