اعتبرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، السبت، أن ما يجري في العراق "خسارة" لحلفاء إيران، محذرة من عودة المسار السياسي بالبلاد إلى نقطة الصفر، في إشارة إلى استقالة رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي.
ووصفت الصحيفة، المحسوبة على تيار "حزب الله" في لبنان، رفع المرجعية الدينية العليا بالعراق الغطاء عن "عبد المهدي"، ودفعه إلى الاستقالة، بأنه "مفاجئ للقاصي والداني".
وأوضحت "الأخبار" أن الاستقالة "مثلت واحدا من مطالب الشارع المنتفض منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، لكنها لن تؤدي على الأرجح إلى تهدئته في ظل دعوات قوى سياسية أساسية إلى الاستمرار في التظاهر، فضلا عن وجود محركات خارجية"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وتابعت بأن جهودا بذلت مؤخرا لتطويق الأزمة، "عبر تحصين الحكومة ورئيسها خوفا من الفراغ، والدفع في اتجاه تنفيذ إصلاحات من شأنها إرضاء الشارع".
اقرأ أيضا: عبد المهدي يسلم استقالته رسميا إلى مجلس النواب العراقي
لكنها أشارت إلى "فقدان الجدية" في إطلاق عجلة الإصلاح، ووجود حسابات متفاوتة لدى شركاء الائتلاف الحكومي، إلى جانب "رغبة أطراف خارجيين إقليميين ودوليين في استمرار الأزمة واستعارها، وأخيرا موقف المرجعية".
وأضافت: "كلها عوامل أعادت الأمور إلى نقطة الصفر، بل إلى ما قبلها، إلى لحظة الانتخابات النيابية التي أجريت عام 2018، والتي لم يعد احتمال تطيير نتائجها مستبعدا".
ووصفت "الأخبار" اللبنانية المشهد في العراق بأنه "شديد القتامة"، وسط مخاوف من اشتعال "الفوضى والخراب والاقتتال".
"إرادة أمريكية" و"حراك قابل للاختراق"
وإلى جانب الحسابات الداخلية، فإن المشهد الإقليمي يلقي بظلال ثقيلة على العراق، بحسب الصحيفة، التي اعتبرت أن "تكليف أي وجه جديد لرئاسة الوزراء لن يكون سهلا، في ظل إرادة أمريكية واضحة لتصعيد الضغوط على إيران، وتعميمها على امتداد الإقليم".
وتابعت بأن تلك الإرادة "لن تجد واشنطن في الظرف الحالي إلا حافزا على المضي فيها، وخصوصا أن الحراك يظهر إلى الآن قابلية كبيرة للاختراق، وحرفه نحو أجندات سياسية لم يخرج من أجلها".
وأضافت: "في المقابل، ربما تعتقد طهران أن التهديد الماثل أمامها يمكن تحويله إلى فرصة، ولو اقتضى الأمر تسهيل الذهاب إلى انتخابات مبكرة من شأنها إعادة ترتيب البيت العراقي".
لكن "الأخبار" اعتبرت أن "دون الحل المنشود ــــ وفق ما تظهره المؤشرات إلى الآن ــــ طريقا طويلا قد لا يكون خاليا من الصعوبات والتحديات، والأخطر العنف الدموي الذي حصد إلى الآن أرواح المئات من العراقيين".