كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن "أبرز التحديات التي تواجه وزير الحرب الجديد نفتالي بينيت داخليا وخارجيا، مع وجود جملة إشكاليات عسكرية وعملياتية سيكون مطالبا بإيجاد حلول لها، ولن يجد دقيقة راحة في وزارته الجديدة في ظل وجود أسئلة سيكون مضطرا للإجابة عنها".
وقال الخبير العسكري الإسرائيلي، يوآف زيتون، في مقاله التحليلي بالصحيفة، وترجمته "عربي21" إن "أهم التحديات أمامه هي أزمة غزة والحلول المطروحة لها، والتحديات على الجبهة الشمالية، ومسألة شراء المزيد من الطائرات الحربية المقاتلة بمليارات الشواكل، لكنه لم يكون قادرا على حسم مسائل كبيرة وخطيرة، لأنه وزير في حكومة انتقالية، مثل الخطة السنوية للجيش التي تأخر إقرارها بسبب الجولتين الانتخابيتين السابقتين".
وأوضح أن "بينيت سبق له قبل أن دخول وزارة الحرب أن طالب الجيش بإبداء صرامة أكثر تجاه حماس، لأن المعارك التي يخوضها أمامها أوصلت المؤسسة العسكرية لحالة من الجمود الفكري والعطب الذهني ، بل أعلن أكثر من مرة توفر خطط عملياتية للتصدي لحماس في غزة، لكنه حين يلتقي قريبا مع رئيس حكومة أمني بطبعه، وقائد أركان مغلق، سيراهما يفضلان التعامل مع الجبهة الشمالية أكثر من نظيرتها الجنوبية".
وأشار إلى أنه "بعد أن جرت العادة ان يقصف الجيش الإسرائيلي مواقع لحماس فارغة في غزة بعد التأكد من إخلائها من مقاتليها، بغية عدم التدحرج لمواجهة عسكرية معها تسفر عن سقوط 10-20 قتيلا في كل تصعيد، فإن هذه الصيغة ستكون ماثلة أمام وزير الحرب الجديد، فهل سيوافق عليها، ويمررها، أم يتوقف عندها، مع أن الانطباع السائد أن بينيت لن يجري تغييرا جوهريا على هذه السياسة في الأيام القادمة".
اقرأ أيضا: نتنياهو يعين نفتالي بينيت وزيرا للجيش
وأكد أن "هذه السياسة تجاه غزة مقرة من المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، وهو ما تم زمن وزير الحرب الأسبق أفيغدور ليبرمان، المقاتل العدواني في حينه، لكنه لم يستطع إجبار الجيش على تغيير سلوكه العسكري القائم تجاه حماس في غزة، مع فرق جديد عن ليبرمان، أن بينيت أمام رئيس هيئة أركان لديه كاريزما خاصة، يواجه شرق أوسط مزدحم بالتطورات الأمنية والعسكرية، ولا تبقي له دقيقة من التفرغ".
وأضاف أن "بينيت يعلم أنه في موقعه هذا قد لا يعمر طويلا في حالتين: سواء ذهبت إسرائيل لانتخابات ثالثة خلال الأشهر القريبة القادمة، أو في حال تم تحقيق اختراق جدي في مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية، وحصل انضمام من حزبي يسرائيل بيتنا، أو أزرق-أبيض، حينها سيضطر بينيت للخروج من مقر وزير الحرب خلال أسابيع قليلة".
وأوضح أنه "في حال تم إقرار تعيين بينيت وزيرا للحرب داخل الحكومة، فإنه سيكون مطالبا خلال أيام قليلة بالمصادقة على سلسلة عمليات عسكرية عاجلة وطارئة ضمن استراتيجية "المعركة بين الحروب" التي يشنها الجيش الإسرائيلي على التواجد الإيراني في سوريا والعراق، وأمام حالة التسلح التي يقوم بها حزب الله داخل لبنان".
وختم بالقول أن "الحقبة التي يتولى فيها بينيت وزارة الحرب تبدو أكثر حذرا وخطورة في ظل التوقعات الإسرائيلية بأن إيران قد ترد عليها أمام أي هجوم يستهدفها في الجبهات الثلاثة: لبنان وسوريا والعراق، مرورا بمختلف أرجاء الشرق الأوسط".