صحافة دولية

الغارديان: حروب 11 سبتمبر الأكثر دموية.. وأمريكا تتصدرها

أثار قرار انسحاب أمريكا من سوريا مؤخرا انتقادات واسعة لترامب حتى من مناصريه- جيتي

أوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تساؤلا مثيرا للاهتمام في مقال نشرته الجمعة، بشأن الحروب التي تخوضها الدول الغربية دون وجود سبب، لا سيما في الشرق الأوسط، معتبرة أن ما أسمتها "حروب 11 سبتمبر الأكثر دموية".
 
وكتب الصحفي البريطاني، سيمون جينكينز، في مقاله الذي ترجمت "عربي21" أبرز ما جاء فيه، أن "حروبا تخوضها الدول الغربية دون أن يكون هناك تهديد حقيقي أمامها".

وأبرز المقال الولايات المتحدة الأمريكية، على أنها "أكثر دول العالم ميلا للحرب، وأكثرها تعصبا للهوية الوطنية". 

وأوضح سيمون في مقاله، أن "الناس في أمريكا يرفعون العلم الأمريكي في كل مكان، ويرون الأعداء في كل مكان أيضا. فالرئيس ترامب تعرض لانتقادات واتهم بالخيانة حتى من أنصاره عندما أعلن سحب قواته من سوريا".

واعتبر أيضا أن بريطانيا هي الدولة الثانية في ترتيب الدول الأكثر ميلا إلى الحرب، و"إن كانت أقل بكثير من الولايات المتحدة"، وفق تقديره.

 

اقرأ أيضا: رفض حكومي للتحقيق بعمليات "تعذيب" يثير غضبا في بريطانيا

وقال إن "الأمريكيين يواصلون حرب 11 سبتمبر بعد 18 عاما من شروعهم فيها. ويخوضون المعارك في أفغانستان والعراق وسوريا. وكذلك تفعل بريطانيا بطريقة غير مباشرة".
 
وأضاف: "ليس هناك أي مؤشر مهما كان بسيطا على قرب الانتصار في هذه الحروب". 

ولفت إلى أن هناك ضغوطا تكون أمام قادة أمريكا حين يصلون إلى السلطة، وضرب بذلك مثالا بالرؤساء الأمريكيين الثلاثة جورج بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب، إذ إنهم عبروا عن عدم تحمسهم للحروب قبل أن يصلوا إلى الحكم، ولكنهم دعموها عندما استلموا الحكم. 

ولكن سيمون أشار إلى أن الأمور اليوم بدأت تتغير، فقد أورد استطلاع للرأي أجري مؤخرا، أن 62 في المئة من الأمريكيين يعتقدون أن حرب أفغانستان "لم تكن ضرورية"، وأن 59 في المئة اعتبروا أن حرب العراق "لم تكن ضرورية"، وأن 58 لا يرون ضرورة لدخول الحرب في سوريا. 

وأضاف أن قدماء المحاربين أكثر اعتراضا على هذه الحروب، وفق الاستطلاع ذاته. 

وأورد المقال كذلك استطلاع رأي آخر، ولكن في بريطانيا، أشار إلى أن دعم التدخل في الشرق الأوسط تراجع من الثلثين إلى الثلث منذ 2003، وهو ما حدث في أمريكا أيضا. 

وكان لافتا، اعتبار الكاتب أن "حروب 11 سبتمبر من أكثر الحروب دموية وفظاعة في التاريخ". 

 

اقرأ أيضا: سي أن أن: هذه كلفة هجمات 11 سبتمبر على أمريكا والعالم

ولكنه لفت إلى أن الحكومات البريطانية المتعاقبة لا تزال مع ذلك "تردد علينا تبريرات سخيفة مثل حماية شوارعنا من الإرهاب، في حين أن العكس هو الصحيح"، وفق تقديره. 

وأوضح أنه "في عام 2004 تحدى اللورد برامل، الذي كان الجندي المثالي عند ثاتشر الحكومة، بأن تثبت له بأن حرب العراق كان لابد منها، بل إنه وصفها بأنها حرب غير قانونية وغير أخلاقية".