قالت كاتبة إسرائيلية إن "وفاة مارسيل نينيو رئيسة شبكة التجسس الإسرائيلية في مصر خلال خمسينيات القرن الماضي"، يعيد إلى الأذهان الأثمان الباهظة التي تدفعها إسرائيل بسبب عمليات التجسس على الدول المحيطة بها.
وأضافت أياليت نحمياس رابين، في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" ، "صحيح أن الكل في إسرائيل يتحدثون عن نشاطات التجسس وإنجازاتها الكبيرة لأمن الدولة، لكن قليلين أولئك الذين يتحدثون عن الأثمان التي يدفعها هؤلاء الجواسيس".
وأضافت أن "وفاة نينيو رئيسة شبكة "العمل المشين" تعيد من جديد الإشكالية التي يقع فيها الإسرائيليون، وهي أننا لا ننشغل بالأثمان الكبيرة الفادحة التي يدفعها رجال الاستخبارات الإسرائيلية طوال حياتهم، صحيح أنني لم ألتق في حياتي مع مارسيل، لكنني منذ فترة طويلة أفكر فيها".
اقرأ أيضا : إسرائيل تكشف تفاصيل خلايا تجسس عملت في مصر
وأشارت الكاتبة، وهي عضو الكنيست السابقة من المعسكر الصهيوني، إلى أنه "قبل عام من الآن، بث برنامج "عوفدا" فيلما وثائقيا مؤثرا حول الدور الذي تؤديه النساء اليهوديات في عالم التجسس والاستخبارات، وفي دولة مثل إسرائيل تعيش حالة من الأمن اللازم الملاصق لها على مدار الساعة، يبدو من الترف الحديث عن المخاطرة والأثمان".
وأوضحت أنه "اليوم في عصر التكنولوجيا، فما زالت إسرائيل بجاجة إلى التجسس البشري المعروف باسم "اليومينت"، وهو المعتمد بصورة مطلقة على العامل البشري، ومن الصعوبة أن يكون له بديل، وليس واضحا متى قد يتحقق ذلك".
اقرأ أيضا : رئيس الموساد يكشف عن اغتيال أعضاء بحماس ومراقبة لسليماني
وأكدت الكاتبة، والخبيرة السياسية وباحثة الشؤون القانونية، أن "الرغبة بتفعيل شبكات التجسس لا يجب أن يمنعنا من الحديث عن الأثمان الكبيرة التي يدفعها الجواسيس الإسرائيليون ورجال الاستخبارات في هذا العمل المضني الذي يقومون به، رغم أنه لا يجب أن يفهم من كلامي ألا نقوم بتجنيد المزيد من العملاء في المستقبل، على أن يكونوا أكثر احترافية، وأقل على انكشاف أمرهم، كما حصل في خلية "العمل المشين" في مصر".
وأوضح أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مطالبة بأن تشرح لجواسيسها عن جاهزية المخاطر التي تحيط بعملهم، بما فيها الخطر على حياتهم الشخصية، من أجل أمن إسرائيل، والتفكير على طريقة جيمس بوند، مع العلم أن مثل هذه المهام الاستخبارية والتجسسية لها وجه آخر مهم لا يجب إغفاله".
وأكدت أن "إسرائيل وهي تتحدث عما يحققه هؤلاء الجواسيس من إنجازات ونشاطات لحفظ أمنها، لا يجب أن تغفل الأثمان البشرية التي يدفعها هؤلاء خلال تنفيذهم لهذه المهام الخطرة والحساسة، وكأنهم لا يعيشون حياة عادية مثلنا، بل يحيون حياة الظلال".
وأشارت إلى أنه "يجب التفكير بحالات إخفاق إسرائيل في إنقاذ جواسيسها الذين أرسلتهم للعمل خارج الحدود، مثل إيلي كوهين في سوريا، وجوناثان بولارد في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك جواسيس شبكة "العمل المشين" في مصر، الذين تم إعدام بعضهم، وبعضهم اعتقل سنوات طويلة، وكلهم ضحوا بحياتهم من أجل أمن إسرائيل".
ولفت الكاتبة الأنظار إلى أن "بعض هؤلاء الجواسيس الإسرائيليين في بعض الأحيان لا يفهمون بعمق مرامي العمليات الأمنية التي تم تكليفهم بها من داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خاصة الموساد، مع العلم أن رئيس الجهاز الأسبق مائير عاميت مارس ضغوطا كبيرة لإطلاق سراح نينيو من السجون المصرية أواخر الستينات".
وختمت بالقول إنه "من الأهمية بمكان التفكير في إسرائيل اليوم باستعادة بولارد وعائلة إيلي كوهين، وكل ذلك يتطلب من إسرائيل التفكير في الأثمان التي يدفعها جواسيسها الذين يعملون من أجل إحباط كل الجهود المعادية لإسرائيل، وحفظ أمنها".
مسؤول سابق بالموساد يدعو لدعم "قسد" بالسلاح
رئيس الموساد يكشف عن اغتيال أعضاء بحماس ومراقبة لسليماني
هآرتس: هكذا منعت إسرائيل تحول عمليات الطعن لانتفاضة ثالثة