يخيل للمرء المستمع للأوبريت الغنائي الذي بثه تلفزيون فلسطين، أن قائمة الإنجازات لـ "ملاك السلام" لا تنتهي من القائمة الطويلة التي يسردها المنشدون.. "يا ملاك السلام يا حارس الحلم الندي، يا صانع فجر الغد، من خلفك الشعب مضى / حتى الخطى نحو الفضاء، من حقنا الفخر بك، يا سيدي.. يا سيدي لنا الفخار بنا سموت، بالفكرة الأسمى علوت، وقد دنا منك المشيب، وما تعبت ولا سلوت، يا سيف أمتنا الذي، نحمله شعباً مؤمناً، جرد نجومك في العلى، نأتيك موجاً موقنا، يا سيدي يا سيدي، يا سيد المجد الذي جيلاً فجيلاً يحمل".. إلى آخر الكلمات المحشوة في مديح الرئيس أبو مازن.
الأوبريت يحمل تسحيجا فجا ولا يمت للواقع بصلة ولا بواقع الرئيس أصلاً الذي يكره السيوف والرصاص والمعارك.
الأوبريت الغنائي "ملاك السلام"، الذي يمجد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وهو من إنتاج تلفزيون فلسطين، الذي قال عنه مدير البرامج خالد سكر، إنه أنتج رغم الضائقة المالية، بمعنى هناك تكلفة ضخمة واضحة للعمل، في وقت تمر فيه السلطة ومؤسساتها بأزمة مالية خانقة على كافة المستويات.. توقيت إنتاج الأوبريت يأتي في ظل مطالبات الأسرى السابقين برواتبهم فضلاً عن بقية الأزمات السياسية التي تعصف بالوضع الفلسطيني.
لا يليق بشعب تحت الاحتلال
ليس مقصدنا مناقشة جودة العمل الأوبرالي أو نقده، المستمع يخرج بنتيجة واحدة مفادها أن العمل تسحيجي بامتياز وتطبيل للرئيس أبو مازن، وهو لا يليق بصورة فلسطين ولا بشعب تحت الاحتلال لم يسمع طيلة سبعة عقود قصائد مماثلة "تمجد" من رسخ مئات آلاف الكتل الاستيطانية، واستطاع تهويد 80 بالمائة من أرض فلسطين، ونجح في اغتيال الآلاف من "أعدائه" بطريقة شيطانية، ولم يسمع الفلسطيني قصائد مماثلة لقادة وزعماء في القارة الأوروبية على سبيل المثال كانوا مساهمين في إرساء قوة اقتصادية وعسكرية وتنموية في بلدانهم، المقارنة هنا لا تصح، بين الفعل وعدمه، أو بين ملاك السلام الذي يحاول نزع مخالب شعبه وبين الشيطان الذي بذر الاستيطان.
التسحيج للملاك يوصي بلا ريب بأنه يمكن اعتباره عملاً من أعمال "المقاومة" ونشاطا من نشاط الاستهبال للشعب.
الأب مانويل مسلّم.. أيقونة وطن
شراء الوقت قبل المواجهة الكبيرة