تتصاعد وتيرة القتال بين قوات من الجيش
اليمني ومسلحي جماعة
الحوثي منذ أمس الأحد، بعد تقدم أحرزه الحوثيون في جبهة الملاحيظ الحدودية مع
السعودية.
وأفاد مصدر عسكري رفيع بالجيش اليمني لـ"عربي21"، الإثنين، أن عددا من المواقع سقطت في أيدي المسلحين الحوثيين بعد قيامهم بهجوم واسع على مواقع الجيش في جبهة الملاحيظ المطلة على مدينة الخوبة جنوب السعودية.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن التشكيلات العسكرية التي تقاتل انطلاقا من الشريط الحدودي السعودي المحاذي لمدينة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين، تعاني من اختراقات حوثية جراء عملية التجشيد والتفويج الذي يتم خارج إطار وزارة الدفاع وأركان الجيش اليمني.
وقال إن التراجع الذي حدث في جبهة الملاحيظ التي تتبع إداريا مديرية الظاهر، جنوب غرب صعدة، جاء بعد انشقاق العشرات من العناصر الذين تم تجنيدهم عبر معسكر التحالف في "الوديعة" ـ منفذ حدودي مع السعودية ـ فور بدء المسلحين الحوثيين بمهاجمة المواقع التابعة للجيش، وهو ما أحدث فوضى في ميدان المعركة.
وتطل بلدة الملاحيظ على منطقة جبلية محاذية للشريط الحدودي بين السعودية واليمن في محافظة صعدة، ولا تبعد عن مدينة الخوبة مركز محافظة الحرث في شرق جازان (جنوب غربي السعودية) سوى كيلومترات معدودة.
ونفى المصدر العسكري الرفيع، الأنباء المتداولة بسقوط جبهة الملاحيظ في قبضة الحوثيين، مؤكدا أن معظم المواقع التابعة للواء القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب ـأحد التشكيلات التي شكلتها المملكةـ سيطر عليها الحوثيون.
وبحسب المصدر العسكري فإن القوات الحكومية أعادت ترتيب صفوفها، وتتصدى للهجمات القوية التي ينفذها المقاتلون الحوثيون عليهم.
وأكد مصدر عسكري في اللواء الثالث عروبة لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن القوات الحكومية بدأت باستعادة المواقع التي سيطر عليها مسلحو الحوثي إثر عملية التفاف قاموا بها في الساعات الـ 24 الماضية.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" عن قائد محور مران قائد ألوية العروبة اللواء عبدالكريم السدعي قوله إن مليشيا الحوثي حاولت الالتفات والتسلل عن طريق محورين من جبل "تويلق" في ميمنة الجبهة شمالا وجبل "القمامة" في الميسرة جنوبا، وقاموا بتعطيل كافة أجهزة الاتصالات والتشويش عليها.
وأسفرت المعارك وفقا للواء السدعي عن تكبيد المليشيا الكثير من الخسائر الفادحة بالعتاد والأرواح.
وأشار إلى أن قوات الجيش الوطني تقدمت وسيطرت على تلة "البروكية" على مشارف مركز مديرية الظاهر.
ونهاية أذار/ مارس 2018، بدأت العمليات العسكرية للقوات الحكومية في جبهة الملاحيظ في مديرية الظاهر، انطلاقا من الأراضي السعودية المحاذية لها، حيث تمركز فيها لواءان من القوات اليمنية منذ انطلاق المعارك فيها.
وأعقب ذلك بأيام، وتحديدا في نيسان/ إبريل من العام ذاته، نجحت القوات الحكومية في السيطرة على منطقة "الكمب" مركز القيادة العسكرية للفريق، علي محسن الأحمر، التي كان يدير منه، الجولة الأخيرة من حروب صعدة في العام 2009.