تدخلت الحكومة البريطانية لاحتواء توابع زلزال إفلاس شركة "توماس كوك" الذي هز أسواق السفر والسياحة في بريطانيا وعدة بلدان حول العالم.
وأثار إشهار إفلاس الشركة البريطانية، (وهي أقدم وأكبر شركة في العالم مختصة في مجال السياحة والسفر، انطلقت قبل 178 عاما، وتقدم خدمات لنحو 19 مليون شخص سنويا في 16 دولة)، قلقا واسعا في أسواق السفر والسياحة حول العالم، خاصة في ظل وجود نحو 600 ألف سائح من المتعاملين مع الشركة باتوا عالقين في عدة مدن حول العالم بسبب إفلاسها، بينهم 150 ألف سائح بريطاني.
وأعلنت الحكومة البريطانية، وهيئة الطيران المدني البريطانية، اليوم الإثنين، أنهما استأجرتا العشرات من طائرات التشارتر لإعادة مسافرين إلى البلاد مجانا في خطوة وصفها البيان بأنها أكبر عملية من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت الحكومة: "جميع زبائن توماس كوك الموجودين حاليا في الخارج والذين قاموا بحجوزاتهم للعودة إلى المملكة المتحدة في الأسبوعين القادمين، ستتم إعادتهم إلى الديار في أقرب موعد لحجوزات عودتهم".
25 ألف سائح بمصر
وفي مصر، كشف وكيل مجموعة "توماس كوك" البريطانية للسفر، عن إلغاء حجوزات أزيد من 25 ألف سائح في الفنادق والمنتجعات المصرية.
وقالت مجموعة بلو سكاي، التي تعد وكيل لـ"توماس كوك"، في بيان لها اليوم، أن الحجوزات الملغاة، تمتد حتى أبريل/نيسان 2020. وسط توقعات أن تعلن عديد الشركات السياحية حول العالم عن إلغاء حجوزات للسياح تعود للمجموعة العالمية العاملة في 16 بلدا.
فواتير بـ60 مليون يورو في تونس
وفي تونس، قال وزير السياحة التونسي روني طرابلسي في تصريح لإذاعة موزاييك اف ام التونسية الخاصة، اليوم الاثنين، إنه بحسب وثيقة رسمية لسفارة المملكة المتحدة بتونس، هناك حاليا 4500 سائح بريطاني في الفنادق التونسية سينهون عطلاتهم، وستتكفل الحكومة البريطانية بأمر إعادتهم إلى بلادهم.
وبحسب صحف تونسية تبلغ قيمة فواتير "توماس كوك" فواتيرها للفنادق التونسية في بداية أكتوبر، نحو 60 مليون يورو، سيتكفل بها صندوق تعويض بريطاني سيتكفل بهذه المبالغ في غضون 40 يوما بعد آجال الفواتير.
21 ألف سائح بتركيا
ومن جانبها، قالت وزارة السياحة التركية، اليوم، إن الحكومة تعمل على تقديم دعم على شكل قروض للشركات المحلية المتضررة من انهيار "توماس كوك".
وقالت الوزارة عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن قرابة 21033 زبونا لـ"توماس كوك" يقضون حاليا إجازاتهم في تركيا، مشيرة إلى أن حزمة دعم للشركات التركية ستدخل حيز التنفيذ قريبا.
قصة الإفلاس
وتضررت "توماس كوك" جراء تراكم ديون بلغت 1.7 مليار إسترليني (2.1 مليار دولار)، والمنافسة الإلكترونية وتغير سوق الرحلات، وأحداث جيوسياسية كانت كفيلة بإفساد موسمها الصيفي، إلى جانب تضررها بشدة العام الماضي نتيجة موجة الحر الأوروبية التي دفعت مسافرين إلى التخلي عن حجوزاتهم في اللحظات الأخيرة.
وفي بيان لها، الإثنين، قالت الشركة إن عدة محاولات جرت خلال الأيام الماضية بين مساهمي الشركة ومجموعة ممولين لإنقاذها، إلا أنه كان لا بد من إشهار إفلاسها.
وذكرت أنها قررت اليوم الإعلان عن تصفية إلزامية يبدأ تنفيذ إجراءاتها فوريا، "وهو أفضل الحلول التي كانت مطروحة على المساهمين".
مصير 22 ألف موظف
ومن المتوقع أن تصدر الشركة خلال وقت لاحق اليوم، بيانا ثانيا بشأن موظفيها حول العالم وعددهم 22 ألفا، منهم قرابة 9 آلاف موظف ينشطون داخل المملكة المتحدة.
وأوردت وسائل إعلام بريطانية خلال وقت سابق، الأحد، أن مساهمين وممولين عقدوا آخر اجتماع لهم أمس، لتوفير تمويل بقيمة 250 مليون دولار لإنقاذ الشركة، دون فائدة.
وخلال الشهور الماضية، طلبت "توماس كوك" حزمة إنقاذ مالي للشركة من الحكومة البريطانية، دون التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
وتأسست شركة السفر العالمية "توماس كوك"، عام 1841 بحجم مبيعات سنوية يتجاوز 11 مليار دولار أمريكي، وتخدم قرابة 19 مليون عميل.
تحديات مالية
وشهدت شركات طيران عالمية تحديات مالية، مرتبطة بازدياد المنافسة من جهة، وارتفاع أسعار الوقود من جهة أخرى، إضافة إلى أسباب لها علاقة بتذبذبات أسعار الصرف.
وقال "بيتر فانهاوسر"، الرئيس التنفيذي لتوماس كوك، إن الشركة عملت بشكل شامل في الأيام القليلة الماضية، لحل المشكلات العالقة بشأن اتفاق لتأمين مستقبل توماس كوك.
وقدم "فانهاوسر" في بيان للشركة اليوم، اعتذاره "لملايين عملائنا، وآلاف الموظفين والموردين والشركاء الذين ساندونا منذ سنوات عديدة.. على الرغم من عدم اليقين خلال الأسابيع الأخيرة".
وطلبت الشركة اليوم، تعليق أسهمها العادية من الإدراج، ومن التداول في السوق الرئيسي لبورصة لندن على الفور.
توماس كوك.. أقدم شركة سفر بالعالم تعلن عن إفلاسها
هل ينقذ "خفض الفائدة" الاقتصاد التركي من الركود؟
خطة تركية لرفع صادراتها تستهدف 17 دولة.. ما مدى نجاحها؟