سلط نشطاء فلسطينيون الضوء على استمرار السلطات المصرية اعتقالها لشابين
فلسطينيين، خلال التظاهرات الأخيرة في
مصر.
وكانت السلطات المصرية أفرجت عن عدد من المعتقلين من جنسيات مختلفة سودانية
وأردنية وهولندية، ظهروا على وسائل الإعلام المصري في ذات القضية، وذلك بعد ضغط رسمي
وشعبي من بلدانهم طالب بالإفراج عنهم.
وتساءل نشطاء فلسطينيون عن دور السفارة الفلسطينية من جهة وكذلك
الفصائل الفلسطينة من جهة أخرى، خاصة تلك التي تحظى باتصالات مع الجانب المصري
وعن جهودها المبذولة في سبيل الإفراج الشابين الفلسطينيين أشرف أسعد طافش (29) عاما وعلي شعبان الخريبي (21 عاما) من السجون المصرية.
المعتقل أشرف طافش
وظهر أشرف طافش في مقطع مصور خلال برنامج "حكاية" الذي يقدمه المذيع
المصري عمرو أديب على قناة "أم بي سي" قال فيها: "انضممت لتنظيم الجهاد الإسلامي عام 2013، في
مجال جمع المعلومات، نزلت إلى مصر بتكليف من المسؤولين قبل الموعد المحدد من
المظاهرات لكي نراقب الموقف ونبلغ بتطورات لكي نعرف ندعم الثورة".
اقرأ أيضا: طالب سوداني: هكذا أجبروني على الكذب ببرنامج عمرو أديب (شاهد)
وادعى عمرو أديب بأن طافش أقام في فندق"صن شاين" بميدان التحرير، وتبين أنه أحد عنصر خلايا سرايا القدس الجهادية التابع لحركة "حماس"، وأنه يعمل كمسئول سري للرصد والاتصال، وأنه تم ضبط بعض الأوراق بها تعليمات سرية لخلايا التنظيم".
وبعد بث هذا الاعتراف، نفت حركة "الجهاد الإسلامي"، في بيان، نشرته في الـ25 أيلول/سبتمبر 2019، صحة ذلك، وقالت في بيانها إن " أشرف طافش هو أحد
أعضائها، مضيفة بأنه "وصل إلى القاهرة قبل يوم واحد من المظاهرات، بغرض السفر
إلى بلد آخر للدراسة".
وأكدت: "نعلن وبكل المسؤولية الكاملة أن ما ورد في التسجيل غير صحيح،
وهذا يسيء إلى مصر، لأنه لا يجوز، ولا نقبل أن يتم اتهامنا بهذه الطريقة".
وأضافت: "لا نعمل، ولا نسعى لخلق إشكالات أو تدخل في أي شأن داخلي لأية
دولة كانت، هذا بالإضافة إلى أن لدينا ما يكفينا من صراع مع العدو الصهيوني".
وقالت: "نطالب المسؤولين المصريين باتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع الظلم
الذي وقع على مواطن فلسطيني بريء، والمراجعة والتدقيق، فهذا أقرب إلى العدل".
وبذات المضمون أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب خلال اتصال مع "عربي21" على عدم تدخل
حركته في الشأن المصري أو أي دولة أخرى مطلقا.
المعتقل علي الخريبي
بدوره ظهر الشاب علي شعبان الخريبي بمقطع مصور في ذات البرنامج المصري، قال فيه
"أدرس بكلية طب أسنان الزقازيق، أجاني تكليف من يومين إني أسافر من الزقازيق
للقاهرة، عشان أساعد في جمع الشباب وإحداث الشغب والمظاهرات في الأيام
القادمة".
وكتبت قناة "أم بي سي" أثناء إدلاء الخريبي بأقواله "اعترافات
علي شعبان بتكليفه من القيادات الإخوانية الهاربة بتجنيد شباب للتظاهر والقيام
بأعمال تخريبية ضد الدولة المصرية ومؤسساتها"، وفق تعبيره.
ومن جانبه أوضح شعبان الخريبي والد علي، خلال حديثه "عربي21"، أن نجله سافر إلى الأراضي المصرية منذ 30 أيلول/سبتمبر 2018
ليتعلم هندسة في جامعة 6 أكتوبر، ودرس هناك سنة كاملة هندسة.
