ألقى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الاستثمارات السعودية في قطاع التكنولوجيا بالولايات المتحدة، رغم "ممارسات" المملكة، ولا سيما ولي عهدها، الأمير محمد بن سلمان.
ووصف المقال، وهو للكاتبة المطلعة على قطاع التكنولوجيا، كارا سويشر، المال السعودي بأنه "قذر"، مشيرا إلى فضيحة تجنيد ابن سلمان موظفين في شركة "تويتر"، بالتزامن مع ضخه أموالا فيها، عام 2015، للتجسس على معارضيه.
وتساءلت "سويشر" عما إذا كان الأمريكيون سيتعلمون من فضيحة تويتر أن لا يسمحوا للمال السعودي باختراق شركاتهم، لا سيما من قبل ابن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، بحسبها، والذي وصفته بأنه "زعيم عصابة"، واتهمته بالتورط بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، العام الماضي.
وحذّرت الكاتبة من تأثير تلك الاستثمارات سلبا على ثقة العملاء والأسواق بالشركات الأمريكية العملاقة، وعلى الحريات الشخصية ومعايير الخصوصية والأمن، لا سيما مع ازدياد تداخل التكنولوجيا بجميع تفاصيل الحياة اليومية.
اقرأ أيضا: فضيحة دولية..ابن سلمان جند موظفين بـ"تويتر" للتجسس
وأكدت "سويشر" أنها غير متفائلة إزاء توقف الشركات عن قبول الاستثمارات، بغض النظر عن مصدرها، جراء تعطشها للمزيد من التقدم، إلا أنها ألمحت إلى ضرورة عدم السماح للسعودية، بالتحديد، بالنفوذ إلى الهياكل الإدارية والوظيفية.
وأشارت في هذا الإطار إلى ضرورة إزاحة "ياسر الرميان"، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، من مجلس إدارة شركة "أوبر".
وعلقت شركة "تويتر" على فضيحة التجسس السعودي، التي تفجرت قبل أيام، قائلة إنها ملتزمة بحماية الذين يستخدمون منصتها للمطالبة بالمساواة والحريات الشخصية وحقوق الإنسان.
وتابعت الشركة في بيان: "نتفهم المخاطر الجمّة التي يواجهها العديد من مستخدمي تويتر لمشاركة مبادئهم مع العالم، وتحميل هؤلاء في السلطة المسؤولية. لدينا أدوات لحماية خصوصياتهم".
وبالتزامن مع تفاعلات الفضيحة، كشفت صحيفة "مترو" البريطانية، أن صحفيا سعوديا قتل تحت التعذيب في بلاده، بعد قيام "تويتر دبي" بكشف هويته للسلطات.
وأوضحت الصحيفة إن الصحفي تركي الجاسر اعتقل في السعودية باعتباره صاحب حساب (كشكول)، والذي كان متخصصا في نشر معلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل أفراد العائلة المالكة ومسؤولين في السعودية.
وأفادت شكوى قدمت، الأربعاء، بأن اثنين من الموظفين السابقين في تويتر ورجلا ثالثا من السعودية يواجهون اتهامات أمريكية بالتجسس لصالح المملكة؛ من خلال البحث عن بيانات خاصة بمستخدمين، وتقديمها لمسؤولين سعوديين مقابل مكافآت.
اقرأ أيضا: كشفت هويته "تويتر دبي".. مقتل صحفي سعودي تحت التعذيب
ووفقا للشكوى، يواجه علي الزبارة وأحمد أبو عمو، اللذان كانا يعملان في تويتر، وأحمد المطيري، الذي كان يعمل آنذاك لدى العائلة المالكة السعودية، تهما بالعمل لصالح المملكة، دون تسجيل أنفسهم كعملاء أجانب.
وتقول الشكوى إن أبو عمو دخل مرارا على حساب أحد أبرز المنتقدين للعائلة المالكة السعودية في أوائل عام 2015. وفي إحدى المرات استطاع الاطلاع على البريد الإلكتروني ورقم الهاتف المرتبط بالحساب. كما أنه دخل على حساب منتقد سعودي ثان؛ للحصول على معلومات تسهل عملية التعرف عليه شخصيا.
وقالت وزارة العدل في بيان صحفي: "كان بالإمكان استخدام هذه المعلومات للتعرف على مستخدمي تويتر الذين نشروا هذه المنشورات، وتحديد مواقعهم".
ميدل إيست آي: هكذا اخترق النظام السعودي "تويتر"
وول ستريت: هكذا استخدمت السعودية "تويتر" وسيلة للقمع
NYT: اختراق السعودية لتويتر يثير أسئلة حول أمن التكنولوجيا