قالت وزيرة الداخلية
اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال،
ريا الحسن، إن لبنان على مفترق طرق، وإن على
الجميع اختيار الطريق الصحيح للوصول إلى بر الأمان.
وعلى صفحتها على
تويتر، دعت الحسن الله أن "يلهمنا كلنا، وكلنا يعني كلنا، مسؤولين ومواطنين، اختيار الطريق الصح".
وتابعت: "كلنا
يعني كلنا"، على غرار الشعار الذي رفعه اللبنانيون في الشارع لمحاسبة الفاسدين
"كلن يعني كلن".
ولفتت الحسن إلى أن
بلادها سوف تواجه كل الصعوبات للوصول إلى بر الأمان.
وشهدت بيروت، ليلة
الثلاثاء، اشتباكات تطورت إلى إطلاق للنار في وقت متأخر، بين المحتجين على الأوضاع
الصعبة في لبنان وآخرين حاولوا تطهير الطرق التي أغلقها المحتجون.
وحذر مراقبون من تحول
الاحتقان الحاصل في الشارع نتيجة عدم تحرك الأزمة، إلى صدام وأعمال عنف مرتبطة، وتحويل المظاهرات التي يغلب عليها الطابع السلمي إلى مسار دموي.
وشهدت أمس منطقة
"جسر الكولا" إطلاقا كثيفا للنار، لم تعرف مسبباته أو الجهة التي قامت
عليه، وهو ما زاد من حجم المخاوف بين أهل المنطقة المدنيين.
وشهدت المنطقة تجمعات
كبيرة لأنصار
حزب الله وحركة أمل، وجهوا خلالها الشتائم والإهانات للمتظاهرين
والمتظاهرات، مرددين هتافات داعمة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ورئيس
البرلمان رئيس حركة أمل نبيه بري، بينما رد المتظاهرون بالنشيد الوطني اللبناني.
واستقدمت قوات الأمن
والجيش تعزيزات إلى المكان، لمنع المهاجمين من التقدم نحو المتظاهرين، وجرت
محاولات كر وفر، تعرض خلالها العسكريون للرشق بالحجارة من المهاجمين.
وتوجهت مجموعة من
المهاجمين إلى وسط بيروت، حيث عملوا على إزالة عشرات الخيام في ساحتي الشهداء
ورياض الصلح، التي تستضيف منذ أكثر من شهر نقاشات وندوات حوارية.
وذكرت وسائل إعلام
لبنانية أن أنصار حزب الله وأمل أزالوا خياما للمحتجين بمدينة صور في جنوب البلاد، وأشعلوا فيها النيران، ما دفع قوات الأمن للتدخل، وإطلاق النار في الهواء.
وسعى شبان اعتبروا من
أنصار أمل وحزب الله لفض المظاهرات، وفتح الطرق المغلقة، ودمروا مخيما رئيسيا
للاحتجاجات في وسط بيروت الشهر الماضي.
ووثقت فيديوهات قيام
العشرات من أنصار حزب الله وحركة أمل، بمنطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية لبيروت،
بمطاردة عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي، كانت تقوم على ما يبدو بعملية إخلاء
لأحد جرحاها، وقذفهم بالحجارة.
اقرأ أيضا: هل يهدد
خروج شارع مناوئ للتحركات مستقبل تظاهرات لبنان؟
وتأتي عمليات الهجوم
وسط نزول كثيف لعناصر وأنصار من حزب الله وحركة أمل، لمواجهة المتظاهرين بساحة
الشهداء وسط بيروت، في تغير بارز لمطالب سابقة كان أمين عام حزب الله طالب أنصاره
فيها بتجنب أماكن التظاهرات.
ويبدو أن حزب الله غير
من استراتيجية النأي بعناصره وأنصاره عن مواطن التجمهر والاعتصام، وبدء استراتيجية
جديدة تقوم على ما يظهر في الفيديوهات بعمليات مواجهة ومحاولة فتح طرق عنوة، دون
اعتبار لمناشدات الجيش وقوى الأمن الداخلي، التي تقوم أصلا بهذه المهمة؛ خوفا من
تفاقم الوضع إلى اشتباكات.
وكان لافتا علو صيحات
المحسوبين على شارع حزب الله وحركة أمل، ومطالبهم بعودة "7 أيار"، وهي
ذكرى يصفها اللبنانيون بأنها ذكرى سوداء، حيث أدت إلى ما يشبه احتلال بيروت، وقتل
عدد من المواطنين من قبل مسلحي حزب الله.