وأضاف: "بعد سنة أراد أن يتعلم طب في جامعة الزقازيق، وباشر علي
الدوام الجامعي بها في الـ22 أيلول/سبتمبر
العام الحالي، ومن أجل الحصول على تجديد الإقامة في مصر، واستكماله لإجراءات
التقييد في الجامعة، أراد الذهاب إلى القاهرة لاستكمال بعض الأوراق الرسمية من
شؤون الوافدين".
ونفى أن يكون تم ضبط نجله في "ميدان التحرير" كما ادعى الإعلام المصري، موضحا
"علي تواصل مع أصدقائه بالقاهرة وأخبرهم بسفره إلى هناك من أجل استعجال ملفه
لدى الوافدين، ونزل إلى القاهرة في موقف عبود في شبرا وليس في التحرير".
وأضاف "اتصل علي بصديقه وأخبره بنيته الالتقاء به بعد ساعة وإنهائه الذهاب إلى شؤون الوافدين، وعندما تأخر عن موعدهما، سارع بالاتصال بعلي ولكن جواله لم يكن يرد" مضيفا "نحن حاولنا الاتصال به أيضا ولكن دون جدوى".
وذكر "حاولنا الاتصال بعلي من ساعة الثالثة والنصف عصر يوم الـ22
أيلول/سبتمبر حتى الساعة السادسة والنصف، وكان هاتفه مفتوحا دون أن يرد أحد،
وبعدها فقدنا الاتصال معه، ومضت الليلة الأولى ولم نعرف عنه شيئا".
وتابع: "في اليوم التالي اتصل بنا أصدقاؤه وأخبرونا بوجوده لدى أمن الدولة، وسألناهم عن السبب فقالوا
"اعتقال احترازي" وبسبب عدم امتلاكه إقامة، وكانت الاتصالات كلها تؤكد أنه بخير ولا يوجد عليه أي تهمة، وأنهم سيطلقون سراحه خلال ساعات".
ومتفاجئا من تطور الأحداث قال: "في منتصف الليل اتصل بي أحد الأصدقاء
وقال لي ابنك موجود على التلفزيون المصري، ويدلي باعترافات، وطبعا لم ننم لا ليل ولا
نهار لأسبوع كامل".
وأكد "بعدها باشرنا بالاتصال بالسفارة الفلسطينية في القاهرة"، وكان ردهم
الأول "أن الأجهزة الأمنية المصرية غير متجاوبة معهم بسبب التهم التي عليه،
وأن عليه اعترافات خطيرة وما شابه".
وأردف قائلا: "ثم تحولت إجاباتهم إلى نحن نعمل الإجراءات اللازمة، ونتواصل مع
الأجهزة الأمنية"، موضحا "اتصلت بنا السفارة الخميس
الماضي وطمأنونا أنه بخير، وأن السلطات المصرية أخذت قرارا بترحيله إلى قطاع غزة
يوم السبت الماضي، ونحن لا نزال إلى الآن ننتظر، وربما تأخر الإفراج عنه بسبب الإجازة في
مصر".
وعن رأيه بجهود السفارة الفلسطينية في قضية اعتقال نجله قال: "السفارة لم
تخدمنا بالصورة المطلوبة، ولم تعمل مثلما عملت السفارات الأردنية
والسودانية"، مضيفا "كل سفارات العالم تحركوا لأولادهم إلا سفارتنا لم
يفعلوا أي شيء".
النشطاء يتساءلون
ومن جانبه، عقب الناشط سليم فخر شعت على صفحته بفيسبوك على إطلاق السلطات
المصرية سراح الطالب السوداني والأردنيين بقوله: "كمان مرة.. أي أخبار عن
الطالب الفلسطيني علي الخريبي اللي ظهر في فيديو اعترافات عمرو أديب!؟ حدا يحكي
لجماعتنا في غزة و رام الله أن الأردنيين والسوداني تم إطلاق سراحهم، ووصلوا
بلدانهم وناموا في بيوتهم".
