وصف سياسيون
ومراقبون بيان
المخابرات العامة
المصرية بشأن عقد منتدى دولي استخباري لمكافحة الإرهاب،
للمرة الأولى في القاهرة بالغامض، ولا يخدم في مجمله سوى الأنظمة الحاكمة وليس الشعوب.
وبعد ثلاثة أيام
من عقده، أعلن جهاز المخابرات العامة المصرية، السبت، تنظيم المنتدى الدولي الاستخباري
الأول لمكافحة الإرهاب يومي 8 /9 تشرين أول/ أكتوبر الجاري؛ وذلك بحضور وفود تمثل أجهزة
الأمن والاستخبارات في 44 دولة.
وأضاف البيان
الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، أن "المناقشات والأوراق العديدة التي تم
طرحها خلال جلسات المنتدى، ركزت على قضية تعزيز التعاون الأمني في مجال مكافحة الارهاب
وما تشهده أنشطة التنظيمات الإرهابية من تطورات نوعية، وبحث سبل المواجهة الفكرية لتلك
التنظيمات، خاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب رصد قنوات تمويل أنشطة هذه
الجماعات".
واختتم البيان
بالقول: "صدرت عن المنتدى عدة توصيات دعت لرفع مستوى التنسيق الدولي حول الأنشطة
الإرهابية، مع تجنب ربطها بأي عقيدة دينية باعتبار أن الإرهاب لا دين له".
لماذا القاهرة؟
وعن اختيار
القاهرة بالذات لهذا المنتدى، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق
أسامة سليمان، إن "نظام السيسي سخر مؤسسات الدولة المستقلة؛ كجهاز المخابرات لتأمين
حكمه وليس لخدمة الوطن والحفاظ على الأمن القومي المصري، وتجلى ذلك في عقد هذا المنتدى
الأول من نوعه بالقاهرة".
مضيفا:
"اختيار عقد المنتدى في مصر، هو تضرر نظام السيسي من
وسائل التواصل الاجتماعي، التي عرضت نظامه لهزة كبيرة، لو قمنا بتحليل إحصائي للدول المشاركة فهي دول تشابه مصر،
أغلبها تنفذ أجندات خارجية، وهناك بعض الدول التي تتبنى أجنداتها الخاصة وتريد من تلك
الدول التقيد بتنفيذ أجنداتها ومساعدتهم فيها".
مشيرا إلى أن
المنتدى يقر "بأن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل خطرا على استقرار أنظمة الحكم
وليس على استقرار الشعوب، ولا بد لها من إطار حاكم لضبط محتواها أو آثاره من أجل تحقيق
الأجندة الغربية المطلوبة من الأنظمة القمعية، تحت مسميات كثيرة كمحاربة الإرهاب، وغيره".
وأكد سليمان
أن تكنولوجيا التواصل الاجتماعي الجديدة "فاجأت دول العالم الثالث. كان الحكام
الأوائل يعتمدون على الإذاعة والتلفزيون، ولا يعرف الشعب إلا ما يقوله النظام الحاكم،
وانخدعت الناس بحكامها، لكن خروج مواقع التواصل عن سيطرة الأنظمة الحاكمة، جعل عملية
خداع الشعب مستحيلة، وبات من السهل نشر ونقل أي بيانات سرية، وكشف فسادها".
"منظومة
تكبيل الشعوب"
وعلق المحلل
والباحث السياسي حاتم أبو زيد بالقول: "في الحقيقة، إن الأجهزة الأمنية في مصر
هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الاستعمارية القديمة التي مازالت تحكم العالم".
وأوضح لـ"عربي21":
"في ضوء هذا ومع حركة الشعوب في منطقتنا العربية من أجل التحرر، بدأت هذه المنظومة
ومن جملتها الأجهزة المصرية تستشعر الخطر، داعية لوضع رؤية وتنسيق العمل لمواجهة حركة
الشعوب نحو الحرية".
وأضاف:
"بداية الحركة نحو التحرر تظهر في الأفكار، وهو ما أتاحته مواقع التواصل الاجتماعي؛
حيث كسرت احتكار الإعلام وتناقل المعلومات الذي كانت تفرضه الحركة الاستعمارية والأنظمة
الاستبدادية، ومن ثم فإن المنتدى سعى للتنسيق فيما بين الدول لمواجهة هذه الموجة وخنقها
".
واختتم أبو زيد
حديثه قائلا: "الشعوب الساعية نحو الحرية، بحاجة اليوم لكشف هذا الجانب المظلم
من العمليات القذرة التي تتسم بها صفة العمليات المخابراتية، للتعرف على طبيعة ما يحاك
ضدها من مؤامرة؛ لذلك فإن التوصيات التي خرج بها هذا المنتدى لم يعلن عنها شيء، لتظل
المؤامرة في الظلام، ولم تحظ بأي تغطية إعلامية".