نشر موقع "
أورآسيا دايلي" الروسي تقريرا
تحدث فيه عن مشروع التيار التركي لمدّ خط أنابيب لنقل
الغاز الروسي إلى
أوروبا عبر
تركيا، الذي يشمل خطي أنابيب كل واحد منهما بسعة 15.75 مليار مكعب من الغاز.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن أشغال إنشاء جزء من خط أنابيب الغاز عبر صربيا من الحدود
البلغارية إلى الحدود المجرية، قد شارفت على الانتهاء تقريبا حسب الرئيس الصربي. ومن المنتظر أن تكون
صربيا من بين الدول التي يشقها خط أنابيب "التيار التركي"، وحتى استكمال
خط أنابيب الغاز، سيتم تزويد صربيا بالغاز الروسي.
وأفاد الموقع بأن أنابيب الغاز ستكون موجهة
للاستهلاك التركي وإلى جنوب أوروبا. أما الخط الثاني الذي يؤدي إلى أوروبا، فقد
طلبت موسكو ضمانات جدية من بروكسل قبل بدء المشروع، ولن تبدأ فيه إذا لم تتلق
وعودا جديّة من الاتحاد الأوروبي بأنها لن تواجه أي عقبات. وعلى الأرجح تم التوصل
إلى اتفاق بشأن بناء نورد ستريم -2.
وأورد الموقع أن خطي ترك ستريم سيكتملان قريبا، وسيتم توفير الغاز الروسي أيضا إلى تركيا عبر خط بلو ستريم، الذي تبلغ سعته 16
مليار متر مكعب. علاوة على ذلك، تم الانتهاء من بناء خط أنابيب الغاز تاناب بنفس،
الذي سينقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا.
وبيّن الموقع أنه فيما يتعلق بما سيحدث في جنوب
أوروبا في حالة حدوث نزاع على الغاز بين
روسيا وأوكرانيا،
فإن الأمر غير واقعي في الوقت الحالي لعدة أسباب. ويتمثل السبب الأول في أنه سيتم
الانتهاء من نورد ستريم-2 قريبا، بالإضافة إلى خط نورد ستريم الذي يعمل بالفعل،
علما بأن سعة خطي الأنابيب تبلغ 55 مليار مكعب. كما أن نقل الغاز عبر أوكرانيا قد لا يكون بأي حال من
الأحوال مفتاحا لتزويد أوروبا بالطاقة، حيث تقوم روسيا بإنشاء طرق بديلة لتوصيل
الغاز.
حسب الخبراء، بعد بناء قوة سيبيريا، حصلت روسيا
على فرصة لتصدير كميات جديدة من الغاز إلى الشرق الأقصى بموجب اتفاق بقيمة 400
مليار دولار تم توقيعه مع الصين لمدة 35 سنة. وعلى هذا الأساس، تعززت البنية
التحتية للغاز الروسي إلى حد كبير خلال السنوات الماضية، مما يعني أن حجج موسكو في
المفاوضات مع كييف قوية للغاية.
وأورد الموقع أن إنتاج الغاز بدأ يتراجع في
أوروبا، وهذا يعني أن القارة العجوز بحاجة إلى الغاز الروسي. ومن جانبها، ستضغط
أوروبا على أوكرانيا فيما يتعلق بالظروف المستحيلة لنقل الغاز الروسي. وعلى
العموم، "من غير المرجح أن تنحاز أوروبا إلى الجانب الأمريكي في النزاع على
الغاز القائم حول التيار التركي".
وأشار الموقع إلى أن خط أنابيب الغاز التركي
سيساهم في تحقيق الاستقرار في مجال الطاقة في صربيا، نظرا لأن ما يقرب من 15 مليار
مكعب من الغاز ستمر عبر البلاد. أما بقية الدول الغربية، فتنظر إلى مشروع التيار
التركي بطريقة مختلفة، فعلى سبيل المثال، لا تعترض الولايات
المتحدة على بناء مشروع التيار التركي إذا كان ذلك وفقا
للتشريعات الأوروبية المتعلقة بقطاع الطاقة.
وأكد الموقع أنه لا ينبغي أن ننسى أن العلاقات
الروسية الأمريكية في الوقت الراهن، في أدنى مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة، ومن شأنها أن تؤثر على
قطاع أمن الطاقة ذي الصلة بالغاز الروسي. لكن من غير المعروف ما الذي يمكن أن تقوم
به الولايات المتحدة ضد مشروع التيار التركي، ومن الممكن توقع ذلك استنادا
إلى موقف الولايات المتحدة من خط نورد ستريم-2، الذي
ينقل الغاز من روسيا نحو أوروبا، حيث لم يتم فرض أي عقوبات على روسيا.
وفقا للخبراء، من الصعب معرفة ما يدور في عقل
الرئيس الروسي، الذي قال إنه يحاول إيجاد طرق بديلة لتزويد جنوب شرق أوروبا بالغاز
الروسي، في حال وجود أي عقبات محتملة قد تمنع مرور الغاز نحو أوروبا عبر أوكرانيا.
وفي الحقيقة، يخطط الرئيس الروسي لتزويد صربيا بالغاز، نظرا لأنها تعتبر أكثر
المناطق حرمانا من الغاز الطبيعي بين جميع دول البلقان. كما أن هذه الدولة تقع وسط
شبه جزيرة البلقان ولا يوجد بها أي منفذ إلى البحر؛ ولهذا السبب، أي إمدادات غاز
نحو صربيا، ستمر عبر الاتحاد الأوروبي ودول حلف الناتو.
وذكر الموقع أنه صدر مؤخرا بيان عن رئيس الوزراء
البلغاري بويكو بوريسوف، أكد فيه أنه يجب أخذ جميع الشروط والمتطلبات
التشريعية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بعين الاعتبار؛ وبناء على ذلك، يمكن
بناء خط أنابيب الغاز في الوقت الراهن. والسؤال المطروح يتعلق بالظروف التي ستزود
فيها روسيا بلغاريا بالغاز.
وأشار الموقع إلى أن صربيا في وضع غير جيد، ليس
فقط بسبب موقعها الجغرافي، وإنما أيضا لأنها غير متصلة بواسطة خطوط الأنابيب بالدول
المجاورة. لكنها في المقابل متصلة فقط مع المجر وهي الدولة الوحيدة الموردة للغاز
الروسي. وعلى العموم، لا تستطيع صربيا شراء الغاز من سوق الغاز الأوروبية.
ونوه الموقع إلى أنه تهيمن على العالم حاليا نظرية
تنويع مصادر إمدادات الغاز واتجاهات مبيعات الغاز في سوق الغاز العالمي. وفي
الحقيقة، لا تنطبق هذه النظرية على مستهلكي الغاز فقط وإنما على منتجي الغاز أيضا.
لذلك، يحاول المنتجون تأمين العديد من الأسواق، وفي الواقع، هذا ما تحاول روسيا
القيام به، وقد قامت مؤخرا بفتح سوق طاقة صينية ضخمة، مما يعني أن الأمر لن يبقى
رهينا للاعتماد على سوق الطاقة الأوروبية.