علّق عسكريون ومراقبون
سوريون على مواصلة الولايات المتحدة الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرة قوات
سوريا الديمقراطية "قسد" شمال شرق سوريا.
وكانت مصادر محلية
أكدت وصول تعزيزات عسكرية أمريكية جديدة إلى حقول النفط، من العراق برا.
ووفق المصادر، فإن
التعزيزات تضمنت مركبات عسكرية، وسيارات إسعاف وشاحنات محملة بالحافلات والصهاريج،
مشيرة إلى أن القافلة تعد الثانية منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
من جانبه، أثار الخبير
العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، العديد من الأهداف التي تتطلع إليها
الإدارة الأمريكية، إلى تحقيقها من وراء هذه التعزيزات، وعلى رأسها الحد من
التقارب بين "قسد" وروسيا.
وأوضح لـ"عربي21"، أن الولايات المتحدة لا تريد أن تذهب
"قسد" بعلاقتها مع روسيا بعيدا، العلاقة التي بدأت تتعزز منذ إعلان
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه سحب قوات بلاده من سوريا.
وقال عليوي، بعودة
الولايات المتحدة إلى سوريا وعدولها عن الانسحاب العسكري الكامل، انتعش حلم
"قسد" بتأسيس كيان كردي في شمال شرق سوريا، وهذا الأمل سيبعد
"قسد" عن روسيا، أو يجعلها حذرة على الأقل، لأن مواقف روسيا واضحة
ومعلنة، حيال وحدة الأراضي السورية.
اقرأ أيضا: الأسد يوضح استراتيجية مواجهة الوجود الأمريكي في سوريا (شاهد)
وإلى جانب ذلك، تحاول
الولايات المتحدة من خلال هذه التعزيزات، وفق عليوي، تعزيز قدرات "قسد"
المادية من خلال الاستيلاء على النفط، لتبقى "قسد" مرتاحة اقتصاديا.
أما الباحث بالشأن
السوري، أحمد السعيد، فقرأ في التعزيزات العسكرية، استعدادا لمواجهة عسكرية محتملة
مع المليشيات الإيرانية.
وفي حديثه
لـ"عربي21" أشار الباحث إلى طلب الكونغرس الأمريكي قبل أيام، من وزارة
الدفاع (البنتاغون) تقارير حول التهديدات التي تشكلها إيران وميلشياتها على القوات
الأمريكية في سوريا، في التنف وريف دير الزور.
وقال السعيد، إن إصرار
إيران على تثبيت وجودها بالقرب من القواعد الأمريكية ومن حقول النفط في دير الزور،
وسياستها التي تسير على حافية الهاوية، تشعر الولايات المتحدة بالقلق على مصالحها
في مناطق سيطرة "قسد"، ولذلك سارعت الولايات المتحدة إلى دفع التعزيزات
مجددا، وتحديدا بعد الأنباء عن إنشاء إيران قاعدة عسكرية كبيرة في ريف دير الزور
الشرقي.
من جانب آخر، لم
يستعبد الباحث أن تكون الولايات المتحدة بصدد تثبيت مواقع نفوذها في مواجهة روسيا
التي تتجه للأمر ذاته في الشمال السوري.
يذكر أن الولايات
المتحدة قامت قبل بداية عملية "نبع السلام" العسكرية للجيش التركي في
شمال سوريا، بسحب وإعادة قواتها أكثر من مرة، حيث عادت هذه القوات إلى التمركز في
عدد من القواعد التي تم الانسحاب منها.
وفي وقت سابق، تعهد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم السماح لتنظيم الدولة بالاستيلاء على حقول
النفط شمال سوريا، وأعلنت واشنطن مرارا أنها ستبقي بعض قواتها في سوريا، لحماية
حقول النفط، الأمر الذي تتهمه موسكو بأنه سرقة للنفط السوري.
طائرة أمريكية تقوم بمهمة استطلاع قرب قاعدتين روسيتين بسوريا