ألقى حادث محاولة
مجموعة من الحراس برفقة كلابهم الضخمة تهديد وترويع بعض أهالي إحدى الجزر
النيلية في محافظة أسوان، جنوب مصر، لإجبارهم على مغادرتها، الضوء على أزمة
النوبيين في الحفاظ على أراضيهم، والنظر إليهم كمعتدين.
وأثار مقطع مصور عبر
مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الحراس، قيل إنهم تابعون لرجل الأعمال سميح
ساويرس، يهددون بعض النوبيين على جزيرة نيلية، غضبا واسعا في مصر، بزعم ملكيتها
بموجب عقد طويل الأمد.
وتفاعل عدد كبير من
النوبيين مع المقطع المصور، على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مذكرين بأن
النوبيين قاموا بتضحيات كبيرة للوطن، لكن حقوقهم دائما مسلوبة، وأغلبها تتعلق بملكية
الأرض، وما بها من ثروات أو مميزات.
ووصف رجل الأعمال نجيب
ساويرس، في لقاء تلفزيوني وجود النوبيين
على الجزيرة بالتعدي، لأن الجزيرة ملكية
خاصة، حسب زعمه، فيما نفت أسرة أبو هلال النوبية بالجزيرة، في تصريحات صحفية
لـ"عربي21" صحة تلك المزاعم.
ملف النوبة في جنيف
للمرة الأولى
وفي تعليقه على ما جرى
وصف الحقوقي النوبي، زميل زائر في مشروع الشرق الأوسط للديموقراطية POMED، محمد عزمي، في منشور
له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالقول "تواطؤ تقوم به
الأجهزة الأمنية بمحافظة أسوان مع شبيحة نجيب ساويرس للاستيلاء علي جزيرة نوبية
بالنيل في أسوان #جزيرة_أمون".
وفي تصريحات
لـ"عربي21" كشف عزمي أنه "للمرة الأولى يُعرض تقرير في مجلس
حقوق الإنسان، بجنيف، بخصوص حقوق النوبيين
كسكان أصليين وأقلية إثنية داخل مصر"، مشيرا إلى أنه "ناقش كافة
الانتهاكات التي مارستها الحكومة المصرية تجاه النوبيين خلال السنوات الخمس السابقة".
وتابع: "مثل
استيلاء على أراضيهم، وعدم احترام الدستور في الالتزامات المتعلقة بالنوبيين،
وتهديد نشطاء نوبيين وقمعهم، ومنعهم من ممارسة الاحتفالات الثقافية وغيرها من
القضايا الهامة الخاصة بالنوبة والنوبيين"، لافتا إلى أن مركزي حدود وعدالة
الحقوقيين هما من قدما التقرير بالنيابة عن النوبيين".
جزيرتان وليست جزيرة
ويقول خالد عرفات أحد
أفراد عائلة آل عرفات المالكة للجزيرة المتنازع عليها مع آل ساويرس، إن
"المشكلة ليست وليدة اليوم أو الأمس، إنها تعود لسنوات طويلة قضيناها بين
أقسام الشرطة والمحافظة والجيش والمخابرات"، واصفا حديث نجيب ساويرس
"بالهراء".
وفي حديثه
لـ"عربي21" أكد عرفات بأن "هناك خلط بين جزيرتي أمون وجلادة
المتجاورتين في النيل، وأن الاعتداء وقع على جزيرة جلادة، ونحن أصحاب المكان
ولدينا التكاليف والعقود والأوراق التي تؤكد ملكيتنا، ولو لم تكن بحوزتنا الأوراق
الرسمية لكانوا ألقوا بنا في النهر".
اقرأ أيضا: سجال بين الشريف وساويرس بسبب ديون "أوراسكوم"
وبشأن طبيعة تلك
الأوراق، أوضح أنها "مستندات ملكية من عام 1904 منذ أجدادنا، واسمها
تكاليف، وجزيرة أمون فارغة الآن من السكان والزراعة، وخاصة بعد أن قامت شركة
أوراسكون التابعة لسميح ساويرس بهدم الفندق الوحيد عليها، أما جزيرة جلادة، بها
بعض الزراعات فقط".
وأوضح عرفات أن
"مساحة جزيرة جلادة خمسة أفدنة، وأمون نحو أربعة أفدنة، ولم نتمكن من زراعة
الأولى بسبب الخلافات المستمرة مع شركة ساويرس، والمضايقات ما تسبب في وقف زراعة
مساحات كبيرة منها"، مشيرا إلى أنه "لو كان موقف ساويرس قانوني لنفذته
الشرطة والجيش بالقوة".
أهمية إستراتيجية
الخبير الاقتصادي، أحمد
ذكر الله، وصف موقع الجزيرة "بالسياحي بإمتياز"، قائلا: "هناك لغط
واسع بشأنها منذ سنوات طويلة، توقف على أثره أي نشاط، وبقى الوضع كما هو عليه،
وهناك حديث من نائب عن المنطقة أن الأهالي ليست لديهم عقود تمليك، وأنهم واضعي
يد".
ويضيف ذكر الله في
حديثه لـ"عربي21": "وبالتالي أقصى ما يمكن قوله هو البحث حول الثمن
الذي دفعه سميح ساويرس لشراء الجزيرة، بعد نشر حقيقة السعر في الصحف منذ سنوات،
كما يقال إن ساويرس يهدف للتنقيب عن الثروات المحجرية من الرخام والجرانيت بالمنطقة".