وفي ذات السياق علقت الناشطة إيمان عودة بقولها: "بأشعر شغل السفارات
الفلسطينية في أرجاء المعمورة، شغل تخليص ورق وحضور مؤتمرات واحتفالات وبس، يعني
ما صارت قصة مع شبابنا أو اعتداء وشفناها تدخلت بشكل حقيقي لتحل المشكلة".
وتابعت: "كثير ناس من جنسيات أخرى أول ما يصير عليه اعتداء من البلد
الموجود فيها بينصحوه يلجأ لسفارة بلده لأنها ستأخذ حقه وتأخذ فوقها اعتذار من
الدولة كمان، لأن هذا الطبيعي وهذا ما يتضمنه عمل السفارات".
وكذلك كتبت نداء أبو حسنة "كل فصيل يتحمل مسؤولية الشباب
المعتقلة في مصر بدون ذنب"، متسائلة "لماذا لا يوجد تحرك تجاههم؟ لماذا لا
يوجد بيانات ولا مطالبات كالتي نسمعها كل
يوم والتي لا أهمية لها، كل يوم تؤكدوا لنا أن مصالحكم الحزبية والشخصية فوق كل
شيء".
ومن جهته تساءل الصحفي أحمد سرداح "لماذا في أي مصيبة في
المجرة يتم إحضار الفلسطيني ليتبناها؟، مجيبا من وجهة نظره "لأنه قليل القيمة مشرد يتيم لا سائل فيه ولا حكومة ولا
شعب"، وقال: "السودانية والأردنية عملوا حملات ووقفات لحتى يرجعوا
أولادهم".
وعقب الناشط أحمد أبو دياب "مبروك للشعب الأردني رجعة أولادهم
بالسلامة من سجون النظام المصري، ما ضل من
المعتقلين غير الفلسطيني.. مين رح يروحه؟؟".
وأشار الصحفي محمد عثمان إلى ذات الموقف بقوله: "الشاب السوداني، والشابين
الأردنيين، اللي كانوا في سجون مصر، وصلوا لبلادهم.. هل أفرجوا عن الشابين
الفلسطينيين؟ ولا خلص تهمة أنهم من سكان غزة تكفي لبقائهم في سجون الظلم في
مصر".
وفي منشور أخرى قال عثمان: "أجهزة أمن السيسي أفرجت عن الشابين
السوداني والأردني الذين تم تلفيق تهم لهم على أنهم إرهابيين ببرنامج المجرم عمرو
أديب! بقي الشاب الفلسطيني.. اللي له الله وبس... لا حماس ولا سلطة قادرين يتكلموا
مع نظام السيسي".
اقرأ أيضا: كيف فضح الإفراج عن أردنيين وسوداني نظام السيسي؟
جهود المسؤولين
وفي محاولة للإطلاع على الجهود الرسمية أو الفصائلية لإطلاق سراح
المعتقلين الفلسطينيين بمصر، اتصلت "عربي21" بعضو المكتب
السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، والذي أكد بدوره "وجود تواصل مع الجانب المصري
من أجل إطلاق سراح الشاب أشرف طافش".
وقال: "هناك اتصالات مع الجانب المصري، ونأمل أن تحل هذه القضية
قريبا".
وردا على سؤاله حول وجود موعد محدد للإفراج عنه، أجاب عزام "لا يوجد
موعد محدد ولكن الاتصالات مستمرة، ونأمل أن تنتهي هذه المسألة قريبا".
وبالسؤال إن كانت الاتصالات بالجانب المصري تشمل الطالب المعتقل علي
الخريبي، أوضح بقوله: "الحقيقة لا علم لنا حول هذا الاسم، ولكن الجهود مستمرة
دائما لحل أي مشكلة تتعلق بالفلسطينيين".
كما تواصلت "عربي21" مع الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في رام
الله إبراهيم ملحم، وأفاد بعدم امتلاكه معلومات حول قضية المعتقلين بمصر، طالبا
منا التواصل مع السفارة الفلسطينية بالقاهرة.
وحاولت الصحيفة التواصل مع السفارة بالقاهرة إلا أنها لم تتلق ردا على اتصالاتها.
منظمات حقوقية تطالب الأمم المتحدة بـتقصي الأوضاع بمصر
مصر.. رسالة استغاثة من 16 معتقلا محكوما بالإعدام
الأمن المصري يفرج عن أكاديمي بعد احتجازه لساعات