شدد رئيس بلدية الخليل بالضفة الغربية المحتلة، تيسير أبو سنينة، على أن الشعب الفلسطيني سيقاوم بكل الوسائل المخطط الاستيطاني الجديد في قلب المدينة، مؤكدا على أن الاحتلال الإسرائيلي "يلعب بالنار ولا يدرك ما يقوم به".
وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية الأحد، عن "رسالة تهديد" إسرائيلية رسمية وصلت بلدية الخليل مما يسمى "الإدارة المدنية" بالضفة، بإيعاز من وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت، للضغط على البلدية للموافقة على بناء مستوطنة جديدة في قلب الخليل.
وطلب الاحتلال من بلدية الخليل "الموافقة على هدم مبنى في سوق الجملة في المدينة"، مهددا بأنه "في حال لم تستجب البلدية للطلب في غضون 30 يوما، فستبدأ بإجراءات قانونية لإلغاء مكانتها كمستأجرة محمية للمبنى".
اقرأ أيضا: اعتقالات بالضفة وإضراب شامل ومواجهات مع الاحتلال بالخليل
وأوضح أبو سنينة، أن "الاحتلال يعتمد في فرض وتنفيذ سياسته المختلفة عبر عنجهية قوته العسكرية، دون مراعاة أي حساب للطرف المقابل".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الاحتلال لا يدرك أن ما يقوم به هو لعب بالنار"، مضيفا: "سنقاوم هذا القرار بكل الوسائل المتاحة؛ الشعبية، الرسمية والقانونية".
وخاطب أبو سنينة الاحتلال بقوله: "القوي لا يمكن أن يبقى قويا، ولا الضعيف يبقى ضعيفا"، مؤكدا أن "سلطات الاحتلال تعمل على جر المنطقة إلى العنف، ونحن لا تريد ذلك، ولكن لنا الحق، وسندافع عنه بكل الوسائل المتاحة".
ونوه أن "الاحتلال ومنذ يومه الأول في الخليل، برزت أطماعه في مدينة الخليل التي تفوق أطماعه في مدينة القدس المحتلة"، لافتا أن "الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على اختلاف توجهاتها الحزبية، أنكرت حق الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة الخليل في وجوده على هذه الأرض".
ومن منطلق هذه السياسية الإسرائيلية العدوانية تجاه كل ما هو فلسطيني وخاصة مدينة الخليل، "مارس الاحتلال القتل على الحواجز وارتكاب المجازر في أكثر من مكان من مسافة صفر، وكان من أفظعها مجزرة الحرم الإبراهيمي على يد بأروخ غولدشتاين، إضافة لإطلاق العنان لقطعان المستوطنين للاغتداء على المواطنين الفلسطينيين"، بحسب أبو سنينة.
ونبه رئيس بلدية الخليل، أن "قرار الاحتلال الأخير بإقامة مستوطنة في الخليل، يهدف في البداية لتحقيق هدف إسرائيلي كبير؛ يتمثل في خلق تواصل جغرافي مباشر ما بين البؤر الاستيطانية الخمسة المقامة في قلب مدينة الخليل".
وبين أن "سلطات الاحتلال تعمل على ترسيخ تقسيم مدينة الخليل، إضافة إلى محاولة الاحتلال إفراغ المنطقة من السكان الفلسطينيين عبر الوسائل القمعية المختلفة، وكل ذلك من أجل إقامة مدينة استيطانية متكاملة تطوق الحرم الإبراهيمي الذي يأتي في مركزها، بمعنى أن تحول الخليل كمدينة يافا المحتلة مقابل تل أبيب".
مخاطر المستوطنة
وعن مخاطر المشروع الاستيطاني، أوضح الناشط ضد الاستيطان عيسى عمرو، أن "الحي الاستيطاني المخطط له من قبل الاحتلال على أرض سوق الخضار القديم، سيؤثر على الهوية الفلسطينية والعربية التاريخية لمدينة الخليل، وسيهود قلب الخليل التاريخي".
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، أن "المشروع الاستيطاني يؤثر على اقتصاد المدينة، عبر استمرار إغلاق 1800 محل تجاري في محيط المسجد الإبراهيمي ومناطق أخرى، كما أنه سيؤثر على النسيج الاجتماعي الفلسطيني، عبر جلب مستوطنين جدد يحملون عادت وتقاليد وهوية غربية، للاستيطان بين المواطنين الفلسطينيين".
وأكد عمرو المقيم في قلب الخليل، أن "سياسة الإغلاق والفصل العنصري والتمييز العرقي ستزداد، والاعتداءات على الفلسطينيين من قبل المستوطنين ستستمر وتتصاعد، دون أي حسيب أو رقيب".
اقرأ أيضا: أجهزة السلطة تشن حملة استدعاءات واسعة بالخليل
ورأى الناشط، أن من "أهم المخاطر التي تترتب على إقامة هذا الحي الاستيطاني الجديد، قطع التواصل الجغرافي بين الأحياء الفلسطينية وسط الخليل، وفي المقابل ربط المستوطنات الإسرائيلية في قلب الخليل مع بعضها البعض وتوصيلها بمستوطنة "كريات أربع"، وإكمال محاصرة المسجد الإبراهيمي من ثلاث جهات، لمنع وصول المصلين للمسجد وتهويده".
وذكر أن "سوق الخضار القديم، هو من أهم أسواق الخليل، أغلق سابقا 1994، وأعيد افتتاحه جزئيا في 1997، ثم تم إغلاقه وإغلاق محيطة عام 2001".
وعن كيفية التصدي لمخطط الاحتلال الذي يستهدف المدن الفلسطينية وخاصة الخليل، شدد على ضرورة "نبذ الفرقة والانقسام الفلسطيني؛ الذي يضعف الجبهة الداخلية الفلسطينية، ثم التوحد على برنامج فلسطيني مقاوم؛ داخلي وخارجي".
وتابع: "التوجه أيضا إلى المؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، وجميع الدول التي وقعت على ميثاق منظمة اليونسكو؛ الذي اعتبر الخليل مدينة أثرية على لائحة المدن العالمية المهددة بالخطر".
مخطط تهويدي بالخليل يحول سوقا حيويا لحي استيطاني (شاهد)
ما الذي تفعله إسرائيل لتمزيق الخليل منذ 25 عاما؟