قال خبير عسكري إسرائيلي إن "جولة التصعيد الأخيرة مع غزة تفيد بأن صراعنا مع تحدي القذائف الصاروخية ما زال بعيدا على النهاية".
وأضاف أمير أورن في تحليله على موقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21"، "بعد يومين فقط من إطلاق الصواريخ على إسرائيل تبدد هدوء استمر قرابة 42 شهرا، انتهى عمليا في مارس 2018، منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، يا خسارة على الزمن، مما يعني التحضر للتحدي القادم من خلال الجولة المقبلة".
وأشار إلى أن "المسؤولين الإسرائيليين خرجوا يتحدثون بقلب بارد أن "الجولة انتهت بعد 50 ساعة"، ماذا يعني انتهت؟ وكل الإسرائيليين مجمعين على رفض سياسة الاستنزاف التي يعيشونها مع غزة".
وأكد على أن "ما يحصل أمام غزة يتناقض مع النظرية الأمنية العسكرية التي وضعها المؤسسون الأوائل للدولة بدءا بدافيد بن غوريون، مرورا بموشيه ديان، وانتهاء بإسحاق رابين، ممن فرضوا على الدول العربية القاعدة التالية: إما هدوء مطلق، أو حرب شاملة تهدد أنظمتهم وأراضيهم، هكذا أدارت إسرائيل حروبها ضد العرب في سنوات الخمسينات والستينات، وصولا لحرب الأيام الستة 1967".
ولفت إلى أن "إسرائيل دخلت بعد هذه الحرب مرحلة استنزاف طويلة على أكثر من جبهة، في قناة السويس وغور الأردن وجنوب لبنان، حتى جاء اتفاق السلام مع مصر، ثم الأردن، بعد آلاف القتلى والجرحى، ورغم ما دفعه الإسرائيليون من أثمان مقابل السلام، لكنها بالتأكيد أخف وأقل من أثمان الحروب والمواجهات العسكرية".
اقرأ أيضا: إسرائيليون يعترفون: فشلنا في غزة وانكشف ضعفنا أمامها
وأوضح أنه "حين تتفاخر إسرائيل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع غزة، فهذا ليس إنجازا كبيرا، لأننا سنكون على مشارف جولة تصعيد قريبة، لأن ما تحقق ليس سلاما، ولا وقف إطلاق النار، ولا هدنة ولا صلحة، ولأن مدى استمرار وقف إطلاق النار أو انتهاكه مرهون أولا وأخيرا بمصلحة الطرف الآخر في غزة".
وختم بالقول أن "المستوى السياسي في إسرائيل مطالب بالوصول مع إسرائيل إلى مستقبل بدون قذائف، ولا حالة شلل للدولة، وهو ما لم يقم به نتنياهو طيلة 23 عاما منذ انتخابه للمرة الأولى في 1996، وفي الأعوام الأحد عشر الأخيرة التي تولى فيها رئاسة الحكومة".
نحميا شترسلير كتب في هآرتس إنه "بعد انقضاء عقد من الزمن لحكم نتنياهو، لم يعاد الأمن، ولم ينهار حكم حماس، بل انهار أمن إسرائيل، وقويت حمــاس، ونمت حركة الجهاد، وأطلقوا معًا آلاف الصواريخ، وحرقوا آلاف الدونمات في مستوطنات غلاف غزة، نتنياهو قاد البلاد بجيشها لخسارة كاملة للردع، لأنه لا يمتلك حلا، بل يسعى لأن يبقى فقط، إنه ليس سيد الأمن، ولكنه سيد الفشل".
وأضاف في عنوان مقالته "من سيد الأمن إلى سيد الفشل"، وترجمته "عربي21" قائلا "ترى ماذا سيفعل نتنياهو لو كان في المعارضة، وتنظيم صغير مثل الجهاد الاسلامي يطلق علينا مئات الصواريخ، ويزرع الخوف والتهديد في أنحاء الدولة، يشل جهاز التعليم، ويغلق المحال التجارية، ويعطل العمال عن العمل، ويضر بالتجارة والسياحة".
وأشار إلى أن "هذا حصل في 2009، حين كان حزب كاديما في السلطة، وأطلقت حماس عدة صواريخ على جنوب إسرائيل، فسارع نتنياهو آنذاك إلى عسقلان التي تلقت هي الأخرى صاروخا، وأعلن أمام الكاميرا أن معجزة فقط منعت وقوع خسائر بشرية، لكننا لا نستطيع الاعتماد دائما على المعجزات، وحين نصل إلى السلطة سنقضي على حماس، ونعيد الأمن لسكان عسقلان واسدود وبئر السبع وسديروت، لكنه ماذا فعل".
دبلوماسية إسرائيلية: هكذا نفقد تأثيرنا بمجال "القوة الناعمة"
خبراء إسرائيليون: الاغتيالات ضد الفلسطينيين عديمة الجدوى
بين غزة والضفة وإيران هذه تحديات الحكومة الإسرائيلية القادمة