أعربت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصريين، وأكثر من
100 صحافي مصري، عن إدانتهم ورفضهم التام لاقتحام منازل الصحافيين، و"ترويع
أسرهم واتهامهم وأسرهم باتهامات باطلة وغير صحيحة".
وقالوا- في بيان لهم، الخميس- :"استمرارا للحصار
المفروض على الصحافة والصحافيين، واستمرارا لسياسة المنع التي وصلت ذروتها خلال
الأعوام الأخيرة، قامت قوة أمنية باقتحام منزل الزميل مجدي شندي، رئيس تحرير
المشهد، فجر الثلاثاء، وألقت القبض على ابنه الشاب عمر في سابقة خطيرة ومرفوضة".
وأضاف البيان: "ظل ابن الزميل مختفيا لأكثر من 24
ساعة قبل أن نعرف أن قرارا صدر بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة نشر أخبار
كاذبة. أما المفارقة فهي أن الجميع يعلم أن ابن الزميل ليس له أي نشاط سياسي، وأنه
يدرس الموسيقى وليس له أي اهتمامات أخرى، وكأن الأمر هو انتقام من الأب في صورة الابن".
وتابع: "نعلم جميعا أن ظاهرة اقتحام المنازل ليلا
تكررت خلال الفترة الماضية أكثر من مرة، فقد حدث نفس الشيء حينما اقتحم الأمن
منزلي الزميلين هشام فؤاد وحسام مؤنس بعد الفجر، وتم التعامل مع ذويهم بخشونة
مرفوضة وغير مبررة".
وأعلنت لجنة الحريات تضامنها الكامل مع الزميل مجدي
شندي، مطالبة بإطلاق سراح ابنه فورا، وبالإفراج عن كل الصحافيين المحبوسين
احتياطيا، وعلى رأسهم الزملاء حسام مؤنس، وهشام فؤاد، وعادل صبري، وغيرهم من الصحافيين
الذين "نعلم جميعا أنهم محبوسون على ذمة قضايا نشر ورأي، وأنهم لم يخالفوا
القانون، بل مارسوا حقهم الدستوري في حرية الرأي والتعبير".
وأكمل البيان: "نؤكد من جديد على دعم كل الزملاء
المحبوسين على ذمة قضايا الرأي والنشر وعلى الدعم الكامل بكل السبل القانونية
والنقابية، للزميل مجدي شندي في محنته"، مشدّدا على ضرورة الدفاع عن "حرية
الصحافة وعن كرامة الصحفيين".
ودعا "جميع الزملاء إلى التضامن معه، ومع الصحافة
وحريتها، ورفض كل صور انتهاك كرامة الصحفيين، والتمسك الكامل بالحق في العمل
بحرية، وفي ظل مناخ أفضل يضمن أن تقوم الصحافة برسالتها على الوجه الأكمل دون منع
أو حصار أو تقييد".
ووقع على البيان: وكيل أول نقابة الصحافيين جمال عبد
الرحيم، وأعضاء مجلس النقابة محمد خراجة، وهشام يونس، ومحمود كامل، ومحمد سعد عبد
الحفيظ، وعمرو بدر، وآخرين.
وفي ذات السياق، وجه شندي رسالة إلى نجله عمر،
قائلا:" ها أنت تقضي ليلتك الأولى في الزنزانة، تحس أنك يمامة أوقعها القدر في يد
صياد غادر، يتلهى بأوجاع فرائسه، قد تدمع عيناك وينفطر قلبك حين يغلقون عليك بابا
صدئا وأنت تعودت على السباحة الحرة في بحر الأنغام، وتتساءل: بحق السماء.. لماذا
أنا هنا؟".
وأضاف-
في تدوينة له، مساء الأربعاء، على الفيسبوك- :"أنت هنا لأنك ابني، فلذة كبدي
ووجعي، ولأني يا بني ارتكبت جريمة الحلم بوطن، وطن حر لا تكال فيه التهم جزافا
لمجرد الكيد أو تفريغ الأحقاد الشخصية، لم أكن أظن أن حلمي بالحرية سيلقي بك في
زنزانة".
واستطرد
شندي قائلا:" هل أعتذر لك؟ وماذا يفيد اعتذار أب مكلوم، كان يظن نفسه جبلا
أشما، فإذا به ينهد لمجرد تصور الأغلال حول معصمك، أو الأبواب تغلق عليك".
واختتم
بقوله:" عدني يا عمر أن تحافظ على حلمك هذا نقيا، وأن تظل على العشق الذي
تربيت عليه، وألا تجعلك هذه المحنة تكفر بالوطن، وألا تغويك قاعات كارنيجي، وألبرت
الملكية، ووالت ديزني عن العزيف تحت سفح الهرم. في المقابل أعدك
ألا أتخلى عن أحلامي ولو نشروني بالمناشير، لتعيش أنت وجيلك في وطن تستحقونه".
الأمن المصري يقتحم منزل الكاتب مجدي شندي ويعتقل نجله
مركز حقوقي يدعو لتدشين حملة لمناهضة التعذيب بمصر
مركز حقوقي: مصر تقتل 56 مواطنا بعد تعرضهم للاختفاء القسري