هل بدأت الإجراءات الفعلية لعزل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من قبل أعضاء الطبقة الحاكمة في مصر؟ هل ما نشهده هو حملة منظمة من قبل الطبقة الحاكمة لمحاصرة الرئيس بالاتهامات أو الحقائق تمهيدا للإطاحة به؟ وهل بلغ الخلاف بين أعضاء الطبقة الحاكمة والرئيس المصري طريقا مسدودا لا عودة عنه؟
تقاليد مصرية
مصر لديها تقاليد راسخة في انتقال السلطة تبعت وفاة الرئيس عبد الناصر؛ تقاليد جاءت بالسادات ثم مبارك وأخيرا السيسي؛ ولم يكن مرسي إلا حالة عابرة ووقتا مستقطعا تم تجاوزها بقوة المؤسسة والتنظيم المحكم للدولة؛ فرضية تنسف فكرة الثورة والمجتمع لصالح فكرة مؤسسة الحكم؛ فرضية تخضع لاختبار قوي في هذه المرحلة من تاريخ مصر وطبقته الحاكمة التي تولت السلطة من بعد الحكم الملكي.
المؤشرات تتراكم لتؤكد على أن الأزمة الأخيرة في مصر تأتي من داخل مؤسسات الحكم والطبقة الحاكمة لا من خارجها
صراع داخل الطبقة الحاكمة
الصراع داخل الطبقة الحاكمة في مصر ليس بالأمر الجديد إلا أنه اتخذ منحى خطيرا خلال الأسابيع الأخيرة؛ ففي كل يوم نشهد تطورا في الساحة المصرية يشير إلى تدحرج الأزمة ككرة الثلج داخل الطبقة الحاكمة؛ فما يميز الأزمة المستجدة أنها مستمرة وتتصاعد ببطء ولكن بشكل أكيد نحو الأمام.
أزمة الطبقة الحاكمة لم تعد تقتصر على الصراع مع اللواء السابق أحمد شفيق الذي أعادته أبو ظبي إلى القاهرة ليخضع للإقامة الجبرية ولا مع اللواء سامي عنان قائد هيئة الأركان الذي خضع للمحاكمة والسجن بتهمة تحدي إرادة الرئيس السيسي بترشيح نفسه للانتخابات؛ بل هي أزمة نفور كبير لرجال الأعمال والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين المقربين من الطبقة الحكمة.
جديد الأزمة هذه المرة أنها تكبر ولا تصغر وتزداد اتساعا على مستوى النخبة، فالتسريبات ووسائل التواصل الاجتماعي باتت تزخر بعدد كبير من الضباط السابقين ورجال الأعمال الذين يناقشون أداء الرئيس في ما يشبه إجراءات العزل؛ من خلال التحشيد المستمر والموجه داخل المؤسسة لشرعنة التحرك القانوني والسياسي ضد الرئيس وأسرته.
ما أظهرته تسريبات محمد علي وعدد من المتقاعدين والمسؤولين الأمنيين من مختلف الأجهزة؛ تظهر أن دائرة الصراع اتسعت لتتجاوز خصوم الرئيس التقليدين
أسئلة باتت أكبر من الأجوبة.
هل الجيش المصري خير أجناد الأرض؟!!
هل المعارضة المصرية في الخارج مأزومة؟!
الإسلام والرجم (9): موقف المحدثين والفقهاء من حديث خذوا عني