شدد خبير إسرائيلي بارز، على وجوب أن تستوعب "إسرائيل" الدرس جيدا من "الهجوم الإيراني" على منشآت النفط السعودية، مؤكدا أن التهديد الإيراني لا يكمن في التقدم نحو السلاح النووي فقط، بل في خطوات عسكرية مباشرة من طهران.
وأوضح أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"،
الخبير إيال زيسر، في مقال له نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن
"يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973) المقبل، هو تذكر أليم عن الحرب الرهيبة، فقد
بدأت الحرب تامة، نتيجة قصور استخباري كان مغروسا في مفهوم مغلوط تبنته
الاستخبارات الإسرائيلية".
ونوه أن "الدرس الذي ينبغي استخلاصه من تلك الحرب
لا يتعلق فقط بأهمية التأهب الدائم في وجه العدو، بل أساسا هو الحاجة للمراجعة
بعين نقدية تقويمات الوضع، والتحليلات الإستراتيجية، والفكرة التي توجه جهاز الأمن
والقيادة السياسية، ليس تجاه مصر بل نحو إيران".
وذكر أن "إيران قبل نحو أسبوعين هاجمت بشكل مفاجئ
منشآت النفط السعودية، وبضربة عاجلة نجحت في تقليص إنتاج النفط السعودي إلى النصف،
وهو ما أدى إلى عاصفة في أسواق النفط وارتفاع دراماتيكي في سعر الذهب
الأسود".
اقرأ أيضا: إيران تهدد: سنلجأ إلى كل الوسائل لتصدير نفطنا
ويعتقد أن "القصة الحقيقية خلف الهجوم المفاجئ
الإيراني، أنه جاء مفاجئا تماما سياسيا وعسكريا ولم يخمن أحد أو يتوقع وقوعه، لا
السعودية ولا حتى واشنطن".
وأضاف: "منذ أكثر من عقد، وإيران تعيش تحت رادار
العالم كله، ومع ذلك، جاء الهجوم الإيراني على منشآت النفط في السعودية مفاجئا
تماما، ولم يستعد أحد لمنعه مسبقا أو حتى الرد عليه".
ويبين زيسر، أن "المفهوم الذي تبناه العالم تجاه
إيران، أنها لن تتجرأ على مثل هذا العمل لعدة أسباب: أولها أن طهران تحاول أن تعمل
بحذر ودون أن تثير الانتباه الزائد في مشروعها النووي، وكذا للتخلص من العقوبات
التي فرضتها عليها الولايات المتحدة، وبالتالي فلا مصلحة لها للانجرار لمواجهة
مباشرة مع واشنطن".
ويكمل بأن السبب الثاني هو "الخطوات الإيرانية تتم
دوما بالاستعانة بأذرعها (جماعة الحوثي، حزب الله..)، ولم تتم أبدا بشكل مباشر
وبأياد إيرانية، وهو ما يجري في اليمن، سوريا ولبنان".
وأما السبب الثالث بحسب الخبير الإسرائيلي، أن
"الخطوات الإيرانية حملت دوما طابعا تكتيكيا لأعمال محدودة، ولكنها ليست أبدا
خطوة عسكرية شاملة مثل إعلان الحرب، قد تورط طهران في مواجهة شاملة".
اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون: إيران قد تهاجم إسرائيل في الأسابيع المقبلة
ويقول إنه "على هذه الخلفية ترسخ المفهوم إياه، بأن
إيران لن تتجرأ على أن تضرب أولا وبشكل مباشر وفظ بهذا القدر، فما بالنا وليس في
يدها بعد سلاح نووي، وبدلا من ذلك، ستواصل التصرف بحذر في الطريق نحو تحقيق
أهدافها"، مضيفا: "هكذا ظاهرا حصل في سوريا في ظل سياسة إسرائيلية مصممة
أدت إلى انسحاب إيراني أو على الأقل إبطاء هام في محاولاتها لتثبيت تواجدها في
سوريا".
ونبه زيسر، أن "المفهوم المتعلق بخطوات إيران
المستقبلية أخذ في الانهيار في الأشهر الأخيرة، دون أن ينتبه أحد لذلك، فجاءت أولا
عملية تخريب السفن الناقلة للنفط في الخليج، بعد ذلك جاء العمل على الخطوات
الهجومية من خلال الحوامات ضد إسرائيل كخطوة لازمة، وبالتأكيد في ضوء صمت واشنطن،
نزعت طهران القناع وخرجت لهجوم واسع، في ظل الاستعداد للمخاطرة بمواجهة شاملة
ومباشرة".
وأكد أن ما حدث "يعد تغييرا هاما في اتجاه النظام الإيراني"،
منوها أن "الحديث يدور عن أحداث وقعت في الخليج بعيدا عن إسرائيل، ولكن ينبغي الافتراض أن
إيران على علم بأن إسرائيل، بخلاف السعودية أو حتى واشنطن، لم تدرج على مد الخد
الثاني عندما تتعرض للضرب".
ومع ذلك، "في تل أبيب، يجب أن يستوعبوا
الدرس"، بحسب الخبير الذي لفت إلى أن "التهديد الإيراني لا يكمن فقط في
التقدم نحو السلاح النووي، بل في خطوات عسكرية عدوانية، وهذه المرة ليس على أيدي أذرعها
بل مباشرة من طهران".
كاتب إسرائيلي: ابن سلمان قلق من الإطاحة بنتنياهو وترامب
تقدير إسرائيلي: نتنياهو يهيئ الرأي العام لحرب قادمة مع إيران
هآرتس: ذكاء إيران بالسعودية يدفع إسرائيل لتحسين دفاعاتها