سياسة عربية

لماذا يحاول السيسي الزج بجنسيات عربية في الحراك ضده؟

عناصر من الأمن المصري تفتش هاتف فتاة بالقرب من ميدان التحرير- جيتي

أثار اعتقال السلطات المصرية لبعض الشباب العربي من الأردن والسودان وفلسطين بزعم الاشتراك في الاحتجاجات التي اندلعت في مصر للمطالبة برحيل قائد الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، وعرض اعترافات مصورة لهم عبر القنوات الفضائية، تساؤلات حول الهدف من وراء الزج بهم في أزمة داخلية.

واعتقلت السلطات المصرية عددا من الشبان العرب بدعوى الانضمام لجماعات وخلايا، تهدف للقيام بأعمال تخريبية داخل مصر، وعرضت لهم تسجيلات مصورة تتضمن اعترافات وصفها ذووهم بـ"الكاذبة" والمختلقة، وتهدف لشيطنة الحراك الشعبي ضد السيسي على حسابهم.

وقبل يومين، استدعت الخارجية السودانية السفير المصري بالخرطوم احتجاجا على اعتقال السلطات المصرية الطالب السوداني وليد عبدالرحمن، بالقاهرة بتهمة التظاهر ضد السيسي، وانضمامه لخلايا إسلامية تسعى لنشر الفوضى، ما أثار احتجاجات شعبية في السودان.

وفي الأردن؛ طالبت عائلة الشاب الأردني عبد الرحمن الرواجبة المعتقل في مصر منذ ما يقارب الأسبوع، السلطات الأردنية بالتدخل فورا للإفراج عن ابنهم وزميله ثائر مطر، اللذين تتهمهما السلطات المصرية بالمشاركة والتحريض على التظاهر، الأمر الذي نفته العائلة جملة وتفصيلا.

 

إقرأ أيضا: رئيس البرلمان المصري يشبه السيسي بهتلر

وكان الإعلام المصري نشر اعترافات مصورة لشابين أردنيين، قالا فيها إنهما شاركا بالتظاهرات ضد النظام المصري وإنهما ينتميان للحزب "الشيوعي الديمقراطي الأردني"، رغم عدم وجود حزب بهذا الاسم تحديدا في الأردن.

بدوره، فند الحزب الشيوعي الأردني، ما ورد من الاعترافات المتلفزة للشابين الأردنيين، وقال الناطق باسم الحزب عمر عواد، في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، الاثنين، إن "قيادة الحزب الشيوعي الأردني تؤكد أن المواطنيْن الأردنييْن اللذين عرض الشريط التلفزيوني صورهما واعترافاتهما، غير منتميين للحزب الشيوعي الأردني، بعكس ما أورده الشريط على لسانهما".

الترويج لنظرية المؤامرة

أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة السابق، محمد سودان، قال: "زج نظام السيسي بوجوه عربية في الاحتجاجات ضده بهدف إقناع الشعب المصري بأن هناك مؤامرة دولية على مصر، وأن من يحيك هذه المؤامرة هم الإخوان المسلمون ومن يدعمهم؛ ولهذا السبب اعتقل أبرياء من السودان والأردن وفلسطين و تركيا".

وأوضح لـ"عربي21": "ولكن خابت مؤامرة السيسي بهذه الحيلة الغبية لإنقاذ نفسه ونظامه الفاسد بعد أن تحركت هذه الدول (دول المعتقلين العرب) على عكس ما كان يظن السيسي، ووضع نفسه ووزارة خارجيته في موقف حرج ليس من السهل الخروج منه، إلا بإطلاق سراح من اعتقلهم و تقديم الاعتذار لدولهم وذويهم أيضا".

ورأى أن المصريين لن تنطلي عليهم مثل تلك الحيل البائسة، قائلا: "لكن السيسي ونظامه الفاشي سيجنون من هذه الحيلة الدنيئة، زيادة سخط الشعب المصري وشعوب الدول التي اختطف أبناؤها عليه وعلى نظامه".

واختتم سودان حديثه بالقول: "في النهاية لا بد أن يعرف (السيسي) أن الشعب المصري مصر على رحيله ومحاكمته على تهم الفساد، وتسببه في قتل الآلاف من الأبرياء من المدنيين وجنود و ضباط الجيش خاصة ممن يخدمون بسيناء".

إلهاء وتضليل

من جهته؛ قال الإعلامي السوداني، التوم أحمد إن "قضية الطالب وليد تشغل الرأي العام السوداني، وتثير السخط على السيسي ونظامه بسبب الزج بأبرياء من السودان أو غيره في قضاياه الداخلية"، مشيرا إلى أن "السودانيين يواصلون تنظيم الوقفات الاحتجاجية والكتابة على الجدران تنديدا باعتقاله، والمطالبة بالإفراج الفوري عنه".

 

إقرأ أيضا: قضية جديدة يعدها الأمن للتنكيل بالمحامين والسياسيين في مصر


وأضاف لـ"عربي21": "هذه ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها سودانيون، لكن الإعلام المصري الكاذب يحاول شيطنة قضية الطالب وليد عبدالرحمن بتلفيق تهمة الأعمال التخريبية".

وأشار إلى "أنه لم يُعْرف عن (وليد) انتماؤه في يوم من الأيام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان؛ وذلك وفق تصريح أحد قادتها، وبذلك يكون قد تم تفنيد هذا الاتهام، وليبحث إعلام السيسي عن مخرج له لإطلاق سراحه".

ووصف ما تم عرضه على شاشات التلفاز المصري بالعبث، قائلا: "أعتقد أن عملية الاعتقال وإكراه المعتقلين للإدلاء بشهادات تحت الضغط، هي مسرحية الغرض منها إلهاء وتضليل المجتمع المصري والدولي عن ثورة سبتمبر المهدد الحقيقي لنظام السيسي".