أكدت صحيفة إسرائيلية، أن الهجوم على شركة أرامكو السعودية المنسوب لإيران، "يعادل شن حرب"، موضحة أن من تداعيات هذا الهجوم، تجدد التوتر الذي قد يخرج عن السيطرة ويؤدي لتصعيد إقليمي يؤثر على "إسرائيل".
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية، هو التطور الأكثر دراماتيكية في الخليج، منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي"، موضحة أن "إيران تواصل رسميا نفي علاقتها بالهجوم".
وذكرت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "أظهرت مؤخرا الاستعداد المتزايد لاستئناف المحادثات مع الإيرانيين، بهدف التوصل لاتفاق جديد، ولكن خطوة طهران تأتي ضد هذا التوجه"، منوهة إلى أن "الهجوم الواسع (على أرامكو) يفسر كتحد صارخ ومتعمد ضد السعودية والولايات المتحدة".
وتساءلت: "هل الهجوم الإيراني سيسحب من واشنطن تنازلات إضافية؟"، مضيفة: " لقد سبق وتعلمنا، أنه يصعب الرهان على خطوات ترامب، وحتى الآن رد الرئيس ضئيل نسبيا، وهو يواصل بث استعداده للتحدث مع الإيرانيين، أكثر من رغبته في المواجهة معهم".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي لاستهداف أرامكو.. الحرب باليمن والحل بأمريكا
وقدرت "هآرتس"، أن "الهجوم الذي وقع يوم السبت الماضي، يعادل تقريبا شن حرب، والسعودية أقرت بأن العملية أضرت بنصف القدرة الإنتاجية للنفط تقريبا، كما أن أسعار النفط ارتفعت في اليومين الأخيرين بنحو 10 دولارات للبرميل والواحد".
وخلافا لعدد من التقارير الأولية، فإن "الحديث لا يدور عن هجوم طائرات بدون طيار أطلقتها جماعة الحوثي من اليمن، بل هي صواريخ أطلقت من الأراضي الإيرانية نفسها، وحملت معها كميات كبيرة من المواد المتفجرة"، معتبرة أنها "عملية عسكرية مفاجئة ودقيقة ومدمرة، جعلت السعودية عاجزة أمامها".
وبحسب وجهة النظر الإسرائيلية، فإنه "توجد هنا تداعيات محتملة؛ أولا: التوتر المتجدد بين إيران والسعودية وأيضا الولايات المتحدة، وهذا التوتر يمكن أن يخرج عن السيطرة، ويؤدي إلى تصعيد إقليمي، سيؤثر على إسرائيل، وثانيا؛ يدل الهجوم الإيراني على القدرة المتزايدة والمتطورة لنظام صواريخ كروز الإيرانية".
وذكرت أن "إسرائيل توجد خارج المدى الحالي لهذه الصواريخ (كروز)، ولكنها مكشوفة أمام صواريخ إيران البالستية، في حين يمكن لهذه القدرات أن توجد لدى حزب الله في المستقبل، وعلى طريقة تفكير إيران بشأن ضربة مدمرة ومفاجئة لأهداف البنى التحتية".
واعتبرت الصحيفة، أن "هذه إشارة أخرى على الحاجة لتطوير سريع لأنظمة الدفاع والاعتراض الإسرائيلية، مع التأكيد على تحصين المواقع الاستراتيجية".
ورأت أن "الدمج بين تواصل نفي إيران علاقتها بالهجوم، وإعلانها عدم عقد لقاء بين الرئيس حسن روحاني وترامب، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الحالي، يبدو مثل رفع مبلغ الرهان"، لافتة إلى أن "إيران تختنق تحت ضرر العقوبات الاقتصادية الجديدة التي فرضتها واشنطن، وتشترط انتقال المفاوضات للمرحلة العملية والعلنية، بالإلغاء الكامل للعقوبات كخطوة مسبقة".
اقرأ أيضا: الرياض: أسلحة هجوم أرامكو "إيرانية".. وسنطلب تحقيقا دوليا
ونبهت "هآرتس"، إلى أن "إيران تذهب بالقرب جدا من الحافة، في حين أن واشنطن لم تطلق أي اشارة تدلل على أن الهجوم الأخير في السعودية سيؤدي لتغيير في السياسة من ناحيتهم تجاه إيران"، موضحة أن "ترامب أعلن أن الرد العسكري الأمريكي جاهز، ولكنه في نفس الوقت وصف الهجوم كمشكلة سعودية وليس أمريكية".
وتابعت: "كما أعلن ترامب عن استعداده لإجراء مفاوضات مع إيران، وفي ذات الوقت نفي استعداده لإجراء المحادثات بدون شروط مسبقة"، منوهة أنه "يصعب من ذلك استنتاج سياسة أمريكية شاملة بخصوص طهران".
وفي مجمل ما جرى، يتضح بحسب الصحيفة أن "إيران أضرت بشكل كبير بالسعودية، وأثبتت قدرتها على تشويش صناعة النفط العالمية، ووضعت تحديا أمام ترامب"، مشيرة إلى أن "الرئيس الأمريكي لم يقرر بعد كيف سيرد، رغم أنه في هذه الأثناء يقوم ببث عدم رغبة واضحة بالمواجهة".
وبينت أن "إيران التي شنت هجوما ناجعا جدا، أجبرت واشنطن على الرد بصورة عسكرية، خلافا للمقاربة الأصلية لترامب"، موضحة أن "تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن لم ينته، وهذا من شأنه أن يستمر على الصعيد العسكري، إلى جانب الاتصالات السياسية".
مسؤول إسرائيلي: إعلان ضم الأغوار أصبع بعين ملك الأردن
يديعوت: إعلان نتنياهو ضم غور الأردن مسرحية ونزوة سياسية
الكنيست يرفض مشروع "قانون الكاميرات" لمراقبة الانتخابات