ناقشت ندوة "عربي21" الشهرية مع المحلل السياسي، عمر المشهداني، أسباب الفجوة بين الشارع العراقي والطبقة السياسية الحاكمة، رغم الحالة الديمقراطية التي تعيشها البلاد منذ عقد ونصف.
وسلط الخبير العراقي الضوء على ثلاثة عوامل رئيسية صاغت المشهد السياسي في البلاد، وتقاطعاته الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك موجات الاحتجاج المتكررة، وآخرها انتفاضة تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وأوضح المشهداني أن الطبقة المثقفة بالبلاد، فضلا عن غيرها، لا تتمتع بوعي سياسي كفيل بتمكينها من التأثير بإيجابية على المجتمع.
وأضاف أن ذلك يعود بالأساس إلى حداثة التجربة التعددية، حيث عاش العراق في ظل حكم فردي في زمن الرئيس الراحل صدام حسين، ثم جاءت الديمقراطية بعد 2003، ولكن في ظل اضطرابات متلاحقة.
اقرأ أيضا: محلل : التأثير والمال الإماراتي حاضران بالمشهد العراقي
وأشار في هذا الإطار إلى تفوق الأكراد على نظرائهم من حيث التجربة السياسية، بحكم الخصوصية التي تمتعوا بها في إقليمهم منذ مطلع التسعينيات.
وتابع أن المكون الشيعي يأتي في المرتبة الثانية، "ولكن ليس بمقومات ذاتية، وإنما جراء الرعاية الإيرانية"، وأخيرا المكون السني، الأقل حظا.
ولفت المشهداني إلى وجود تيارين رئيسيين لدى السنة، من حيث التنظيم السياسي، هما "البعث" والتيار الإسلامي الذي يعد امتدادا لفكر الإخوان المسلمين، فيما الأول بات مجرّما بعد 2003، والثاني كان "يعمل في الظل" إبان النظام السابق، وحُرم بذلك من مراكمة خبرة سياسية.
ويأتي الفساد تاليا كعامل أساسي في صياغة المشهد الحالي، بحسب المشهداني، الذي أرجع استشراءه إلى ثراء البلاد بالموارد وضعف مؤسسات الدولة.
اقرأ أيضا: محلل عراقي: لهذه الأسباب تختلف الاحتجاجات الراهنة عن السابق
وأوضح أن حجم الفساد، على فداحته، لا يقارن بمشكلة الجهل بالثقافة السياسية والديمقراطية وأساسيات الحوكمة.
وتابع أن الحالة الطائفية ساهمت هي الأخرى في رسم ملامح العراق بعد 2003، وقد انعكست على الحسابات السياسية والبرامج الانتخابية على حساب التنمية.
إلا أن المشهداني اعتبر أن الطائفية شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة، بعد أن رأى الشارع "أهوالها"، بحسبه.
اقرأ أيضا: ندوة "عربي21": هكذا فشل اقتصاد العراق الثري بالنفط
"جنبلاط" ينتقد صحفيين لبنانيين.. ما علاقة "نبع السلام"؟
هكذا علق جنبلاط على عملية "نبع السلام".. هاجم نظام الأسد
جنبلاط يهاجم النظام السوري بذكرى حرب أكتوبر.. وردود