أثار تصريح نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الداخلية، أحمد الميسري، بشأن مواقف السعودية مع حكومته، بالإضافة إلى رفضه مكافئة الانفصاليين المدعومين من الامارات، جملة من التساؤلات حول دلالاته وأبعاده.
وكان الميسري قد شن أمس السبت، هجوما عنيفا على المملكة، واتهمها بممارسة الكذب على حكومة هادي، في وقت دعا الرئيس اليمني إلى التمسك بالثوابت الوطنية ورفض الاتفاق مع الانفصاليين، في ظل أنباء عن قرب توقيع الشرعية اتفاقا معهم، برعاية سعودية يقضي بتشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، ودمج التشكيلات التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي" في وزاراتي الدفاع والداخلية.
"تصريحات تعبر عن هادي"
وتعليقا على هذا الموضوع، رأى الدبلوماسي اليمني السابق، عادل باشراحيل أن تصريحات وزير الداخلية "الميسري"، تعبر عن موقف الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن ما صرح به الوزير هو الرأي السائد لدى كل الوطنيين والشرفاء في المنظومة الشرعية.
وحسب باشراحيل فإن اتفاق الرياض يشرعن للانقلابين في عدن ( المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا)، بعد كل ماقام به من التخريب والفوضى وكل أنواع البلطجة والقتل.
وأكد الدبلوماسي اليمني السابق أن على القيادة الشرعية في بادئ الأمر " الاستغناء تماما عن خدمات الامارات".
وأشار إلى أن البلد لم يعد بحاجة لبقاء أبوظبي في التحالف، كونها سبب كل هذه الفوضى في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى.
ووفق باشراحيل فإنه إذا أراد "المجلس الانتقالي" الشراكة مع الحكومة وفي المرحلة الانتقالية فعليه أن يقوم بتسليم كل الأسلحة التي زودته بها الامارات، واخلاء المقار الحكومية بمافيها مبنى محافظة عدن، وإفراغ المدينة من جميع النقاط التابعة لميليشياته".
وأردف قائلا: "هذا ما يجب على الحكومة أخذه في الاعتبار قبل أي اتفاق مع هذا الكيان الذي لايختلف كثيرا عن الجماعة الحوثية التي انقلبت على الشرعية في صنعاء بدعم إيراني، بينما هو انقلب على عدن بدعم إماراتي".
وطالب الدبلوماسي اليمني الحكومة الشرعية بعدم القبول بأي تنازلات دون أن يتم تذويب المجلس الانتقالي في الشرعية، واعتباره مكون سياسي كغيره من المكونات في الساحة.
واعتبر أن الاعتراف بهذا المكون الانفصالي يعد "إساءة للسيادة الوطنية وضربا للمرجعيات الثلاث المتمثلة ب" المبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار وقرارات مجلس الأمن بينها "2216".
وجدد تأكيده على أن تصريحات الميسري أمس، جرت بموافقة من قبل الرئيس هادي.
وحذر الدبلوماسي باشراحيل من مخطط التحالف الايراني الاماراتي على اليمن والمملكة في حد سواء.
"خلافات وانقسامات"
من جهته، قال رئيس مركز "ساس" للدراسات، عدنان هاشم إن تصريحات الوزير الميسري تشير إلى أن هناك خلافا داخل الحكومة الشرعية.
وتابع حديثه الخاص لـ"عربي21": الاتفاق- إذا كان حسب ما يتم تسريبه- في كل الأحوال لا يقبل أن يمر استجابة للضغوط السعودية، لأن تبعاته سيئة للغاية على اليمن وعلى وضع الشرعية كدولة وسلطة.
وأشار هاشم إلى أن خروج خلافات من هذا النحو يجعل من الانقسامات داخل الموالين لـ "هادي" معضلة قادمة لن تنجو منها الشرعية.
وأضاف أن سيطرة القرار على الشرعية من قِبل محفز خارجي أسوأ ما ترتكبه سلطة هادي في المرحلة الحالية تتجه نحو دولة الطوائف والحروب الصغيرة.
" فخ كبير"
وفي السياق ذاته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي اليمني، فهد سلطان اتفاق الشرعية والمجلس الانتقالي بأنه "فخ كبير" وجولة جديدة للصراع في اليمن .
وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن تحذير الميسري بخطورة ما تحضره السعودية الإمارات، لاشك، أن محافظة شبوة (جنوب شرق) ستفشل أي مؤامرة على البلاد خاصة وأن البنود تعيد" الانتقالي" للواجهة وتسلم النفط ليكون خاضعا لإشراف التحالف.
وأضاف أن هذا الأمر يدخل اليمن في الاحتلال المباشر.، فلم يكن هناك بند للتحالف يستطيع عبره التحكم بالثروات إلا من خلال هذا الاتفاق.
وحسب سلطان فإن مابعد الاتفاق سيكون التحالف يملك شرعية التصرف.
وأوضح الباحث السياسي اليمني أن الميسري يقود جبهة جديد لرفض الوصاية على البلاد من قبل التحالف وخطواتهم سيكون لها اثر كبير وخاصة في المناطق الجنوبية.
ولفت إلى أنه سيكون لهذه التحركات اثر كبير في تأسيس جبهة وطنية لمقاومة السعودية والامارات.مؤكدا أن هذه التحركات ستختمر وسوف تتوسع في الشمال والجنوب.
تصريحات وزير الداخلية في الحكومة اليمنية وصفها مراقبون بأنها "من العيار الثقيل" ضد السعودية، ودعوة هادي بالتمسك بالثوابت الوطنية وعدم مكافأة الانقلابيين.
اقرأ أيضا: غريفيث يبحث مع الحوثي ملف الحديدة والتهدئة مع الرياض
ماذا يعني تشكيل تكتل سياسي مناهض للسعودية والإمارات باليمن؟
مصدر يكشف لـ"عربي21" تماهي رئيس وزراء اليمن مع أجندة أبوظبي
ما سيناريوهات أي حوار سعودي مع الحوثيين في اليمن؟