في ظل حالة التوتر بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي، تواصل طائرات بلا طيار وحوامات إسرائيلية، التحليق بكثافة في أجواء قطاع غزة، وهو ما يفتح الباب للتساؤل عن الأهداف التي يبحث عنها الاحتلال من خلال هذه الإجراءات، وعن ماذا يبحث.
مسح ثلاثي الأبعاد
وذكر مصدر أمني فلسطيني، في حديثه لـ"عربي21"، أن "كثافة الطائرات بلا طيار والحوامات الإسرائيلية، ربما لها علاقة بعمليات محاكاة، ومسح ثلاثي الأبعاد يقوم به الاحتلال بشكل دوري، ومتابعة أهداف مختلفة، إضافة إلى أن هدف بعض الطلعات أدى إلى خلط الأوراق وإحداث حالة من الإرباك".
وأوضح المصدر، أن هناك عدة أنواع لطائرات بلا طيار تم رصدها في أجواء القطاع هذه الأيام منها: "هيرمز 450" و"هيرمز 900" و"سوبر هيرون" و"كوكيا" وطائرة "سكاي لارك" التي تتبع سلاح المشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إضافة لعدد من طائرات "كواد كابتر".
وحول دلالة هذا العدد الكبير من الطائرات بلا طيارة والحوامات الإسرائيلية، أوضح الخبير الأمني الفلسطيني، كمال التربان، أن "للاحتلال أكثر من هدف يقف خلف هذا الوضع، منها أهداف استخبارية وجمع معلومات وتوتير الأجواء وإدخال الناس في مرحلة قلق في هذا الوقت الحرج".
اقرأ أيضا: غارات للاحتلال على أهداف في قطاع غزة
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "يسعى الاحتلال إلى تجديد قواعد البيانات الخاصة به، ربما للتحضير من أجل شن عدوان جديد على القطاع المحاصر"، لافتا إلى أنه "يجب التفكير في كافة المجالات المحتملة، من وراء أي سلوك للاحتلال".
وعن ربط بعض المواطنين، وفق رصد "عربي21" لما يجري في الشارع الفلسطيني، بين كثافة طائرات الاحتلال في أجواء القطاع، وبين صفقة تبادل جديدة، مستدلين على ذلك بأن ذات الوضع سبق صفقة "وفاء الأحرار" والمعروفة بـ"صفقة شاليط"، والتي تم بموجبها تحرير أكثر من ألف أسير مقابل إرجاع جلعاد شاليط، قال التربان: "إن كان هناك ما يشير إلى هذا الأمر، فهو السعار الاستخباري الإسرائيلي".
العنصر التقني والبشري
ونوه إلى أن "كافة الاحتمالات قائمة، وعلى المقاومة الفلسطينية أن تأخذ احتياطاتها لأسوأ الاحتمالات؛ فالأمر قد يكون له علاقة بالتفكير في صفقة، أو حشد وتحديث بنك الأهداف الخاص بالاحتلال، علما بأن الأقمار الصناعية أيضا تغطي الأمر بشكل دقيق".
ونبه الخبير الأمني، إلى أن "لدى الاحتلال تخوفات كثيرة من غزة، فهو لا يثق كثيرا في إرسال العنصر البشري (قوات خاصة أو عملاء) كي لا يفاجأ، لذلك فهو يحاول ولا يدخر جهدا، في أن ينفذ المهام الأمنية أو العسكرية دون أن يرسل ولو جنديا واحدا على الأرض، فهو يعمل على استبدال العنصر التقني بالبشري في الميدان، ما استطاع إلى ذلك سبيلا".
وذكر أن "خشية الاحتلال مما تمتلكه وتخبئه غزة تحت الأرض، جعل التفكير الاستراتيجي عنده في العمل من خلال التكنولوجيا قدر المستطاع بعيدا عن توريط العنصر البشري، الذي قد يقع في الأسر ويحدث قصة جديدة للاحتلال مع المقاومة".
من جانبه، اتفق المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، مع الخبير التربان، حول سعي الاحتلال عبر الحوامات وطائرات بلا طيار، إلى "تحديث وتحديد أهداف جديدة له في غزة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الحوامات الإسرائيلية تكاد لا يصدر عنها صوت، وهي قديمة ومتعددة الأحجام والمهام الأمنية والعسكرية، وتم تفعليها حديثا وتطويرها بما يتناسب مع بيئة غزة بعد عدوان 2014".
متعددة الأحجام والمهام
وذكر أبو زايدة، أن "من توصيات حرب 2014، أن يكون لدى كل فصيل أو ضابط كبير في جيش الاحتلال، حوامة تخص العمل الميداني"، لافتا إلى أن "ما يجوب القطاع حوامات ذات أحجام مختلفة، يتراوح حجمها من 20 وحتى 100 سم، وبعضها لديه قدرة كبيرة على العمل، ومزودة بـ16 مروحة، وبعضها مخصص لدعم لوجستي للعملاء على الأرض".
ونوه إلى أنه "مع حاجة الاحتلال للمعلومات الدقيقة في ظل جهود الأجهزة الأمنية بغزة لمحاربة العملاء، يحاول الاحتلال تعويض ذلك عبر عمل تقني استخباري لجمع معلومات ميدانية، لذا فإننا نجد أن أغلب ما يجوب القطاع، هو حوامات ذات مهام استطلاعية ميدانية استخبارية، للحصول على معلومات وتحديد أهداف بشكل دقيق".
اقرأ أيضا: اعتراف إسرائيلي: جميع مخططاتنا فشلت أمام حماس في غزة
وأكد المختص، أن "إسرائيل عبر هذا الجهد الكبير، تستعد للمعركة القادمة مع المقاومة في غزة"، لافتا إلى أن "بعض الحوامات الإسرائيلية تقترب من بيوت بعض قادة المقاومة، وتقوم بمهام ميدانية في بعض المناطق التي بها مواقع للمقاومة أو التي تحوم حولها شبهات بأن بها نشاطا للمقاومة".
يذكر، أن كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لـ"حماس"، أعلنت في 20 تموز/ يوليو 2014، أسر الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وكشف الاحتلال في تموز/ يوليو 2015 عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد بداية عام 2016.
وترفض "كتائب القسام" الكشف عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال لعقد صفقة تبادل جديدة للأسرى، إفراج الاحتلال عن كافة الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.
اتصال وصاروخ إسرائيلي قتلا أحلام أسرة فلسطينية بغزة (شاهد)
العدوان على غزة يغتال فرحة عروسين بتدمير منزلهما (شاهد)
العدوان على غزة بين تصعيد محدود وحرب مفتوحة