إجراءات العزل تترصد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكل نص صادر عن الكونجرس أثقل عليه من سابقه.
تدخل مساءلة الرئيس بالبرلمان، قبل بضعة أيام،
مرحلة جديدة عقب تصويت أعضائه بالأغلبية على قرار يسمح باستجواب الشهود علنا فيما
يعرف بالقضية الأوكرانية. بفضل هذا النص وهذا التصويت «سيتمكن الأمريكيون من سماع
كيف استغل الرئيس صلاحياته مباشرة، وسيرى الناس الحقائق بأنفسهم»، تعلق رئيسة مجلس
النواب نانسي بيلوسي على قرار الكونجرس، وترمي ترامب في مخاوف أكبر.
«هذه أكبر مطاردة سياسية في التاريخ الأمريكي»،
يرد الأخير من فضائه الأزرق على القرار ذاك، بل ويحذر في وقت لاحق من أن التصويت
الذي يجري لإضفاء الطابع الرسمي على إجراءات مساءلته وعزله، يضر بسوق الأوراق
المالية الأمريكية واقتصاد واشنطن.
أكثر من ذلك في نظر ترامب أن «هوس» بيلوسي
والديمقراطيين بالمحاكمة البرلمانية غير المشروعة لا يضر به، بل بالشعب الأمريكي.
ولكن، للديمقراطيين ولمجلس النواب «مشروعية»
في محاسبة ترامب خاصة أنه خالف دستور واشنطن، بالضغط «هاتفيا على نظيره الأوكراني
زيلينسكي للإساءة لنجل مرشحه بايدن، كما هدد بوقف المساعدات الأمريكية لكييف».
لكن هذه الـ «حملة الشعواء الجائرة» التي
يمارسها الديمقراطيون على ترامب لن يصدقها الأمريكان، يبعث الرئيس الأشقر
بتعليقاته المثيرة غالبا، ويعلق ساخرا واصفا الديمقراطيين بالكسالى «الذين مل
الشعب الأمريكي من أكاذيبهم وخداعهم»، بحسب «رويترز».
لا يقف ترامب عند تعليقاته تلك، بل يعلّق على
أحد منافسيه من الحزب الديمقراطي في انتخابات نوفمبر 2020 بيتو أورورك، قائلا:
«بيتو ذلك الوغد المسكين.. الرجل البائس المثير للشفقة».
بل وواجه قبل أسابيع نانسي بيلوسي، بعد توقعها
الحصول على الأصوات الكافية للمضي قدما في تحقيق مساءلته، بكم من التعليقات
الساخرة قائلا: إنها تكره الولايات المتحدة. ووسط تصفيق جمع غفير من مؤيديه في
لويزيانا، وصف ترامب غضب نانسي بـ «الجحيم»، قائلا إن مكالمته مع الرئيس الأوكراني
«أغضبت جدا نانسي العصبية»، وهي صفة لم تسلم منها الأخيرة مرارا في تصريحاته.
رئيسة مجلس النواب الأمريكي، اكتفت في مؤتمر
صحافي بالرد على الرئيس لمنصبه وليس لشخصه، كما فعل، وقالت إنه يتحدى مبدأ الفصل
بين السلطات بما يخالف الدستور «بما يجعل ديمقراطيتنا على المحك».
يعتمد دفاع ترامب على إضفاء صفة «عدم شرعية»
على إجراءات مجلس النواب وتحقيقاته الساعية لعزله، ويصر البيت الأبيض على اتهام
رئيسة مجلس النواب بأنها وحدها اتخذت هذا القرار، ثم لا يجد الأخير بدا بعد إقرار
القضاء بمشروعية المساءلة، فيستدرك مرة أخرى بأن «المكالمة كانت قانونية» ولا
تندرج في سياق مخالفة الشرائع الدستورية الأمريكية.
ويهاجم ترامب مرارا إجراءات العزل «التي أطلقتها الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب»، ويقول إنها هجوم على الديمقراطية نفسها، ويطمن مؤيديه في خطاب أمام آلاف من مناصريه، ويتحدث عما سماه «غالبية غضبة» من المفترض أن يتحصل عليها الجمهوريون الأقوياء، وفق تقديره.
وبين هذا وذاك يتهيب البيت الأبيض من
المستجدات البرلمانية المتواترة، فهل يطيح بترامب برلمانه، أم إن «الرئيس سيكون
بخير»؟ مثلما علّق مسؤول حملته الانتخابية ستيفن روجرز على قناة الجزيرة.
(العرب القطرية)