ذكرت هيئة الإذاعة الكندية (CBC)أن جامعة تورنتو وجامعة كالجاري تجريان دراسات لإختبار فعالية زرع البراز في علاج الاكتئاب والقلق.
وتقول فاليري تايلور أستاذة ومديرة قسم الطب النفسي بجامعة كالجاري: "يوجد لدينا مستقبلات السيروتونين في الجهاز الهضمي أكثر من عقولنا".
وأضافت بحسب موقع "lci": "لطالما افترضنا أن الاكتئاب مرض في الدماغ لأنه هو المكان الذي نعتقد أن العاطفة تتنظم فيه، ولكن قد يكون الأمر أكثر تعقيدا من ذلك بكثير".
ولكن هل حقا يمكننا علاج الاكتئاب من براز شخص سليم؟
هاري سوكول أخصائي أمراض الكبد والأمعاء في مستشفى سان أنطوان يجيب: "الدراستان الكنديتان كانتا جزء من تجارب أجريت على الفئران، ولاحظ الباحثون أن تناول الفئران لفضلات شخص مكتئب تسبب في ظهور أعراض هذا الاكتئاب لديهم، وكان الشيء نفسه بالنسبة للقلق والتوحد".
وكانت الفكرة هي التحقق ما إذا كان من الممكن عكس المعادلة من خلال معالجة الفئران المكتئبة بفضلات شخص سليم.
ويقول سوكول: "ما نحتاج إدراكه وهذا مهم للغاية هو أن الكائنات المجهرية في الأغلب تتورط في كثير من الأمراض، ولكن دورها لا يكون له دائما نفس الوزن".
وأظهرت التجارب الأولى لعلاج التهاب القولون التقرحي، وهو مرض تشارك فيه الميكروبات فعالية تتراوح من 20 - 30 % " إذا أثبتت الميكروبات أنها لاعبة مهمة في المرض ولكن ليست دائما الوحيدة".
نتائج الدراستين ستوفران فكرة أولية عن المشاركة الفعلية للميكروبات في الاكتئاب والقلق.
ويقول سوكول: "سواء كانت النتائج إيحابية أم لا، سنعرف ما إذا كان يتحتم علينا الاستمرار في التنقيب عن دور الأحياء المجهرية كعلاج مستقبلي محتمل أم علينا تغيير مسارنا بالكلية".
كما أن استخدام تقنيتين للزرع - عن طريق تنظير القولون أو الكبسولات- قد يؤدي أيضا إلى تقدم البحث في هذا المجال نظرا لعدم وجود دراسات مطلقا بفعالية هاتين الطريقتين.
وعلى الرغم من أن عملية زرع البراز تقنية حديثة إلا أن آثار استخدام هذا النوع من العمليات لوحظ في الطب الصيني في القرن الرابع، إلا أنها الآن تدرس بشكل مكثف حيث يتم تنفيذ المئات من الأعمال في جميع أنحاء العالم والتي تغطي تطبيقات مختلفة، فعلى سبيل المثال تدرس فعالية زرع البراز لعلاج أمراض مثل التصلب المتعدد أو مرض التوحد.
ويقول سوكول " هناك عدد من المؤشرات التي تظهر لنا أن التقنية واعدة" في حالة التهاب القولون التقرحي أظهرت أربع دراسات على وجه الخصوص أن التأثير كان إيجابيا إلى حد ما لذا من المحتمل أن تكون مؤشرات زرع البراز أكثر وضوحا في غضون خمس السنوات.