كتب مستشار البيت الأبيض
"بات سيبولون" يوم الأحد الماضي خطابا غاضبا يرفض دعوة من النائب
"جيرولد نادلر" للبيت الأبيض لإرسال محامين للمشاركة في جلسات التحقيق
بشأن عزل الرئيس والتي بدأت أمس الأربعاء. وفي حين أنه من الممكن أن يغيروا رأيهم
في جلسات لاحقة، إلا أن البيت الأبيض أوضح بالنسبة للآن أنهم يفضلون التظاهر بأن
العملية برمتها ليست حقيقية إلى حد ما.
وقرروا أن أفضل دفاع هو عدم الدفاع على
الإطلاق. وخطاب "سيبولون"، مثل العديد من الوثائق التي يصدرها المحامون
الخاصون بالرئيس ومحامو الحكومة على حد سواء، مكتوبة بلهجة ترامبية، مليئة
بتأكيدات منافية للعقل، كما لو كان كاتبو هذه الوثائق يعملون على تمرير الأسلوب
الخطابي المميز للرئيس.
وتتمثل حجة الخطاب الرئيسية في أن حقوق الرئيس قد تم
انتهاكها، مستشهدا "بالافتقار التام للإجراءات القانونية الواجبة والإنصاف
الأساسي الممنوح للرئيس خلال هذا التحقيق المزعوم بشأن العزل". تحقيق مزعوم؟
إنني أدعو أي مدع عليه جنائيا للدخول إلى المحكمة وقول "إنني أرفض المشاركة
في هذه المحاكمة المزعومة!"، وأرى كيف سينجح هذا بالنسبة لهم.
وبالطبع، فإن التحقيق بشأن العزل ليس بالضبط
مثل الإجراءات الجنائية، على الرغم من أنه يوجد بعض أوجه التشابه. وعلى وجه
الخصوص، هذه المرحلة من العملية هي المكان الذي يتمتع فيه الرئيس بفرصة للدفاع عن
نفسه. ومع ذلك، يبدو أنه قد يختار ألا يفعل.
هذا ليس مفاجئا، لأنه في هذه
المرحلة من الصعب أن نعرف ما هو الدفاع الرائع المفاجئ عن الرئيس دونالد ترامب. في
جلسات الاستماع التي عقدتها لجنة الاستخبارات، رأينا كيف سيبدو دفاع
"الجمهوريين" عن ترامب.
لقد أتاحوا الفرصة لمحاميهم لاستجواب الشهود
بإسهاب. وكان هناك أعضاء "جمهوريون" يقدمون أفضل حججهم على براءة ترامب.
وكان هناك النائب "جيم جوردان" وهو يصرخ بأسلوبه الروتيني الغاضب. وكان
هناك أيضا النائب "ديفين نونيس" وهو يلقي الخطب التي تمزج المطالبات
الغريبة بنظريات المؤامرة التي تم فضحها.
وماذا كان الهدف؟ هل قاموا
بخرق أي من المزاعم ضد الرئيس؟ هل أثبتوا أن الشهود كاذبون ويتآمرون عليه؟ هل
قدموا أدلة جديدة مثيرة تبين أن كل ما فعله ترامب في الواقع ليس لخدمة مصالحه
الخاصة بل لخدمة مصالح البلاد؟
لا، لم يفعلوا. لذلك أذا
أعطوا كل "الإجراءات القانونية"، التي قد يريدونها، ما الذي سيتوصلون
إليه الآن؟ هل هناك شهود يمكنهم إثبات براءة ترامب، والذين كانوا صامتين حتى الآن؟
من عساهم أن يكونوا؟ يمكنهم الاتصال بـ "هانتر بايدن" للصراخ في وجهه
لبضع ساعات، ولكن هل سيغير هذا شيئا بشأن ما فعله ترامب؟
دعونا لا ننسى مدى وضوح وعدم
غموض الوضع بالنسبة لارتكاب ترامب إثما. لدينا نسخة تقريبية من مكالمته مع الرئيس
"فولوديمير زيلينسكي"، وفيها يرد على رغبة "زيلينسكي" الحصول
على مساعدات عسكرية من خلال حثه على التحقيق مع جو بايدن. ولدينا بيان ترامب الخاص
في حديقة البيت الأبيض، عندما سُئل ما الذي يريده من أوكرانيا: "إنها إجابة
بسيطة للغاية. عليهم استجواب آل بايدن". ولدينا بيان كبير رئيس الأركان
بالإنابة والذي يفيد بأنه كانت هناك مقايضة مع أوكرانيا.
ولدينا شهادة الشهود الواحد
تلو الآخر من داخل إدارة ترامب، يوضحون كيف سلّم الرئيس سياسة أوكرانيا إلى
"رودي جولياني"، الذي كان يطالب علنا بالضغط على أوكرانيا للتحقيق مع
بايدن للمساعدة على إعادة انتخاب ترامب.
لدينا عدة طرق يمكن
للجمهوريين بها تغيير هذه الحقائق. يمكنهم أن يجادلوا، كما يبدو أنهم يفعلون الآن،
ويزعمون أنه "في حين أن ترامب يفعل كل شيء متهم به، إلا أن كل أفعاله كانت في
الحقيقة عظيمة" أو يمكنهم أن يعترفوا، كما فعل البعض، بأنه في حين أنه
"لم يكن من المناسب القيام بما فعله ترامب، لكن بعد ذلك يقولون إن أفعاله لا
ترقى إلى مستوى المساءلة والعزل".
(الاتحاد الإماراتية)