أثارت الدعوة التي وجهها النظام السوري، لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، للانخراط في صفوف قواته، تساؤلات بشأن الهدف منها، وتوقيتها المتزامن مع انعقاد أولى جلسات اللجنة الدستورية السورية في جنيف بسويسرا.
وكانت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري، قالت في بيان إن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وبعد بسط سيطرتها على مناطق واسعة من الجزيرة السورية، تدعو عناصر المجموعات المسماة بـ"قسد" إلى الانخراط في وحدات الجيش، للتصدي للعدوان التركي، الذي يهدد الأراضي السورية"، بحسب تعبير البيان.
وأكدت الوزارة استعدادها لاستقبال العناصر والوحدات الراغبة بالانضمام لقوات النظام، وتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والمطلوبين أمنيا.
وفي ردها على ذلك، اعتبرت القيادة العامة لـ"قسد"، أن وحدة الصفوف يجب أن تنطلق من تسوية سياسية تعترف و تحافظ على خصوصية قسد و هيكليتها، و إيجاد آلية سليمة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية السورية تكون إطارا جامعا لتوحيد الجهود.
وتابعت في بيان "نرفض قطعا لغة الخطاب هذه الموجهة للأفراد بينما كان الأولى بوزارة الدفاع السورية أن توجه خطابها للقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية بغية فتح باب حوار ينم عن رغبة صادقة لتوحيد الجهود و ليس الالتفاف على الواقع للتنصل من مسؤولياتها".
اقرأ أيضا: النظام السوري يدعو "قسد" للانضمام له لمواجهة تركيا
من جانبه، شكك القيادي العسكري في "الجيش الوطني السوري" المشارك في عملية "نبع السلام"، العقيد عماد شحود، بإعلان النظام، واصفا إياه بـ"الحديث الإعلامي".
وقال في حديث مع "عربي21"، إن "هذه الدعوات تتزامن مع حديث النظام عن اشتباكات تخوضها قواته مع القوات التركية".
ونفى في هذا السياق ما تردد من أنباء عن اشتباكات ومواجهات بين قوات النظام والقوات التركية ومعها قوات الجيش الوطني السوري، متسائلا عن الأسباب التي تستدعي بقوات النظام إشعال النفط لتضليل الطيران التركي في ريف تل تمر بالحسكة، وعدم استخدام المضادات الجوية.
وقال إن "كل ما يتم الحديث عنه عن مشاركة قوات النظام في المعارك هو حديث الغرض منه التشويش"، مؤكدا بحكم تواجده في الجبهات، أن الاشتباكات تدور بين قوات "نبع السلام" و"قسد"، من دون أن تشارك فيها قوات النظام.
وبالعودة إلى دعوة النظام، اعتبر شحود أن "قسد تدرك أن انضمامها لقوات النظام سيفقدها كل مكاسبها، حيث سيقوم النظام بتوزيع عناصرها على القطعات العسكرية، وهو ما يعني ذوبانا تاما لتشكيلها العسكري، في تشكيلات النظام السوري".
تشويش وخلط أوراق
وفي قراءته لدعوة النظام لـ"قسد"، قال الكاتب الصحفي، درويش خليفة، في حديث مع "عربي21"، إن النظام يريد خلط الأوراق في منطقة شرق الفرات.
وأضاف أن النظام تقصد توجيه الدعوة بالتزامن مع انعقاد أولى اجتماعات اللجنة الدستورية، لإغراق المسار السياسي بالتفاصيل، موضحا "النظام يريد التخلص من المطالب الكردية".
من جانب آخر، أشار خليفة إلى رغبة النظام بتدعيم قواته المنهارة جراء الحرب المستمرة ضد الشعب السوري، بضم "قسد" إليها، وتحديدا لخوض المعارك في الشمال السوري.
اقرأ أيضا: ما الحسابات التي تؤخر دمج "قسد" بجيش النظام السوري؟
ورأى أنه في حال نجح النظام في ضم "قسد" واستيعابها في فيلق جديد، فإن المتوقع أن يكون هذا التشكيل رأس حربة النظام في تحركاته العسكرية ضد مناطق المعارضة في الشمال الشرقي، والشمال الغربي السوري.
بدوره، أكد الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، أن النظام يسعى إلى تصوير "قسد" على أنها جزء من قواته، وذلك للتشويش على تطبيق اتفاق "سوتشي"، موضحا لـ"عربي21" أن "تصوير الاشتباكات على أنها اشتباكات بين قوات النظام والقوات التركية، من شأنه أن يعطل تطبيق اتفاق سوتشي، لا سيما وأن ليس من مصلحة روسيا حدوث ذلك".
في الأثناء، أكدت مصادر محلية، انسحاب قوات النظام، الأربعاء، من جبهات المعارك في ريف تل تمر بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا، حيث تدور اشتباكات بين "قسد" وقوات "نبع السلام"، في قرية عنيق الهوى في ريف تل تمر.
وتوصل الزعيمان التركي والروسي إلى اتفاق جديد، يقضي ببقاء الوجود العسكري لعملية "نبع السلام" في المنطقة الممتدة بين بلدتي رأس العين وتل أبيض، وبعمق 32 كيلومترا تقريبا، فيما يتم تنفيذ دوريات تركية روسية مشتركة على امتداد ما يتبقى من حدود كانت خاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، وبعمق 10 كيلومترات، باستثناء "القامشلي".
ما هوية القوات المرسلة من النظام السوري إلى الرقة؟
مصادر تكشف لـ"عربي21" أهداف زيارة "قسد" إلى القاهرة
هل يقطع النظام السوري الطريق على تحرك تركيا شرقي الفرات؟