طالب رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، الأمم المتحدة بحماية أربعة ملايين من سكان إدلب يتعرضون لقصف همجي مستمر من طيران روسيا ونظام الأسد.
وشدد مصطفى في تصريح له، على أن
الغالبية العظمى من سكان إدلب هم مدنيون، قد هجرهم نظام الأسد أكثر من مرة نتيجة
النكبات التي حلّت بمدنهم وقراهم.
مطالبة مصطفى، جاءت بعد معاودة
النظام السوري قصف بلدات وقرى عدة في ريف إدلب، وذلك بعد توقف القصف لنحو أكثر من
شهرين، منذ إعلان روسيا عن وقف إطلاق نار أحادي، في أواخر آب/ أغسطس الماضي.
مصادر محلية أكدت، الثلاثاء، سقوط
ثلاثة أطفال من عائلة واحدة، جراء غارة روسية استهدفت منزلهم بقرية الدار الكبيرة،
بريف إدلب الجنوبي.
يأتي ذلك، في ظل بوادر اختلاف تركي-
روسي، يؤكدها تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمواصلة القضاء على أي تهديد إرهابي سواء من
داخلها أو خارجها، ونفيه انسحاب الوحدات الكردية من المنطقة الآمنة بعمق 30 كيلو
مترا، ومن منبج وتل رفعت، كما تنص مذكرة التفاهم مع روسيا في سوتشي.
اقرأ أيضا: روسيا تكثف ضرباتها بإدلب.. ومقاتلاتها تقصف مستشفى للأطفال
وفي ردها على ذلك، أكدت روسيا على
لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، التزامها بمذكرة التفاهم مع تركيا، حول انسحاب
الوحدات الكردية من المنطقة المتفق عليها.
ولا يستبعد مراقبون، أن ينعكس ما
يبدو خلافا تركيا روسيا طارئا على ملفات المنطقة الآمنة ومنبج وتل رفعت، تصعيدا في
جبهات إدلب، رغبة من الروس بالضغط على تركيا.
وفي هذا الصدد، اعتبر القيادي في
الجيش الحر، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن من الوارد أن تحاول روسيا الاستفادة
من انشغال تركيا بملف شرق الفرات، الملف الذي يعد أولوية تركية، من خلال الضغط على
فصائل المعارضة للتقدم والسيطرة على المزيد من المناطق، وتحديدا المناطق المحاذية
للطرق الدولية المارة في إدلب.
وقال عبد الرزاق في حديث
لـ"عربي21"، إن عودة الولايات المتحدة عن سحب قواتها، ورغبتها بإبقاء
سيطرتها على حقول النفط، عقّد المشهد شرقي الفرات، إذ من المرجح أن تقوم روسيا
بمزيد من التصعيد في إدلب، للعودة لتطبيق الاتفاقات بالقوة من خلال القصف
والمجازر.
وتابع عبد الرزاق، بأن روسيا استماتت
في الأيام الماضية، للتقدم في نقاط استراتيجيه كتلال الكبينة، غير أنها فشلت بفضل
التكتيك الدفاعي الجيد والجاهزية العالية للفصائل هناك، مضيفا أن "ذلك قد
يفسر معاودة روسيا القصف على عمق مناطق المعارضة، في محاولة للانتقام والتأثير على
دفاعات الفصائل".
مصدر عسكري، وصف ما يجري بأنه تصعيد
غير مسبوق، مشيرا في حديث لـ"عربي21"، إلى محاولة النظام التقدم بريا
على أكثر من محور، وفي مقدمتها جبهات ريف اللاذقية، معتبرا أن كل ذلك يؤشر إلى أن
روسيا بصدد التصعيد مجددا في إدلب.
أنباء عن اعتزام روسيا استئجار مطار القامشلي بالحسكة السورية
محللون أتراك: هل تفي روسيا بتعهداتها أم تناور مثل أمريكا؟
ترقب لجلسة "الدستور السورية" بجنيف وتحديات أمام عملها